حذر نائب عراقي من تحالف العراق مع التحالفين الدولي والرباعي في وقت واحد لأن ذلك سيحوله إلى ساحة لتصفية الحسابات بين المحورين العالميين أميركا وروسيا.

بغداد: أكد النائب كاظم الشمري، عن كتلة الوطنية بقيادة اياد علاوي أن ازمة الثقة بين الكتل السياسية هي سبب المشاكل منذ 2003، مشيرًا في حوار مع "إيلاف" إلى أن سنّ مشروع قانون الحرس الوطني سيكون بداية لهذه الثقة ، وقال إن الاصلاحات التي قام بها رئيس الوزراء العبادي غير حقيقية لانه مرتبط بالحلقة نفسها التي كانت موجودة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وهؤلاء يرتبطون بصلات صداقة وقربى ومصاهرة وزمالة عمل سياسي امتدت لعقود من الزمن، لذلك من المستبعد اجراء اصلاحات حقيقية وذات معنى تلبي مطالب المتظاهرين .&
&
وفي ما يأتي نص الحوار مع النائب الشمري: &&
&
* كيف ترى مستقبل التظاهرات الاحتجاجية الحالية؟
&
- كسلطة سياسية وكسلطة امنية فأنه يتم للمرة الأولى التعامل مع التظاهرات على أن الغرض منها التصحيح، وليس الخروج على النظام والقانون، ففي كل المرات السابقة كان التصور انها مدفوعة لأسباب حزبية وسياسية وأخرى، ولكن هذه المرة وهو ما يحسب للسلطة السياسية و أكثر للجهات الأمنية أنها تعاملت بمهنية وحرفية عالية مع التظاهرات، .. لقد انصبت التظاهرات في مطالبها في بادئ الامر على تحسين الخدمات وبالدرجة الاساس الكهرباء لاسيما انها خرجت في واحد من اكثر فصول السنة حرارة في العراق وهو شهر آب / اغسطس.
&
لكن الذي حصل للأسف الشديد هو دخول احزاب وشخصيات سياسية على خط التظاهرات مما جعلها تنحرف عن مطالبها في تحسين الخدمات الى مطالب اخرى لا تعد مطالب متظاهرين، وإنما تعد من وجهة نظري مطالب جهات سياسية، فليس من مطالب المتظاهرين اصلاح النظام القضائي لأن اصلاح النظام القضائي لا يمكن ان يكون بجرة قلم، بل بتشريعات وقوانين وانظمة وتعليمات وهذا يحتاج إلى سنوات، التظاهرات القصد منها تصحيح امر خاطئ ، وتصحيح الامر الخاطئ يكون بقرار المسؤول لذلك نقول ان التظاهرات في بادئ الامر كانت مطالب عفوية لولا دخول احزاب وجهات سياسية مما جعلها تنحرف عن مطالبها الاولى .
&
* هل تعتقد ان المطالبة بمحاربة الفساد ليست من صلاحيات التظاهرات؟
&
- من حق المتظاهرين ان يطالبوا بذلك، وهذا مطلبنا جميعًا، وهذا الأمر ليس بحاجة إلى تشريعات لأن النافذ منها يعالج حالات الفساد الإداري والمالي لكن المشكلة أن المسؤول الآن لا يمتلك الشجاعة الكافية في ان يضرب على الفساد بيد من حديد، كما طلبت ذلك المرجعية الدينية وخرجت عن اعتدالها وخطابها الهادئ لتطلب من رئيس الوزراء ان يضرب بيد من حديد على رؤوس الفساد، أنا اعتبر هذا الخطاب هو الأقوى في تاريخ المرجعيةـ ولكن للأسف الشديد لم تستثمر السلطة التنفيذية أو رأس الحكومة هذا التوجه او توجه المتظاهرين للمطالبة بضرب رؤوس الفساد.
&
* هل ترى أن الإصلاحات لبت مطالب المتظاهرين؟
- ابدًا، الاصلاحات جاءت مغايرة لما يريده المتظاهرون، بدليل انهم طالبوا بتحسين الكهرباء وتم استجواب وزير الكهرباء، وبدلا من اقالة الوزير نرى أن مجلس النواب قد منحه الثقة من جديد، ونرى ان رئيس الوزراء يتمسك بوزير الكهرباء، بدل ان يطلب منه تقديم استقالته.
&
* ما هو سبب عجز رئيس الوزراء عن تنفيذ اصلاحات حقيقية برغم أن المرجعية الدينية والشعب معه؟
&
- دعني اتحمل مسؤولية كلامي أن رئيس الوزراء هو من ضمن الحلقة نفسها التي كانت موجودة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وهؤلاء يرتبطون بصلات صداقة وقربى ومصاهرة وزمالة عمل سياسي امتدت لعقود من الزمن، وحصل هذا مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لذلك انا استبعد اجراء اصلاحات حقيقية وذات معنى تنطبق مع مطالب المتظاهرين.
&
* لماذا لم يكن لمجلس النواب دور في كشف الفساد؟
&
- وضع البلد الآن سمح للجميع ان يتحدث عن الفساد، ففي السنوات السابقة كانت اسعار النفط مرتفعة ولم يبدُ واضحًا ان البلد سيمر بأزمة مالية لكن اليوم وبسبب مرور البلد بهذه الازمة الخانقة جعلت الجميع يبحث ويتساءل: اين موارد البلد اين الثروات التي كان يمتلكها وأين واردات النفط؟ 150 دولارًا سعر برميل النفط، واليوم 40 - 50 دولارًا، يعني اقل من ثلث السابق، أنا اعتقد أن الأزمة هي التي دفعت الجميع، شعباً ومجلس نواب واعلامًا، للبحث عن رؤوس الفساد .
&
* اما كانت الكتل السياسية تعرف بالفساد طوال 12 عامًا وكلها لديها وزراء ومسؤولون؟
&
- نحن ككتلة وطنية برئاسة اياد علاوي لم يكن لديها وزراء منذ عام 2005 الى هذه الدورة، والحقيقة اننا اشرنا ومنذ زمن بعيد ان هناك فسادًا وتجاوزات وخرقًا كبيرًا واعتقد ان علاوي وقبل خروجه من رئاسة الوزراء قد احال اثنين من وزراء حكومته الى القضاء وهذا لم يحصل في اية حكومة لاحقة وبعد ذلك لا نعرف مصير هذين الوزيرين، وكتلتنا تبادر دائما إلى إعلان حالات الفساد ومتابعتها ولكن كما تعرف ان اليد الواحدة لا تصفق والكتل الكبيرة المهيمنة على الوزراء هي ذاتها المهيمنة على القرار في مجلس النواب وبالتالي اصواتنا ما هي الا صدى في واد سحيق.
&
* ان كتلة (الوطنية) تعترض على أي شيء يصدر من الحكومة حتى لو كان ايجابيا، لماذا؟
&
- نحن نمثل المعارضة الايجابية ، وسوف يبقى وضع البلد متخلفًا وغير قادر على ان يقدم انموذجًا جيدًا وممتازًا لنظام الحكم الرشيد، طالما لا توجد معارضة داخل مجلس النواب، ونحن وان كان لدينا وزير في الحكومة الا اننا دائما نمارس دور المعارضة في مجلس النواب.
&
* ما رأيك بمشروع الحرس الوطني؟
&
- ضروري جدًا ان يشرع هذا القانون ولكن الاخوة في التحالف الوطني (الشيعي) يريدون ان يرتبط الحرس الوطني بالقائد العام للقوات المسلحة والاخوة في اتحاد القوى (السنية) يريدون ربطه بالمحافظ ، ووجهة نظرنا اننا نريد للحرس الوطني ان يرتبط بالمحافظ والحكومة المحلية ولا يرتبط بالقائد العام لان ذلك سيمنح المحافظين وحكومات المحافظات امكانية تطويع ابنائها في هذا الحرس اولا وثانيا لمعرفة هؤلاء الابناء بالطبيعة الجغرافية لمناطقهم وثالثا عدم شعورهم بالحيف والغبن الذي طالما سمعناه طيلة عشر سنوات سابقة من النظام السياسي .
&
* هل تعتقد ان قانون الاحزاب سينفذ في ظل تمويلها الخارجي؟
&
- انا اعتبره من اهم القوانين التي شرعها مجلس النواب في هذه الدورة ان لم يكن الاهم، وعدم تطبيقه يقع على عاتق الاعلام ومنظمات المجتمع المدني، وابقاء الامور كما كانت سابقا سيدخل البلد في نفق مظلم اخر لان هذه الاحزاب ستبقى ولاءاتها لجهات اخرى وستبقى مصادر تمويلها غير معروفة، وبالتالي سيعرض العملية السياسية برمتها الى الخطر.
&
* هل ترى ان اميركا جادة في محاربة داعش ؟
&
- هناك مرحلتان، الأولى مرحلة دخول داعش الى نينوى، وكيف أسرعت الولايات المتحدة إلى جمع المجتمع الدولي في مؤتمرين الاول في السعودية والثاني في باريس وجعلت من هذا الموضوع دوليا وجمعت الحلفاء وبدأوا بتوجيه الضربات الجوية، والثانية في مرحلة الضربات الجوية وقد اكتشفنا عدم جدية الاميركيين في حسم موضوع داعش، وكأنه سيعرض برامجها في المنطقة الى خطر لذلك كانت تحرص (كأنها تحرص) على اطالة امد داعش في العراق لاكمال مخططات ما زالت غير مكتملة، هذا الأمر دفع الحكومة العراقية الى طلب نجدة روسيا أو الدخول بتحالف رباعي، وبصراحة أننا منذ خمسة اشهر نلمس ان الاميركيين غير جادين في حسم موضوع داعش من خلال القصف الجوي .
&
* لماذا تحفظت كتل &سياسية على التحالف الرباعي؟
&
- أرى ان من تحفظ كان على صواب، لاننا نرتبط باتفاقية استراتيجية مع الولايات المتحدة وهناك عهد دولي بحماية العراق من خلال تحالف دولي كبير برعاية الامم المتحدة واكثر من ستين دولة مشتركة في هذا التحالف ، فكيف انا مرتبط بهذا التحالف الدولي بقيادة اميركا التي تمتلك قواعد عسكرية وجيشا داخل الاراضي العراقية ، ثم نتفق مع روسيا في ظل اتفاقية إستراتيجية مع أميركا.
&
هذا الأمر سيجعل من الارض العراقية مكاناً لتصفية الحسابات او مكانًا لصراع دولي جديد ما بين محوري العالم، اميركا وروسيا، وهذا أمر مرعب ومخيف وسيعرض امن وسيادة العراق&لخطر كبير، فإما ان تلغى الاتفاقية الاستراتيجية والتحالف الدولي والالتفات بشكل كامل الى روسيا لتحقيق امن العراق وسيادته أو ننذر اميركا والمجتمع الدولي من اننا منذ سنة ونصف نعطي العشرات من دماء ابنائنا يوميًا من جراء القتال مع داعش وانتم يا تحالف دولي من خلال بياناتكم تقولون انكم نفذتم كذا طلعة وعادت الطائرات الى قواعدها من دون ان ترمي اطلاقة واحدة بسبب عدم وجود هدف، وهذا يعني عدم الجدية .
&
* لماذا تحسن أداء البرلمان خلال المرحلة الأخيرة بعد دورتين صعبتين؟
&
- في الدورة الاولى كانت هناك مناكفات ومعارك سياسية بين الحكومة ومجلس النواب ، اليوم في هذه الدورة نجد انسجامًا وتوافقًا كبيرًا ولغة مشتركة ما بين الاثنين، وهذا ينعكس حتمًا على انتاج الجهتين، لولا داعش والمخاطر التي يمر فيها البلد لوجدنا ابداعًا من السلطتين ولكن رغم ذلك ومع الازمة المالية الخانقة نرى ان مجلس النواب قادر على الانتاج وايجاد لغة تفاهم مشتركة مع السلطات الاخرى كالسلطة التنفيذية بشقيها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وكذلك مع السلطة القضائية .
&