بهية مارديني: يواصل معارضون سوريون اجتماعاتهم الخميس ليستكملوا نقاشاتهم التي بدأت الأربعاء في مؤتمر موسع احتضنته الرياض للتوافق على مبادىء الحل وتشكيل جسم سياسي للمشاركة في مفاوضات محتملة مع النظام استنادا إلى تكليف دولي للسعودية خلال اجتماع فيينا بعقد مؤتمر للمعارضة السياسية والعسكرية السورية.

وأكد مصدر داخل المؤتمر لـ"إيلاف" أن المعارضين السوريين درسوا رؤية موحدة لسوريا المستقبل للذهاب بها عبر جسم سياسي تفاوضي متنوع إلى الاجتماعات الدولية". وأضاف أن المعارضين يبحثون "الاتفاق على لجنة تنفيذية لمرجعية الرياض وسيصيغون بيانا ختاميا في نهاية المؤتمر "، وأرفق المصدر أسماء المشاركين.

وأكد مصدر "إيلاف" أن أرضية النقاشات هي الوثيقة التي وقعتها هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف السوري المعارض. وقال المصدر إن عناصر المعارضة بحثت "الثوابت الوطنية الحاكمة للتسوية السياسية ورؤية المعارضة السورية لهذه التسوية والعملية التفاوضية، المرجعية والآليات والجدول الزمني، والمرحلة الانتقالية".

وأضاف "يبقى على المشاركين في يوم& الخميس اقرار البيان الختامي وتتمة الحديث عن المرحلة الانتقالية من خلال الاطار الزمني والمهام والسياسات والمؤسسات ودور الامم المتحدة والخطوات المستقبلية".

وأشار المصدر أن المعارضين سيدرسون "الخروج بوثيقة مشتركة تتضمن الإجماع على المرحلة الانتقالية" و"التوافق حول الحل وتشكيل الجسم السياسي& التفاوضي" وذلك في لقاء ترغب الدول الكبرى بعقده بينهما بحلول كانون الثاني (يناير).

وكان مصدر قد رجح أنّ يراوح عدد الوفد ما بين ثلاثين واربعين شخصا،ولكنه قال ان& على المعارضة ان تحسم امرها خلال مؤتمر الرياض لاختيار هذا الوفد "مابين عمليتا التوافق او الانتخاب". وافتتح مؤتمر الرياض الساعة التاسعة من صباح الاربعاء بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

واثر نقاشات مستفيضة بقي مصير بشار الاسد عالقا والنقطة الخلافية التي لم يتطرق اليها المعارضون اليوم هو دور الأسد في المرحلة القادمة الا أن منذر خدام القيادي في هيئة التسيق الوطنية المشاركة في مؤتمر الرياض والذي يعيش داخل سوريا اعتبر ان المعارضون وجدوا طريق العقلنة بمعنى أنهم لم يرفعوا سقف مناقشاتهم اليوم.

وكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي أن" ثمة معلومات مشجعة من لقاء المعارضة في الرياض، وثمة ثوابت وطنية تم تأكيدها منها وحدة سورية وسيادة الدولة على أراضيها،وحصرية السلاح بها، ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية، والالتزام بالديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون والحفاظ على مؤسسات الدولة".

وأشار إلى أنه "تم التوافق على جملة من المبادئ الحاكمة للتسوية السياسية من بينها التأكيد على الحل السياسي ومرجعية جنيف1، وعلى مسؤولية السوريين وحدهم عن عملية الانتقال السياسي وصولا إلى نظام سياسي جديد بديل للنظام الاستبدادي القائم، والاستعداد للمفاوضات المباشرة مع وفد النظام.".

وقال إنه تم "التوافق على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي برعاية الأمم المتحدة واعتماد الجدول الزمني الذي حدده لقاء فيينا، وضرورة اتخاذ اجراءات لبناء الثقة من قبيل الافراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال المساعدات إلى محتاجيها، وتم التوافق على دور الأمم المتحدة في الاشراف على وقف إطلاق النار، ونزع السلاح، والمساعدات الانسانية واعادة الاعمار…".

واعتبر "أن العقل السياسي لبعض المعارضة قد رجع عن استقالته وبدأ يشتغل بحكمة بعيدا عن المزايدات".

ولكنه قال "ثمة مسألة لا تزال موضع خلاف وهي مسألة دور الأسد في المرحلة الانتقالية". وأشار إلى أنه "ربما سوف يتم التوافق على صيغة عامة لها على ان تترك المسألة لطاولة المفاوضات خصوصاً، وان المواقف الغربية بدات تتغير منها".

وعبّر عن أمله "أن قطار التسوية السياسية قد انطلق "، وشدد "أن الشعب السوري يستحق الحياة بسلام وحرية في إطار نظام سياسي من اختياره وحده".

&من جانبه قال جهاد مقدسي عضو لجنة المتابعة لاجتماع القاهرة للمعارضة السورية أنه تمت دعوته لحضور مؤتمر الرياض اليوم الأربعاء وقد اعتذر شارحا وجهة نظره، وتمنى لجميع المجتمعين النجاح والتوفيق "بأي مسعى قد يوحد أو ينظم الرؤى السياسية المتنوعة بما يؤدي لإنتاج فريق تفاوضي سوري ما، يذهب إلى طاولة مفاوضات سياسية مع السلطة بناء على مرجعية بيان جنيف و بنود ورقة فيينا ".

وقال& على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "سواء كمستقل، أم من خلال منصة& أوراق مؤتمر القاهرة ، "لدينا رؤية واضحة و تفصيلية حول الحل التفاوضي السياسي (غير التجميلي&& في بلادنا و الذي ندعمه بشكل أولي،كما أن خارطة الطريق السياسية التي تبناها مؤتمر القاهرة ٢ كانت من الأوراق السياسية التي تناولت& آليات& تنفيذ بيان جنيف عوضاً عن تكرار البيان كمرجعية تفاوضية فقط".

وأكد "هناك شخصيات تنتمي لمنصة القاهرة حاضرة حالياً في مؤتمر الرياض& كأفراد، لكننا نثق بأنهم سيعبرون بإيجابية& للمجتمعين عن أوراقنا السياسية". ونوه "بأن مؤتمر الرياض هو مؤتمر دولي لأنه ينعقد بتفويض وطلب رسمي من قمة فيينا& التي حضرها جميع اللاعبين الدوليين دون استثناء".

وأشار مقدسي إلى أنه "يبقى من مصلحة السوريين أن يناقشوا دوماً النتائج وليس البدايات، فهذا مؤتمر مهم لقسم من السوريين لأنه يهدف لملء قسم من طاولة المفاوضات المنشودة، فالسلطة هي المفاوض على النصف الآخر وفقاً لمرجعية بيان جنيف طبعاً".

وأضاف "هذا المؤتمرهو حتماً بداية جدية ذات زخم دولي واضح، وهناك آلية متابعة دولية لا يمكن تجاهلها من أي طرف".

وشدد على أنّ "سوريا تستحق الحكمة والتروي والإيجابية بالتعاطي في القناعات السياسية نلين ولا ننكسر لكن في مجال جهود إحلال السلام ببلادنا، نشرح بإحترام وجهات النظر بل حتى نقترح كل ما هو إيجابي وبناء لكي يساهم بإنجاح أي جهد دولي قد يكسر الجمود و يخفف التصعيد و الدمار بحق الجميع"... موضحًا أن "السياسيون السوريون هم بالنهاية حاملو مسؤولية أوطانهم قبل أي جهة أخرى".

وأكد مصدر دبلوماسي لـ"إيلاف" في وقت سابق أن دبلوماسيين من كافة الدول الداعمة للمعارضة وعلى مستوى سفراء حضروا إلى الرياض دون أي تحضير سابق أو فعاليات رسمية حيث أنهم لن يتدخلوا في تفاصيل اجتماع المعارضين السوريين وهم يجلسون في فندق مختلف عن الفندق الذي تجري به مجريات المؤتمر.

ورغم اجتماع دبلوماسيين من دول أصدقاء سوريا بشكل غير رسمي مع بعض المعارضين ماقبل يوم الافتتاح& اضافة إلى لقاء السفير الروسي ايضا معارضين سوريين توقع معارض سوري" تدخل الدبلوماسيين من دول أصدقاء سوريا عند الضرورة و"العصلجة" و"عدم التوافق والاتفاق" حسب تعبيره.

وبدأ المعارضون المشاركون بالوصول إلى الرياض منذ يوم الثلاثاء على أنّ يغادروا السعودية في 12 الشهر الجاري.

ويأتي مؤتمر الرياض بعد إتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات تشمل تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج.

ويشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وايران المؤيدتان للنظام، السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول كانون الثاني (يناير).

وكان مصدر في وزارة الخارجية السعودية أكد أن بلاده "ستوفر كل التسهيلات الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات في ما بينها وبشكل مستقل والخروج بموقف موحد".