&نصر المجالي: أعلنت روسيا وفرنسا أن تنظيم (داعش) عدو مشترك لهما مع تأكيد الاستعداد لمواجهته وتوسيع آفاق تنسيق جهود وزارتي دفاع البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.

&
وتحادث وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، الاثنين، في موسكو حول تطبيق الاتفاقات، توصل إليها الرئيسان الروسي والفرنسي أثناء لقائهما في موسكو في الـ 26 من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
&
وجاء تكثيف التنسيق العسكري بين روسيا وفرنسا بعد اعتداءات باريس وتفجير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء وإعلان تنظيم داعش مسؤوليته عنهما. وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند اتفقا في تشرين الثاني (نوفمبر) على إطلاق تعاون بين جيشيهما المشاركين في العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في سوريا.&
&
وأشار وزير الدفاع الروسي خلال محادثاته مع لودريان إلى أن السبيل الوحيد لإزالة التهديدات الإرهابية عن سكان باريس وموسكو ولندن وغيرها من المدن الأوروبية، هي جمع جهود الدول المعنية ضد الإرهاب.
&
سوريا والعراق
&
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية، فإن الطرفين تبادلا وبشكل مفصل، تقديراتهما لتطورات الأوضاع في سوريا والعراق، كما أطلع الوفد العسكري الفرنسي على نتائج عمليات الطيران الحربي الروسي في سوريا.
&
وذكر بيان الوزارة أن شويغو ولودريان أقرا بتطابق آرائهم بشأن الوضع في ليبيا، وأعربا عن قلقهما من تنامي نشاطات تنظيم داعش في شمال أفريقيا.
&
كما جاء في البيان أن شويغو دعا لودريان إلى المشاركة في مؤتمر موسكو الخامس لشؤون الأمن الدولي المقرر أواخر نيسان (أبريل) 2016 الذي سيكون التعاون في مكافحة الإرهاب الدولي من أبرز موضوعاته.
&
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الفرنسية بيار دوفيلييه سيزور موسكو "في وقت قريب"، وذلك في إطار اتفاق الوزيرين على مواصلة الاتصالات الروسية الفرنسية على مستوى رئيسي هيئتي الأركان.
&
تفادي الاصطدام
&
وفي وقت سابق من الاثنين، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي شويغو على تنسيق جهود عسكريي البلدين في سوريا لتفادي اصطدامات قد تحصل.
&
وفي تصريح صحفي عقده بعد لقائه مع شويغو، قال لودريان إن الجانبين اتفقا أيضًا على تبادل المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى اتفاقهما على إجراء لقاءات ثنائية بشكل منتظم.
&
وأشار الوزير الفرنسي إلى عدم وجود أي خلافات في سوريا بين التحالف الدولي المناهض لداعش وروسيا، واصفًا نتائج أداء جميع الأطراف في محاربة هذا التنظيم الإرهابي بالإيجابية.
&
وقال "لا توجد أي خلافات بيننا، وإذا كانت هناك خلافات ما فقد تمت تسويتها عبر مذكرة موقعة بين روسيا والولايات المتحدة أو من خلال آلية أخرى وضعناها عندما أرسلنا طرادنا (شارل ديغول) إلى البحر المتوسط".
&
وتابع: "نحقق في سوريا نجاحات معينة، إذ نوجه ضربات منتظمة إلى داعش بأنفسنا أو بمساعدة الولايات المتحدة، وروسيا هي الأخرى تحارب داعش، وبالتالي فإن هناك تقدمًا"، مضيفًا أن لقاءه مع شويغو في موسكو ترك لديه "شعورًا إيجابيًا للغاية".
&
لا وساطة
&
ونفى الوزير الفرنسي أن تكون فرنسا قد عرضت على موسكو وساطتها بينها وبين واشنطن في تشكيل تحالف واسع ليواجه داعش بزعامة كل من الولايات المتحدة وروسيا.
&
وذكر أن المحادثات لم تتناول موضوع الوساطة إطلاقًا، بل دار الحديث خلالها عن "تنسيق الجهود في مكافحة عدونا المشترك".
&
وأضاف لودريان أن الجانبين ركزا على مناقشة الوضع في سوريا، "لأن روسيا لا تخوض عمليات في العراق".
&
وفي بداية لقائه مع لودريان، أعلن سيرغي سويغو أن التعاون بين روسيا وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب يتطور على قدم وساق.
&
وذكر شويغو أن هذا التعاون بدأ على أثر وقوع هجمات باريس الإرهابية، كما عقدت لقاءات بين بحارة من البلدين على سفن روسية وفرنسية في البحر الأبيض المتوسط.
&
صداقة وروابط
&
من جانبه، أشار جان إيف لودريان الى أن لروسيا وفرنسا رصيدًا طويلاً من الصداقة والروابط التاريخية والانتصارات المشتركة. وأضاف أنه "مهما كانت ظروف اليوم فمن بالغ الأهمية أن نتمكن من مواصلة هذا الحوار نظرًا لتاريخنا المشترك والمخاطر والتهديدات المحدقة بكم وبنا".
&
وذكر لودريان أن الفرنسيين تأثروا كثيرًا بتضامن المواطنين الروس معهم بعد هجمات باريس الدموية.
&
لودريان وكارتر&
&
وقالت تقارير إن لودريان قبل زيارته إلى موسكو بحث أجندة المحادثات المرتقبة هناك مع نظيره الأميركي آشتون كارتر هاتفيًا.
&
وأوضح متحدث باسم البيت الأبيض أن المكالمة الهاتفية جرت بمبادرة الجانب الأميركي، إذ اتصل كارتر بـ لودريان، خلال زيارته لمتن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" المتواجدة قبالة سواحل سوريا.
&
وحسب المتحدث باسم البيت الأبيض، تحدث الوزيران عن ضرورة أن تركز روسيا اهتمامها الرئيسي في سوريا على التصدي لداعش.
&