&أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اهتمام موسكو بالتعاون العملي مع السعودية وتركيا والدول الأخرى في المنطقة من أجل تسوية الأزمة السورية.

&
نصر المجالي: قال وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال مشاركته في "ساعة الحكومة" بمجلس الدوما (النواب) الروسي، الأربعاء: "إننا مستعدون للتعاون بصورة وثيقة للغاية مع جميع الدول، بما في ذلك الدول التي تواجه الخطر الإرهابي مباشرة".
&
واعتبر أن الجهود المشتركة يمكن أن تؤدي إلى إحراز تقدم في حل القضايا المعاصرة الأكثر صعوبة.
وقال لافروف إننا تتابع عن كثب التطورات الداخلية في صفوف المعارضة السورية المسلحة، بما في ذلك تحالف "قوى سوريا الديمقراطية" الذي تشكل مؤخرا.
وأضاف تعليقا على تشكيل التحالف الجديد الذي يضم وحدات حماية الشعب الكردية والفصائل الأخرى، التي شاركت في المعركة ضد تنظيم داعش في شمال سوريا وخاصة في محيط مدينة عين العرب (كوباني)، في أواخر العام الماضي وأوائل العام الحالي: "إننا نتابع تحركات هذا التحالف، وهو يضم جماعات مسلحة كثيرة. وفي صفوفه هناك العديد من التشكيلات التي لا نعتبرها إرهابية، ومنها وحدات كردية وميليشيات مسيحية آشورية. إننا مستعدون للتعاون معها".
&
مساعدة الغرب
ودعا وزير الخارجية الروسي دول الغرب إلى تقديم المساعدة لموسكو في إقامة الاتصالات بتلك التشكيلات المسلحة. وأردف قائلا: "هذا ما نريده من أولئك الذين يملكون التأثير على هذه التشكيلات ويمولونهم ويسلحونهم، إذا كانت هذه التشكيلات ترفض التطرف والإرهاب فعلا، فنحن نسعى لإقامة الاتصال بها والتعاون معها".
&
لا طلبات بالتدخل
كما أكد لافروف أن موسكو لم تتسلم بعد أية طلبات من دول أخرى بالمنطقة غير سوريا، في إشارة إلى العراق، بشأن استخدام سلاح الجو الروسي في أراضيها لمكافحة الإرهاب.
وقال ردا على أسئلة النواب: "لم تكن هناك أية طلبات رسمية، لكن إذا تسلمناها، فسيتخذ القائد العام للقوات المسلحة قرارا بهذا الشأن بعد التشاور مع وزارة الدفاع".
كما توقع وزير الخارجية الروسي أن يدخل الاتفاق الروسي- الأميركي حول منع وقوع حوادث غير مرغوب فيها بأجواء سوريا، حيز التطبيق خلال الأيام القليلة القادمة.
وأكد على استعداد موسكو لتعميق التعاون حول سوريا مع الأميركيين، قائلا: "إننا مستعدون للجلوس معهم وبأيدينا خرائط لكي نتفق: أين مواقع الإرهابيين برأيهم، وأين مواقع الإرهابيين برأينا. وإنني واثق من إننا، إذا عملنا معا بصورة نزيهة، سنتوصل إلى تقييمات متطابقة".
واعتبر أن مثل هذا التعاون الروسي- الأميركي يجب أن يبدأ بالكشف عن جميع الخرائط والأوراق، مشددا: "إنني لا أرى أية أسباب تمنعنا من الجلوس والحديث حول هذا الموضوع".
وأضاف لافروف أنه لا يريد أن يصدق أن الغرب ينطلق من منطق إشعال حرب استنفاد طويلة بين داعش وقوات الأسد.

رفض استقبال وفد
كما كشف الوزير أنه سبق للولايات المتحدة أن رفضت استقبال وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف وبمشاركة خبراء عسكريين واستخباراتيين ودبلوماسيين، كما أنها رفضت اقتراحا روسيا آخر بشأن إرسال وفد أميركي إلى موسكو لتنسيق حزمة من الخطوات المشتركة بشأن سوريا.
&
رفض إصدار بيان
كما أعرب وزير الخارجية الروسي عن أسفه لرفض الولايات المتحدة السماح لمجلس الأمن بإصدار بيان يدين القصف بالهاون الذي تعرضت له السفارة الروسية في دمشق الثلاثاء.
وكشف الوزير أن البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة وزعت الثلاثاء الماضي على أعضاء المجلس نص بيان يتطابق مع النموذج المعتاد الذي يعتمده المجلس لدى إدانة الأعمال الإرهابية، سواء أكانت في أوروبا أو إفريقيا أو مناطق أخرى من العالم.
وأردف قائلا: "للأسف رفض شركاؤنا الأميركيون الذين يتساءلون عما إذا كنا نحارب الإرهاب فعلا، قبول وصف هذا الاعتداء بأنه عمل إرهابي".
وأوضح أن الجانب الأميركي طرح الاكتفاء بالإشارة إلى تعرض السفارة الروسية للقصف، والتذكير بأن الدولة التي تستضيف البعثات الدبلوماسية تتحمل مسؤولية أمنها.
وختم لافروف: "للأسف الشديد لم يقف شركاؤنا الأميركيون هذه المرة، إلى جانب أولئك الذين يحاربون الإرهابين ويدينون الأعمال الإرهابية".
وكانت السفارة الروسية في دمشق قد أكدت سقوط قذيفتين في حرمها بعد القصف بالهاون الذي استهدف منظقة المزرعة، حيث مقر السفارة، بالتزامن مع خروج مسيرة مؤيدة للعملية الروسية الجوية في سوريا.
&