دعا زعيم ائتلاف الوطنية نائب الرئيس العراقي سابقًا أياد علاوي، العبادي إلى التحقيق في اختفاء 76 مدرعة، قال إنه توسط لدى دول خليجية لإرسالها إلى العراق مجانًا لدعم قواته المسلحة في حربها ضد داعش.. فيما دعا المرجع الشيعي الأعلى السيستاني الحكومة إلى حماية القضاة المكلفين بملفات الفساد من استهداف عصابات يحركها الفاسدون.
أسامة مهدي: قال علي ابو كلل، المسؤول في مكتب علاوي، في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الجمعة، موضحًا ملابسات اختفاء 76 مدرعة، ان علاوي وبناء على طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، كان قد اتصل بدول عربية شقيقة، ومنها دول خليجية، "لم يذكر اسمها"، لتجهيز العراق مجانًا بناقلات جند، استنادًا الى طلب رئيس&الوزراء منه، وبصفة الاستعجال.
عجلات مدرعة عاجلة
واضاف ان الدول الخليجية وافقت على ارسال 500 وحدة "عجلة مدرعة" شعورًا منها بحراجة الموقف العسكري العراقي، وبعثت منها 76 عجلة جوًا عبر مطار بغداد الدولي. واشار الى ان علاوي، وبناء على استجابة الدول الخليجية المعنية، قد ابلغ العبادي برد هذه الدول الشقيقة، وانها تنتظر ارسال وفد فني عسكري لتحديد المواصفات المطلوبة. واوضح ان علاوي اتصل بعد ذلك بوزير الدفاع خالد العبيدي، مخبرًا اياه بان العبادي سيتصل به، لكي يهيئ وفدًا من الجيش لإحاطة الدول الشقيقة بالمواصفات المطلوبة لاستحصال اسلحة اخرى مجانًا.
واشار المسؤول في مكتب العبادي الى انه بعد بضعة اسابيع زار وزير الدفاع علاوي، معربًا عن اسفه لانه لم يبلغ من قبل رئيس الوزراء بارسال وفد عسكري، وان 76 عجلة قد وصلت الى مطار بغداد، الا انها لم تسلم الى وزارة الدفاع العراقية، بالرغم من معلومات الاستخبارات العسكرية بأن هذه العجلات قد وصلت الى مطار بغداد بالطائرات وعلى نفقة الدولة الشقيقة. وقال ان علاوي قد استدعى احد سفراء دول التحالف الدولي، وكذلك قائدًا عسكريًا، وابلغهما بما حصل من دون ان يذكر اسميهما.
واشار الى ان علاوي يدعو الى فتح تحقيق من قبل لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب للتعرف رسميًا إلى مجريات الاحداث، ولماذا توقف ارسال الوحدات العسكرية الاخرى؟، ولماذا لم يذهب وفد من وزارة الدفاع الى الدولة الشقيقة، وعن سبب عدم تسليم العجلات الى وزارة الدفاع؟.
وكان علاوي قد كشف خلال اليومين الماضيين عن اختفاء عشرات المدرعات، التي تبرعت بها الى العراق دولة خليجية لدعم جهوده في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". واشار خلال مقابلة تلفزيونية الى أن "هذه الدولة زوّدت العراق بـ 76 مدرعة نقلت جوا إلى بغداد، لكنها اختفت فور وصولها".. مؤكدًا أن الدولة العربية طلبت منه توضيحًا حول وجهة الأسلحة، لكنه لم يتأكد من ذلك لغاية الآن، بسبب نفي جميع الجهات الحكومية التي خاطبها علمها بها.
السيستاني يدعو إلى حماية القضاة من عصابات يحركها الفاسدون
فيما تتجدد تظاهرات العراقيين في انحاء البلاد مساء اليوم ضد الفساد وللمطالبة باصلاحات حقيقية، فقد دعا المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الحكومة الى حماية القضاة المكلفين بملفات الفساد من استهدافهم من قبل عصابات يحركها فاسدون متضررون من الاصلاحات.
وقال الشيح عبد المهدي الكربلائي معتمد السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية إن الاوضاع الصعبة التي يمر بها العراق حاليًا تدعو القوى السياسية المشاركة في السلطة الى متابعة ودعم العملية الاصلاحية الجارية حاليا، وعدم خلق العقبات والعوائق امام تنفيذها وعدم التغطية على أي شخص فاسد، مهما كان موقعه من المحاسبة القضائية. وناشدها الكف عن حملاتها الاعلامية ضد بعضها البعض، موضحًا ان هذا يزيد من توتر اوضاع البلاد وينعكس سلبًا عليها.
وطالب الكربلائي هيئة النزاهة العامة بعدم التأخر في كشف ملفات كبار المسؤولين واحالتها الى السلطة القضائية.. وشدد على القضاء بضرورة ان يكون قويًا، والا يخضع لاي ضغوط.. داعيًا الحكومة الى حماية القضاة المكلفين بملفات الفساد من عصابات الفاسدين، وذلك ليطمئنوا إلى ارواحهم وافراد عوائلهم من استهداف هذه العصابات.
وعن الازمة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق، فقد اشار الى عدم توقع الخبراء بتحسن واردات البلاد في وقت قريب، وبما ينذر بمشاكل خطيرة في الموازنات العامة للسنوات المقبلة.. مشددا على الحاجة الى الاموال اللازمة لتوفير متطلبات الحرب ضد الارهاب. واوضح انه مع تصاعد الانفاق الاستهلاكي وعدم حصول تطور في القطاعين الصناعي والزراعي وتوجه الحكومة الى الاقتراض من الخارج فإن كل هذا سيثقل كاهل الموازنة بسبب الفوائد العالية المترتبة على هذا الاقتراض.
واكد الحاجة الى توفير ايرادات مالية وتنموية ووضع خطط اقتصادية ناجحة في فترة قصيرة، معتبرًا ذلك أمرًا ضروريًا جدًا، وهو ما يتطلب الاستعانة بأهل الخبرة والاختصاص من الحريصين على مستقبل البلاد للاسراع في وضع خطط مناسبة لمعالجات حقيقية وجادة لهذه الاوضاع، قبل ان تتفاقم، وتصعب بعد ذلك معالجتها.
ودعا الحكومة الى العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تخفيض الفروقات الكبيرة في المرتبات والمخصصات للموظفين والمتقاعدين وايقاف الانفاق في المجالات غير الضرورية. واكد اهمية اشراك المواطنين في هذه الجهود من خلال توعيتهم بترشيد الاستهلاك وزيادة الانتاج، منوهًا بأن المسؤولية شرعية ووطنية واخلاقية في هذا المجال من خلال مساهمة كل مواطن بدوره في العمل على حل هذه الازمة المالية الخطيرة التي يواجهها العراق.
وحول المعارك الجارية في محافظة الانبار الغربية، فقد اكد الكربلائي نجاح القوات العراقية في تحرير مناطق عدة في المحافظة من سيطرة تنظيم "داعش" خلال اليومين الماضيين.. واشار الى ان القوات الامنية ومعها المتطوعون وابناء العشائر استطاعوا التقدم هذا الاسبوع الى مناطق جديدة من الانبار، متمنيًا لهم المزيد من النجاحات.
واضاف انه بالرغم من ذلك، فإن تنظيم "داعش" مازال يمارس ابشع الجرائم، من خلال استهداف الاسواق المكتظة بالمواطنين، مثلما حصل قبل ايام في قضائي الخالص (شمال بغداد) والزبير (جنوب بغداد)، حيث ذهب العشرات من المواطنين الابرياء ضحايا هذا الارهاب ظلمًا وعدوانًا.
ودعا معتمد السيستاني الجهات الامنية المختصة الى تحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين من استهداف تنظيم "داعش" الشرير والوقوف في وجه محاولاته لإيقاع المزيد من الخسائر البشرية بين العراقيين.
&
التعليقات