موسكو: شن الطيران الروسي مساء الخميس غارات جديدة استهدفت خمسة مراكز لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وفقا لما ذكرته وكالات الانباء الروسية نقلا عن المتحدث باسم وزارة الدفاع.
وقال الجنرال ايغور كوناشينكوف ان الطائرات اغارت على مراكز للمجموعة "الجهادية" في محافظتي حماه وادلب.
والغارة هي الثالثة من نوعها التي تعلن عنها وزارة الدفاع الروسية، وكانت اولاها الاربعاء وثانيتها ليل الاربعاء الخميس.
وافاد المتحدث العسكري ان الطائرات استهدفت مجددا منطقة اللطامنة في ريف حماه.
واضاف كوناشينكوف "منعنا مقاتلي الدولة الاسلامية من محاولة اعادة استخدام مركز للقيادة في محافظة حماه تم تدميره خلال الضربات الجوية في 30 ايلول/سبتمبر" مشيرا الى "ضربات اضافية جوية".
كما اعلن الجيش الروسي قصف "معسكر تدريب تابع لتنظيم الدولة الاسلامية" في معرة النعمان في محافظة ادلب و"مركز قيادة" للتنظيم المتطرف في شمال جسر الشغور الواقع في محافظة ادلب ايضا.
البنتاغون: عملياتنا لم تتأثر بالغارات الروسية
اكد الكولونيل ستيف وورن المتحدث باسم الجيش الاميركي في بغداد الخميس ان الغارات الروسية في سوريا "لم تؤثر" على العمليات التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها في هذا البلد.
وقال الكولونيل وورن في مؤتمر صحافي عبر دائرة الفيديو المغلقة "لم نغير عملياتنا في سوريا للاخذ في الاعتبار دخول اطراف جديدة الى ساحة المعركة".
واوضح المتحدث ان التحالف نفذ عدة طلعات فوق سوريا في الساعات الـ 24الاخيرة.
وأقر المتحدث بان عدم تبادل المعلومات بين الروس والاميركيين عن عملياتهم العسكرية ينطوي على مخاطر. واضاف "هناك دائما احتمال لوقوع اخطاء في التقدير وحوادث".
واضاف "لكن للطيارين المحترفين تقنيات وبروتوكولات واجراءات" معتمدة عندما يكونون في المجال الجوي نفسه.
وتابع "سيطبق طيارونا هذه الاجراءات بحذافيرها ونأمل في ان يقوم الروس او اي طيار آخر بذلك ايضا".
ويتوقع ان تبدأ واشنطن وموسكو الخميس مباحثات عسكرية لاقامة خطوط اتصال بين القوتين ووضع آلية رسمية لمبادلة المعلومات تفاديا لحوادث فوق سوريا.
وقال المتحدث العسكري الاميركي انه مع تقدم هذه المباحثات "سندمجها في عملياتنا اليومية".
ووفقا لبيان رسمي يومي للتحالف عن عملياته نفذ قصف في سوريا الاربعاء بطائرة من دون طيار.
وبشأن العراق قالت موسكو انها لا تخطط لشن ضربات جوية في العراق في حين ذكرت بغداد انها مستعدة لدرس اقتراح بهذا المعنى.
واخذ النزاع السوري منحى جديدا مع تدخل روسيا التي شنت اولى غاراتها الاربعاء ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وبات المجال الجوي السوري مكتظا، بين المهام الجوية لدول التحالف بقيادة اميركية وغارات الطيران السوري ومؤخرا سلاح الجو الروسي الذي نشر 50 طائرة ومروحية.
وفي بياناتها اكدت وزارة الدفاع الروسية انها استهدفت لليوم الثاني على التوالي تنظيم الدولة الاسلامية.
وجاء في البيان "دمر الجيش مقرًا عامًا لتنظيم الدولة الاسلامية ومستودع ذخيرة في ادلب (شمال غرب)" ومركزا لصناعة سيارات مفخخة في شمال منطقة حمص (وسط) ومعسكرا في حماه (وسط). ومساء شنت غارات جديدة على التنظيم المتطرف في حماه وادلب.
واكدت واشنطن ومجموعات متمردة ومنظمة سورية غير حكومية ان الغارات الروسية تركز على مجموعات متمردة تهدد نظام الاسد وليس تنظيم الدولة الاسلامية.
واستهدفت الغارات الروسية الخميس مقرات لجيش الفتح في جسر الشغور وجبل الزاوية في ريف ادلب كما استهدفت اهدافا للجماعات المسلحة بينها مقرات ومخازن اسلحة في قرية الحواش عند سفح جبل الزاوية بريف حماة (وسط) الغربي"، بحسب مصدر أمني سوري.
ويضم "جيش الفتح" جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، ومجموعات سلفية على غرار "احرار الشام". وتخوض هذه المجموعة مواجهات مع قوات النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية.
وكان هذا التحالف بين مجموعات جهادية واسلامية الذي تموله على الاخص دول خليجية وجه ضربات كبرى للجيش السوري في الربيع عند استيلائه على محافظة ادلب وهدد "المنطقة العلوية" على الساحل المتوسطي.
لكن السناتور الاميركي جون ماكين، اكد ان الغارات الروسية الاربعاء في سوريا استهدفت معارضين دربتهم ومولتهم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية خصوصا.
واعلنت مجموعة معارضة مدعومة من الولايات المتحدة هي "صقور الجبل" لفرانس برس انها تعرضت لصواريخ الطيران الروسي في محافظة ادلب.
واشارت مصادر امنية وخبراء الى ان الروس لم يستهدفوا اي موقع لتنظيم الدولة الاسلامية، لان هؤلاء الجهاديين لا وجود لهم في ادلب، ونشاطهم لا يذكر في حماة. اما في حمص فهم في منطقة تدمر الصحراوية.
ويشتبه الغربيون في سعي موسكو قبل اي شيء الى تخفيف ضغط المعارضة عن المناطق الخاضعة للنظام في غرب البلاد ووسطها تحت غطاء محاربة "الارهاب".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس ان روسيا تضرب اهدافا في سوريا لتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات المتطرفة "تماما كما يفعل" التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
واضاف في مؤتمر صحافي "نحن متفقون مع التحالف في هذه النقطة (...) لدينا المقاربة نفسها" بشأن الضربات.
لكن الفارق في تصنيف "الارهابيين" بين روسيا والغرب لا يزال قائما ومن المتوقع ان يستمر. فالاوروبيون والعرب والاميركيون يميزون بين تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، والمعارضة السورية المعتدلة التي يدعمونها، فيما تعتبر موسكو ان كل مسلح معارض لنظام الرئيس السوري "ارهابي".
وتفاديا لوقوع اي حادث بين المقاتلات الاميركية والروسية اتفق الاميركيون والروس على عقد مباحثات عسكرية للتنسيق بين انشطتهم. ولم يرشح اي شيء عن الاجتماع حتى الساعة 17,00 تغ.
وقبل الاجتماع اكد متحدث عسكري اميركي ان الضربات الروسية "لم تؤثر" على عمليات التحالف الدولي.
ووزعت روسيا في مجلس الامن الدولي مشروع قرار لمكافحة الارهاب يضم النظام السوري الى تحالف واسع ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.
وتستبعد الولايات المتحدة وباريس ولندن التعاون مع الاسد. لكن واشنطن تلاقي صعوبة في ايجاد استراتيجية لتسوية النزاع الذي اوقع اكثر من 240 الف قتيل ودمر البلاد وتسبب بأزمة هجرة غير مسبوقة منذ اكثر من نصف قرن والقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.
وتسارع التدخل الروسي يندرج على خلفية اختبار القوة بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حول مصير الاسد الذي يعتبره الاول "طاغية" والثاني "درعا" ضد التنظيم المتطرف.
وكان التدخل الروسي في سوريا حظي بدعم ايران والعراق وانتقدته تركيا.
التعليقات