اشتكى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قلة الدعم الدولي لبلاده في حربها ضد الإرهاب، واتهم دولًا لم يسمِها بالاستمرار في دعم تنظيم داعش، وأشار إلى أنّ خبرات دولية ستصل إلى العراق لمساعدته في حل مشكلة شح المياه.
لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في كلمة متلفزة عقب عودته إلى بغداد، بعد مشاركته في نيويورك باجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والقمة العالمية للارهاب، وتابعتها "إيلاف"، انه بحث هناك مع مختلف قادة العالم تطورات الحرب ضد تنظيم داعش، وما يمكن ان يقدمه العالم للعراق لتحقيق النصر وانهاء التنظيم الذي يشكل خطرًا على العراق والمنطقة ودول العالم كلها.
دول مستمرة بدعم داعش
وأشار العبادي إلى أنّ داعش منظمة ارهابية بشعة الممارسات ولا تزال تستقبل الارهابيين من دول مختلفة، وتتلقى دعمًا من دول معينة لكنه لم يسمِ هذه الدول. وقال إن مشكلة العراق مع هذا التنظيم ليست داخلية وانما خارجية. واوضح ان نقاشاته مع قادة العالم في نيويورك تناولت الاصلاحات التي يقوم بها تنفيذًا لمطالب الشعب.
وقال إن الجميع هناك عبروا عن دعمهم لها، معتبرين انها مثال& يمكن أن يحتذى به&من دول العالم من ناحية كون العراق يخوض حربًا شرسة ضد الارهاب من دون اغفال الجانب التنموي في البلاد، معتبرين ان هذه الاصلاحات تعبر عن جرأة وقدرة العراقيين على النهوض.
وشدد بالقول "نريد دعمًا دوليًا لان الارهاب في العراق ليس داخلياً، وانما هو آتٍ من الخارج وبدعم دول معينة، ولذلك تم انشاء خلية الاستخبارات مع روسيا وسوريا وايران، بالاضافة إلى دول التحالف الدولي الذي يضم 60 دولة من اجل التعاون في مواجهة الارهاب، باعتباره همًا عراقيًا واقليميًا ودوليًا".
ونوه إلى أنّ موازنة العام المقبل 2016 تعاني نقصًا نسبته 45 بالمائة عن موازنة العام الحالي بسبب تكاليف الحرب الضخمة ضد الارهاب، موضحًا انها حرب شرسة يخوضها العراقيون بقواتهم المسلحة ومتطوعيهم، واستطاعوا لحد الان تحرير مساحات شاسعة من اراضيهم بقدراتهم المحلية الذاتية.
واكد حاجة العراق إلى مزيد من الدعم التسليحي والتدريبي والضربات الجوية لتحطيم قدرات داعش.. لكنه أشار إلى أنّ هذا الدعم هو الان اقل بكثير مما كان يتوقعه العراق، وما تقتضيه متطلبات النصر في الحرب.
خبراء دوليون لمعالجة شح المياه
وعن الاوضاع الاقتصادية في البلاد، أشار العبادي إلى قلة مياه دجلة والفرات، وما سببه ذلك من اضرار زراعية بسبب قلة الامطار واقامة السدود على النهرين في تركيا وسوريا، إضافة إلى سيطرة تنظيم داعش على بعض روافد النهرين، مؤكدًا أن حكومته تعمل جاهدة حاليًا لحل هذه المشكلة وضمان مصادر المياه من اجل استمرار خطط التنمية المستدامة.
وأوضح أن حكومته اجرت اتصالات مع منظمات ودول خارجية لمساعدة بلاده على تجاوز هذا الاشكال، منوهاً إلى أنّ خبرات دولية ستصل إلى العراق قريبًا للمساعدة في تجاوز المشكلة.
وعن الاصلاحات التي يقوم بها منذ التاسع من آب (أغسطس) الماضي، فقد اكد العبادي اصراره على الاستمرار فيها، موضحًا انه ستكون لها مردودات انية وقصيرة وبعيدة المدى.. مؤكداً العمل على ردم الهوة بين الفقراء والاغنياء وتقليل الفوارق في مرتبات موظفي الدولة وتأمين فرص عمل للخريجين الجدد. وأشار إلى أنّ اصلاحاته تهدف إلى ادامة التنمية وتحقيق النصر النهائي على داعش وتحرير كل شبر من الاراضي العراقية.
واضاف العبادي قائلاً ان "الكثير من لقاءاتنا مع قادة دول العالم في نيويورك كان من اجل مساعدة العراق والوقوف معه في حزمة الاصلاحات المتعلقة بالتنمية المستدامة، التي تقف مع هؤلاء الناس الفقراء".. معتبرًا ان توفير القوت اليومي لهم ليس كافيًا، وانما ايجاد مصدر عيش كريم لهم".
وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد تابع فور عودته من نيويورك الليلة الماضية سير العمليات العسكرية والامنية الجارية في جميع قطعات العمليات، ومنها محافظة الانبار وبيجي والموصل.
وأصدر العبادي خلال تفقده مقر العمليات المشتركة مجموعة من الاوامر والتوجيهات، كما شدد على اهمية بذل المزيد من الجهود لادامة زخم الانتصارات المتحققة في أرض المعركة وتحرير كل شبر من أرض العراق.
التعليقات