أكّدت المملكة المتحدة ثبات موقفها من جهود هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي، وعبّرت عن وقوفها إلى جانب مصر وتمتين التعاون معها لهزيمة الإرهاب.


نصر المجالي: في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، أجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتصالات هاتفية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيسة وزراء الدنمارك والأمين العام للأمم المتحدة والأنبا أنجيلوس، أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة.

وأعلن متحدث باسم 10 دوانينغ ستريت أن كاميرون، بحث مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التعاون بين البلدين لهزيمة الإرهاب.

وقال المتحدث إن رئيس الوزراء، عبر عن تعازيه لأقباط مصريين في ليبيا على يد إرهابيي داعش، كما بحث مع السيسي سبل تعاون المملكة المتحدة ومصر لحماية كلا البلدين من التهديد الذي يشكله الإرهاب.

وأضاف المتحدث البريطاني: وأكد كاميرون أن مصر، باعتبارها من الدول المجاورة لليبيا، لديها اهتمام خاص بحماية نفسها من التطرف العنيف على حدودها، وأن كلا من المملكة المتحدة ومصر تشتركان بنفس الهدف: أن تنعم ليبيا بالأمان والأمن.

حل سياسي

وقال إن الزعيمين اتفقا على ضرورة تسوية الأزمة في ليبيا على الأجل الطويل من خلال حل سياسي شامل، وضرورة أن تتعاون مصر والمملكة المتحدة دعما لهذا الحل. وقد أكد رئيس الوزراء أهمية أن تفضي العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة في ليبيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لقيادة مكافحة الإرهاب عبر مؤسسات قوية في ليبيا.

كما بحث الزعيمان سبل تعزيز المملكة المتحدة ومصر للجهود المشتركة الرامية لهزيمة الإرهاب، وأكدا أن المتطرفين الإسلاميين العنيفين يشكلون تهديدا لكلا البلدين.

وكان كاميرون أجرى اتصالات مع رئيسة وزراء الدانمارك هيلي تورنينغ شميت والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأنبا أنجيلوس، أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة، تناولت الإرهاب.

وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية إن كاميرون قدم التعازي لنظيرته الدنماركية معربا وقوف المملكة المتحدة إلى جانب الدانمارك في هذا الوقت العصيب.

التصدي للتطرف

وأضاف ان رئيسي الحكومتين اتفقا على أهمية مواصلة السلطات البريطانية والدانمركية العمل معا للتصدي للتهديد الذي يشكله التطرف الإسلامي، وذلك يشمل التعاون الوثيق بين أجهزة الاستخبارات في البلدين.

كما اتفق كاميرون وشميت على أن أحداث إطلاق النار في كوبنهاغن تؤكد ضرورة وجود تعاون دولي أقوى للتصدي للإرهاب، كالتضييق على تهريب الأسلحة غير القانونية وتبادل سجلات أسماء المسافرين.

وأشار المتحدث البريطاني إلى أن كاميرون عبر عن قلقه في اتصاله مع الأمين العام للأمم المتحدة حيال الوضع في ليبيا، بعد جريمة القتل الوحشية لمسيحيين هناك.

أوضاع ليبيا

وأكد كاميرون دعم بريطانيا لعملية ترعاها الأمم المتحدة سعيا لكسر حالة الجمود في ليبيا "وقد اتفق الأمين العام للأمم المتحدة مع رئيس الوزراء على ذلك، وشرح التقدم الذي يحققه ممثله الخاص في محادثاته مع ممثلين عن الأطراف الليبيين".

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بقيادة المملكة المتحدة في الأمم المتحدة بشأن اليمن، والتي أدت يوم الأحد لتبني قرار بالإجماع بشأن الوضع في اليمن.

واتفق كاميرون وبان كي مون على أن هذا القرار يوجه رسالة واضحة بشأن ضرورة أن يعمل كافة الأطراف على تسوية الخلافات بينهم عبر الحوار. وأكد رئيس الوزراء استعداد المملكة المتحدة للعمل مع اليمنيين وشركاء دوليين للمساعدة في التوصل لحل سياسي.

تعزية أقباط بريطانيا

وإلى ذلك، اتصل رئيس الحكومة البريطانية مع الأنبا أنجيلوس، أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة، حيث أعرب عن مؤاساته بعد جرائم القتل المروعة التي نفذها إرهابيو داعش في ليبيا.

وأكد كاميرون أن المملكة المتحدة ستواصل بذل كل ما باستطاعتها في جهودها ضمن التحالف الدولي للتصدي لداعش، ولمنعهم من استهداف جماعات دينية. وقد شكر الأنبا أنجيلوس رئيس الوزراء على دعمه وأعرب عن إدانته للطبيعة العشوائية لوحشية داعش.

ويشار الى ان رئيس الوزراء البريطاني كان بادر للتعليق على ذبح تنظيم (داعش) للمسيحيين المصريين في ليبيا بالقول: لقد هالني نبأ قتل مسيحيين في ليبيا. هذا عمل بربري لا إنساني. أتوجه بالتعازي لعائلات القتلى على مصابهم، والمملكة المتحدة تقف إلى جانب الشعب المصري في حداده على ما حدث.

وأضاف: إن جهودنا الرامية لهزيمة وحشية التطرف الإسلامي يجب ألا تلين. وتظل المملكة المتحدة ثابتة بما تبذله من جهود لهزيمة داعش وشبكته، ولتحقيق الانتقال السياسي في ليبيا من خلال الأمم المتحدة. ونؤكد بشكل جلي أننا لن نسمح أن تصبح ليبيا ملاذا آمنا للإرهابيين.