في عام 1945 بدأت قناة "بي بي سي" ببث برنامج يحمل اسم "اليوم في البرلمان"، ولا يزال هذا البرنامج مستمرًا حتى الساعة، ولديه نصف مليون مستمع على الأقل.
إعداد ميسون أبوالحب: نحن اليوم في عام 2015، وما زال هذا البرنامج مستمرًا، وقد بث حتى الآن أكثر من عشرة آلاف حلقة، أرّخ من خلالها وأرشف كل ما جرى في قاعة البرلمان منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا، ليكون "أطول مسلسل بريطاني"، حسب قول البعض.
يبث هذا البرنامج في الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء كل يوم تعقد فيه جلسة في البرلمان، ويبلغ عدد مستمعيه حوالى نصف مليون شخص حاليًا، علمًا أن هذا البرنامج ووفقًا للقانون الخاص بهيئة الإذاعة البريطانية، هو الوحيد الذي على الهيئة بثه أيًا كانت الظروف، ولا يهمّ في أي قناة إذاعية أو تلفزيونية، إذ يترك ذلك إلى رغبة ورأي المدراء.
حلقة ضائعة
روبرت أوركارد عمل مقدمًا سابقًا لهذا البرنامج بين 1992 و2013، وكتب بهذه المناسبة السبعينية يقول إن هذا البرنامج عبارة عن تاريخ كامل. ويتذكر أن إحدى الحلقات نسيها المراسل في سيارة أجرة، وكان في طريقه نحو مقر الإذاعة، غير أن الجهود نجحت في استعادتها، لتبث في موعدها الاعتيادي في الحادية عشرة والنصف ليلًا.
لا يزال أقدم تسجيل موجودًا، ولم يتلف، وقد تم بثه في تشرين الأول/أكتوبر في عام 1963. وهناك أيضًا حلقة عند إحدى جلسات حزيران/يونيو من عام 1975 عندما انضمت مارغريت تاتشر إلى رئيس الوزراء ولسن في التعبير عن فرحها بالتصويت بنعم على استفتاء للبقاء في السوق المشتركة، وأثنت في الوقت نفسه على تيد هيث، الذي تمكنت من إخراجه من زعامة الحزب لقيادته حملة نعم.&
صورة أفضل
السر جيرالد كوفمان، الذي يعتبر أب مجلس العموم، وهو في الخامسة والثمانين من العمر حاليًا، قال إنه بدأ يستمع إلى البرنامج بعد فترة قصيرة من بدء بثه بعد الحرب العالمية الثانية. وأضاف: "لم أكن لأستغني عنه على الإطلاق".
النائب من حزب المحافظين جاكوب ريس موغ وصفه بالقول إنه "برنامج رائع يعطي صورة عن البرلمان أفضل من صورته الحقيقية أحيانًا". ليدي بوثرويد، 86 عامًا، وكانت رئيسة سابقة لمجلس العموم، قالت إنها معجبة أيضًا بالبرنامج، وإنها كانت تستمع إليه كل ليلة في فراشها قبل النوم.
بينما يقول روبرت روجرز، الذي تقاعد أخيرًا من مجلس العموم، إن المجلس قاعة مسرح، وإن البرنامج هو الوحيد الذي يسمح بمتابعته بشكل صحيح. في حين يتذكر اللورد لزفين جلسة البرلمان قبل 25 عامًا عندما قرأ السر جيفري هون أهم سطور في كلمة استقالته، والتي أدت إلى سقوط مارغريت تاتشر. ويتذكر أيضًا عندما حصل توني بلير على دعم مجلس العموم لحربه في العراق في عام 2003، وقال "كانت تلك جلسة مليئة بالتوتر… وكانت لحظات لا تنسى".
مسلسل شامل
يصف أحد المسؤولين السابقين عن تحرير برنامج "اليوم في البرلمان"، وهو بوب كليفورد، يصف البرنامج بأنه أطول مسلسل بريطاني عمرًا. ويقول: "استمر فترة أطول من أي مسلسل آخر، وكان مليئًا بمعالم الحياة الإنسانية بكل أنواعها، فهناك تراجيديا ودراما وحب وخيانة وشخصيات تأتي وشخصيات تغيب".
&
في الأيام الأولى، وقبل أن يسمح بالبث من مجلس العموم، كان البرنامج يعد في مقر الإذاعة. وقال كلفورد إن البرنامج كان طوله 15 دقيقة، ويتكون بالكامل من نص يقرأه أحد كبار المقدمين، وكان يعتبر "كابوسًا" بالنسبة إلى العاملين على إعداده، لأنه كان من دون أي لون ولا طعم، بل مجرد نص يقرأ، ولا شيء غير ذلك.
براين بيكننز كان واحدًا من أفضل مقدمي البرنامج، وهو متقاعد الآن، ويتذكر أنه عمل عليه في منتصف الستينات، ووصف بأنه كان مثل نشيد وطني، يستمر لـ15 دقيقة من دون أي لون آخر.
التعليقات