كابول: قتل خمسة عناصر من الحلف الاطلسي بينهم مدني فرنسي وعسكريان من سلاح الجو البريطاني في حادث تحطم مروحية الاحد في كابول بعد استهداف عملية انتحارية لموكب بريطاني في العاصمة الافغانية، على ما اعلن الحلف الاثنين.

واعلنت السلطات الاثنين ان مروحية تحطمت بعد ظهر الاثنين اثناء هبوطها في مقر عام ائتلاف حلف شمال الاطلسي الذي يقدم دعما جويا للجيش الافغاني. واعلنت وزارة الدفاع البريطانية صباح الاثنين مقتل اثنين من جنودها في الحادث. واضاف الحلف بعد الظهر ان متعاقدا مدنيا فرنسيا لم تكشف عن هويته، وجنديين اميركيين قتلا كذلك.

وكانت وزارة الدفاع البريطانية اعلنت في وقت سابق "فتح تحقيق، لكن يمكننا ان نؤكد ان الامر نجم من حادث، وليس نتيجة هجوم". وبذلك يرتفع الى 456 عدد العسكريين البريطانيين الذين قتلوا في افغانستان منذ اجتياح افغانستان بقيادة واشنطن في تشرين الاول/اكتوبر 2001.

ياتي الحادث بعد عشرة ايام على تحطم طائرة عسكرية اميركية سي-130 في جلال اباد (شرق) قتل فيها 11 شخصا بينهم 6 عناصر في الحلف، ويتزامن مع عملية انتحارية التي نفذها عنصر من طالبان ضد موكب بريطاني في وسط كابول، ما يدل على انعدام الاستقرار في افغانستان بعد اسبوعين على استيلاء طالبان على مدينة قندوز (شمال).

ووقعت العملية الانتحارية التي نفذها عنصر من طالبان في ساعة الذروة في وسط العاصمة، ما اسفر عن اصابة ثلاثة مدنيين بجروح بينهم طفل. وكثفت حركة طالبان هجماتها ضد القوات الحكومية الافغانية منذ ان انهى حلف شمال الاطلسي في كانون الاول/ديسمبر مهمته القتالية في افغانستان. وكان متمردو طالبان تمكنوا في 28 ايلول/سبتمبر من الاستيلاء خلال ساعات فقط على مدينة قندوز الاستراتيجية.

وعملية السيطرة على قندوز حتى وان استمرت بضعة ايام سجلت واحدة من اكبر انتصارات الحركة منذ 2001 وضربة قاسية للرئيس اشرف غني الذي وصل الى سدة الحكم منذ عام. ولم تبد القوات الافغانية سوى مقاومة ضعيفة ما يدل على الصعوبات الضخمة التي تواجهها في احتواء المقاتلين الاسلاميين. من جهتها اكدت حركة طالبان الاحد ان العملية الانتحارية في كابول ضد قوات الحلف الاطلسي نفذت ردا على "القصف الوحشي" على قندوز.

وكان القصف الجوي الاميركي دعما للقوات الافغانية والحلف الاطلسي على الارض في قندوز اصاب مستشفى لمنظمة اطباء بلا حدود واوقع 22 قتيلا على الاقل بينهم 12 موظفا في المنظمة غير الحكومية. وقدم الرئيس باراك اوباما اعتذاراته لمنظمة اطباء بلا حدود التي طالبت بتحقيق دولي حيادي في عملية القصف. وكانت وزارة الدفاع الاميركية اعلنت السبت ان واشنطن ستدفع تعويضات لضحايا الغارة الاميركية على مستشفى منظمة "اطباء بلا حدود" في قندوز.

واوضح بيتر كوك المتحدث باسم الوزارة في بيان ان الجيش الاميركي "سيعمل مع من تضرروا" بهذه الغارة الجوية "لتحديد المبالغ المناسبة التي ستدفع" ويمكن ايضا ان يدفع مالا "لاعادة اعمار" المستشفى.

واضاف "ان وزارة الدفاع تعتقد انه من المهم معالجة آثار هذا الحادث الماساوي" و"احدى الاجراءات التي يمكن للوزارة اتخاذها هو دفع تعويضات للمدنيين المصابين ولاسر المدنيين الذين قتلوا في هذه العمليات العسكرية الاميركية".