&نتيجة الإعتداءات التي طاولت العاصمة الفرنسية باريس، تبرز الخشية من تكرار هذه الأحداث، لا سيّما في ظل وجود آلاف العائدين من سوريا، إضافة إلى عشرات الخلايا النائمة.
&
إيلاف – متابعة: جسدت الاعتداءات غير المسبوقة التي أدمت باريس ليل الجمعة، اسوأ مخاوف اجهزة الاستخبارات والشرطة الفرنسية، التي كانت تتوقع خلال الاشهر الماضية حصول مثل هذه الهجمات، غير انها عجزت عن منعها.
&
وفي مواجهة اعداد الجهاديين العائدين من القتال في سوريا، او الذين يستلهمون تنظيم القاعدة او تنظيم داعش، كانت الاجهزة الفرنسية تتخوف من حصول عملية ارهابية على نطاق غير مسبوق في احد الايام على الاراضي الفرنسية.
&
شبه مستحيل !
&
وعمدت السلطات الفرنسية الى اتخاذ تدابير جديدة بعد الاعتداءات على صحيفة شارلي ايبدو الهزلية والمتجر اليهودي، والتي اوقعت 17 قتيلا في كانون الثاني (يناير) في باريس، فخصصت عناصر ووسائل جديدة لمكافحة الارهاب، وعبأت قوات الجيش واقرت قانون استخبارات، غير ان كل هذه التدابير لم تكن كافية على ما يبدو.
&
والهجمات المنسقة التي تبناها تنظيم داعش، اليوم السبت، ونفذها ما لا يقل عن ثمانية مسلحين وانتحاريين، جرت على نطاق واسع، واسفرت عن حصيلة طائلة، بلغت ما لا يقل عن 128 قتيلًا، وقد تم تدبيرها بدون لفت الانتباه.
&
وقال آلان شويه، المسؤول السابق في الاستخبارات الخارجية الفرنسية، لوكالة فرانس برس: "لا يمكن القيام بشيء"، مؤكدًا انه "لا يمكن في اي من الاوقات وقف ثمانية اشخاص مصممين من الانتقال الى التنفيذ".
&
وتابع ان "مسلحيّ مساء الجمعة كانوا بالتاكيد يعرفون بعضهم من قبل، وتم تدريبهم على عدم لفت الانتباه، والبقاء خارج شاشات الرادار، والتحرك بشكل معزول والضرب معا".
&
وقال: "بوسعكم ان اردتم اقامة غوانتانامو فرنسي في لارزاك (منطقة ريفية في جنوب فرنسا) واعتقال الاف الشبان العائدين من سوريا فيه، لكنكم لن تنجحوا يومًا في منع ثمانية شبان من حمل السلاح".
&
خبير المتفجرات
&
وكان جميع المهاجمين انتحاريين يضعون احزمة او سترات ناسفة شغلوها لتنفيذ اعتدائهم قبل ان تقتلهم الشرطة، وهي سابقة في فرنسا ومؤشر الى ان تنظيمًا جهاديًا موجودًا في فرنسا يملك خبير متفجرات قادر على صنع الاحزمة والسترات الناسفة، الامر الذي يتطلب مهارات خاصة.
&
وقال آلان شويه: "هذا ما هو جديد، وهذا ما سيشكل بالتاكيد احد محاور التحقيق. ان خبير المتفجرات ثمين للغاية ولا يشارك ابدًا في الهجمات، وبالتالي، فهو هنا، في مكان ما".
&
ومشاركة باريس في مكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا تواصل تعبئة الاف المتطوعين الدوليين الذين ينضمون الى صفوف التنظيم الجهادي، وعدد اكبر من رواد الانترنت، الذين يعتنقون افكار الجهاديين، والذين نشروا منذ مساء الجمعة رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي تمجد الاعتداءات ومنفذيها وتتوعد بهجمات جديدة.
&
مشكلة أبدية
&
وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس طالبًا عدم كشف اسمه: "يجب بالطبع تعبئة كل وسائلنا، لكن علينا ان نكون على يقين بان هجمات اخرى ستقع".
&
واضاف: "من السهل للغاية لشاب ما ان يجد قطعة سلاح وياخذ سيارة وينتقل الى التنفيذ. انظروا الى اسرائيل، انها دولة صغيرة جدًا، وتملك وسائل امنية هائلة وخدمة عسكرية من ثلاث سنوات، وهي تتلقى ضربات باستمرار".
&
كما ان الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو، الذي نفذه شقيقان كانا معروفين منذ سنوات لدى الاجهزة المختصة، يثبت انه اضافة الى الجهاديين العائدين الى البلاد، ينبغي ايضا مراقبة عناصر الشبكات الجهادية السابقين، ما يرفع عدد المشتبه بهم الى مستويات لا يمكن التعامل معها.
&
وقال مصدر قريب من التحقيق لوكالة فرانس برس: "كل شيء ممكن في الوضع الراهن. قد يكون هؤلاء عناصر قادمين من الخارج، لكنهم حذقون ومدربون بشكل سمح لهم بتفادي راداراتنا. وربما يكونوا ايضا عناصر نائمين، لا يظهرون اي خطورة منذ سنوات"، وتابع: "انها المشكلة الابدية المتعلقة بالاولويات، نعد قوائم بناء على درجة الخطورة المفترضة، لكن كيف يمكننا التاكد من اننا لم نخطئ؟"
&
وسائل فنية
&
وبالرغم من تعزيز الوسائل في متناول المحققين واجهزة مكافحة الارهاب هذه السنة، الا ان العمل ما يزال جاريًا على تجنيد العناصر وتدريبهم وتنفيذ العديد من مواد قانون الاستخبارات، وهو ما لم يتحقق بعد.
&
وعلى صعيد اخر، فان الجهاديين تعلموا على مر السنين، وبفضل الاف الصفحات من التعليمات على الانترنت، كيفية استخدام الوسائل الفنية التي تسمح بعدم رصدهم. وفي طليعة هذه الوسائل مواقع مثل واتساب للرسائل الفورية، والهواتف الذكية من احدث جيل، والتي لا يزال من المستحيل على المحققين فك انظمة تشفيرها.
&
التعليقات