تونس: ستتسلم تونس ثماني مروحيات مقاتلة من طراز بلاك هوك من الولايات المتحدة في العام الجاري لتعزيز قدراتها في مكافحة جهاديين مرتبطين بالقاعدة، على ما صرح مسؤول الخميس.

وافاد المتحدث باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي اذاعة شمس اف ام ان الطائرات ستصل في "النصف الثاني من العام 2015". وقال ان الصفقة تتعلق بـ"طائرات هليكوبتر تنقل الجنود، وتشن عمليات هجومية"، مضيفا "من شأنها ان تحدث نقلة نوعية في مجال مقاومة الارهاب". وشهدت تونس تصعيدا في التشدد الاسلامي منذ الثورة التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 2011. ويشن الجيش التونسي منذ 2012 حملة عسكرية واسعة على جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي في سلسلة جبل الشعانبي النائية قرب الحدود الجزائرية.

لكن الحملة البرية والجوية فشلت في طرد الجهاديين، وسط شكاوى متكررة من القوات المسلحة بخصوص نقص المعدات اللازمة للقضاء على تهديد الجهاديين. وقتل العشرات من عناصر الشرطة والجيش او اصيبوا في هجمات نسبت الى مسلحين اسلاميين في منطقة الشعانبي. ولم يحدد الوسلاتي قيمة صفقة المروحيات.

في اب/اغسطس اعلن الرئيس انذاك المنصف المرزوقي في اثناء زيارة الى واشنطن ان بلاده طلبت 12 مروحية بلاك هوك من الولايات المتحدة، لصد خطر الجهاديين. واضاف انذاك ان تونس ستنتظر عامين او ثلاثة قبل تسلم المروحيات بسبب كلفتها المرتفعة.

هذا واعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية الخميس ان الفوضى السائدة في ليبيا لا تشكل خطرًا مباشرًا على جارتها، مؤكدا ان الجيش مستعد لاي مواجهة. واكد بلحسن الوسلاتي عبر اذاعة شمس اف ام ان "الوضع على الحدود بين ليبيا وتونس مستقر الى الان"، نافيا وجود اي خطر.

كما ذكر بانه تم تعزيز الجهاز العسكري في المنطقة الحدودية مع ليبيا منذ الفصل الاخير في 2014، وان الجيش مستعد لمواجهة اي جهة تدخل اراضي البلاد. واضاف مشددا "لا داعي لترهيب الناس، خاصة وأن الوضع مستقر، ولم يتغير".

ويدير ليبيا، التي باتت تحت رحمة الميليشيات، وسط الفوضى المتفشية، برلمانان وحكومتان، احداهما مقربة من ائتلاف ميليشيات فجر ليبيا الذي يسيطر على العاصمة طرابلس، والاخرى معترف بها لدى المجتمع الدولي ومقرها في طبرق (شرق).

كما شهدت ليبيا انبثاق فرع من تنظيم الدولة الاسلامية تبنى عددا من الهجمات، واحرز اختراقات في عدد من مدن البلاد. وتعتبر الحدود التونسية الليبية معبرا مهما لحركة تهريب كثيفة بمختلف انواعها، لا سيما الوقود الليبي المتدني السعر. ويعتاش جنوب تونس بدرجة كبيرة من عائدات التهريب، وغالبا ما يشهد ازمات اجتماعية عند اغلاق الحدود لدواع امنية او بسبب خلافات سياسية دبلوماسية.