التقى ولي ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وزير الدفاع البريطاني، في مستهل زيارة رسمية إلى بريطانيا في أول زيارة له لدولة أجنبية عقب اختياره ولياً لولي العهد مؤخراً.

لندن: أجرى الأمير محمد بن نايف، ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مباحثات مع وزير الدفاع البريطاني توم فالون، بحضور وفد سعودي رفيع المستوى.

وقد استعرض الوفدان تعزيز تعاون المملكتين في المجالات العسكرية والأمنية، وطرح وجهات النظر في الرياض ولندن في قضايا اقليمية ودولية، خصوصًا الازمات التي تشهدها دول عربية، مثل سوريا واليمن وليبيا.

وكان وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند احتفى مساء الثلاثاء بولي ولي العهد السعودي، وأقام له حفل عشاء، وسط حضور كبار المسؤولين البريطانيين والوفد المرافق للأمير.

وأكد الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أهمية الزيارة الرسمية التي يقوم بها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية إلى بريطانيا.

ونقلت عنه وكالة الأنباء السعودية قوله: "إن اختيار المملكة المتحدة للزيارة الرسمية التي يقوم بها سمو ولي ولي العهد بعد الثقة الملكية تدل على الرغبة المشتركة بين البلدين لتوثيق العلاقات الثنائية في شتى المجالات"، موضحًا أن المحادثات بين الجانبين تتناول بشكل أوسع سبل تعزيز التعاون في الشق الأمني، من خلال محاربة الفكر المتطرف والمنظمات الإرهابية كتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، والوسائل التي تضمن عودة الاستقرار إلى اليمن، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير".

وبين السفير السعودي لدى بريطانيا أن لزيارة ولي ولي العهد السعودي نتائج إيجابية وملموسة على صعيد تعزيز علاقات الشراكة الوثيقة بين البلدين، في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وكان الأمير محمد بن نايف وصل العاصمة البريطانية لندن الثلاثاء في زيارة رسمية للمملكة المتحدة، يرافقه وفد مؤلف من وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور سعد بن خالد الجبري، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان .

وكان في استقباله في مطار هيثرو الأمير محمد بن نواف، ووزيرة الداخلية البريطانية تيريزا مي، ورئيس الاستخبارات البريطانية أليكس يانقر، وكبار المسؤولين في الحكومة البريطانية، وعدد من أعضاء سفارة المملكة في لندن والملاحق المعتمدين .

حراك سعودي

وتأتي زيارة ولي ولي العهد السعودي للمملكة المتحدة وسط حراك سعودي كبير خلال الأسابيع الماضية، إذ تستقبل السعودية منذ تولي الملك سلمان الحكم قبل أكثر من شهر زعماء وقادة من مختلف بلدان العالم على كل المستويات، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.

وكان أبرز ضيوف المملكة منذ تولي الملك سلمان الحكم، الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وصل على رأس وفد رفيع المستوى إلى الرياض في السابع والعشرين من يناير الماضي، حيث بحث مع العاهل السعودي العديد من الملفات الهامة التي تخص المنطقة، والعلاقات بين البلدين.

وقبل ذلك استقبل الملك سلمان العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين، وتناول معه العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا أخرى، وسبقه كذلك الرئيس العراقي فؤاد معصوم، في زيارة وصفت بالتاريخية، وتفتح الباب أمام تغير في العلاقة بين البلدين.

وقبل أيام استقبل الملك سلمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل على رأس وفد كبير، وبحث معه ملفات عديدة تتعلق بالشأن الفلسطيني.

كما استقبل الملك سلمان مؤخراً نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عُمان فهد بن محمود آل سعيد، بينما حل في الرياض مؤخراً ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد زار الرياض مطلع الشهر الحالي، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وجرى خلال الاستقبال استعراض مجمل الأحداث التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وجهود الأمم المتحدة بشأنها.

كما وصل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى الرياض مؤخراً وعقد جلسة مباحثات مع الملك سلمان، تناولت قضايا عديدة تخص البلدين، وملفات إقليمية أخرى.

ووصل العاهل الأردني الملك عبدالله الرياض مجدداً اليوم، على أن يصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الرياض في وقت لاحق، في حين من المفترض أن تصل الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هاي إلى الرياض لاحقاً أيضاً.

وكان قادة عسكريون من دول التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بحثوا خلال اجتماع عقد في الرياض قبل أيام قضايا أمنية هامة، وعلى رأسها سبل محاربة تنظيم "داعش".

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن الاجتماعات جاءت استكمالا لمحادثات أجريت سابقاً، وجمعت كل الدول المنخرطة إلى جانب الولايات المتحدة، في الحرب ضد التنظيم المتطرف، بما في ذلك دول الخليج.