&
اعتبر المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي &السيستاني ان الفساد المالي في البلاد اصبح حالة شبه عامة في غياب جدية في مكافحته ودعا القوات الامنية والمتطوعين الى تجنب الاعتداء على الاملاك والارواح وشدد على ضرورة التخلي عن المحسوبية في تولي المسؤوليات ودعا الى ضبط النفقات لمواجهة الازمة المالية التي تواجهها البلاد.

&
&
طالب أحمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، القوات الامنية ومتطوعي الحشد الشعبي وابناء العشائر الذين قال انهم يحققون انتصارات مشهودة في الحرب على الارهاب ويتم التطلع الى مواصلتها لتحرير العراق من العصابات الارهابية لتنظيم "داعش"، طالبهم بالتحلي بضبط النفس وبالروح الاخلاقية العليا من خلال عدم التعدي على الاملاك والارواح خشية ايذاء المواطنين الابرياء . وطالب هذه القوات بأخذ الحيطة والحذر من محاولات التنظيم فتح جبهات قتالية في اكثر من مكان تعويضا بائسا عن الخسائر التي تلحق به في مناطق مختلفة من البلاد. &
&
تثبيت ثقافة المواطنة
ودعا الصافي المؤسسات الحكومية والمدنية الى العمل على تثبيت ثقافة المواطنة والعيش المشترك بين العراقيين لما لذلك من ضمانة للتخلص من العديد من المشاكل التي يعاني منها العراق .. مشددا على ضرورة العمل عدم التمييز بين طائفة وأخرى ومكون وآخر وذلك عن طريق الوسائل المتاحة اعلاميا واجتماعيا.
&
خطر الفساد
وقال معتمد المرجع الشيعي ان الخطر الاخر الذي يواجه العراق حاليا اضافة الى الارهاب هو الفساد المالي الذي اعاق تقدم البلاد وازدهار شعبها .. واضاف "ان هذا الداء الخطير لم يعالج بشكل جدي لحد الان حتى اصبح ظاهرة شبه عامة في كثير من مفاصل الدولة ومؤسساتها .. وقال انه اصبح هناك مسؤولين لايتحرجون من أخذ المال العام من دون حياء أو رادع ولايهمهم رخص انفسهم.&
واضاف ان خسارة البلاد للانسان هي افدح من خسارتها للمال العام وقال ان على هؤلاء الفاسدين ان يدركوا انهم مؤتمنون على المال العام واذا لم يصمدوا امام اغراءاته سيخونون انفسهم قبل خيانتهم لبلدهم.&
وشدد على ضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية الصارمة لمواجهة الفساد بلا هوادة .. مطالبا الجهات الرقابية بتحمل مسؤولياتها في هذا المجال ومحاسبة اي عنصر فاسد مهما كان موقعه لانه بدون ذلك فأن البلاد ستنزلق الى مهاوي خطيرة اشد مما يسببه لها الارهاب .
واشار الى ان الفساد الاداري ايضا قد ادى الى عدم اعتماد الكفاءة والعلمية في تولي &المناصب .. وقال ان اشغال المواقع المهمة لم يكن على اساس تمتع اصحابها بالكفاءة وانما على اساس المحسوبية . وطالب المسؤولين بالوقوف بوجه هذا الفساد الاداري ويبتعدوا عن اتخاذ بطانات من الاقارب والمعارف الذين لايحسنون التصرف ويكونوا بعيدين عن الكفاءة ويسيئون الى المسؤول نفسه .. منوها الى ان العراق يزخر بالكفاءات العلمية والادارية مما يستوجب على المسؤولين البحث عنهم وايلائئهم المسؤوليات التي يتمكنوا من خلالها خدمة بلدهم وشعبهم.&
&
دعوة الحكومة الى ضبط النفقات وترشيد الاستهلاك
وحول الازمة الاقتصادية الحالية التي يواجهها العراق اشار معتمد المرجع السيستاني الى ان هذا الوضع الاقتصادي المقلق يستدعي ضغط النفقات الى ادنى مستوى وترشيد الاستهلاك غير الضروري الى اقصى حد . وشدد على ضرورة تشجيع القطاعات العامة في حقلي الصناعة والزراعة موضحا ان في البلاد صناعات متقدمة تتمتع بكفاءة وجودة المنتوج ولابد من تطويرها وتحديثها.
واضاف ان القطاع الزراعي العراقي ايضا يتمتع بكفاءة وانتاج جيد نظرا لما تتمتع به البلاد من اراضي زراعية صالحة ومياه وفيرة ولذلك يجب الاهتمام بهذا القطاع من خلال تطوير اساليب الزراعة ومكننة طرق الري .. موضحا ان هذا سيؤدي ايضا الى التقليل من البطالة والاستفادة من الكفاءات .
وكان مجلس النواب العراقي قد اجل الاسبوع الماضي مصادقته على الميزانية العامة لعام 2015 حتى السابع من الشهر الحالي والبالغ حجمها 105 مليارات دولار بعجز مقداره 20 مليار دولار واضعة الارهاب والنازحين والطاقة في اولويات انفاقها . &
وفي وقت سابق اشار وزير المالية هوشيار زيباري الى ان العراق "يواجه حقا وضعا ماليا واقتصاديا صعبا".. واشار قائلا "تلقى اقتصادنا صدمتين كبيرتين في عام 2014 هما تنامي تنظيم داعش وخسارة الزراعة والنزوح والصدمة الثانية كانت انخفاض أسعار النفط . وعن عجز الميزانية اشار الى إن الحكومة ستمول العجز من خلال أذون خزانة وسندات حكومية والاقتراض من البنوك المحلية . وينتظر ان تتمكن الحكومة من سد العجز في الموازنة من خلال زيادة إنتاج وتصدير النفط في حال عدم ارتفاع أسعاره من اجل تقليل الفرق بين السعرين وزيادة الإيرادات كما يقول مسؤولون عراقيون. &
&