تتضارب المعلومات الميدانية في تكريت، بعد بث داعش فيديو عن قتلى الجيش العراقي والحشد الشعبي على أطرافها، بعد هجوم شنه التنظيم على مواقع القوات المشتركة.


حيان الهاجري: ماذا يحصل في محافظة صلاح الدين شمال بغداد؟ سؤال يراود الكثير من المراقبين، خصوصًا بعد ورود تقارير أمنية تتحدث عن مقتل العشرات من عناصر القوات العراقية، في هجوم مباغت شنه مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على مواقعها غرب تكريت.

وقد بثت المواقع الموالية للتنظيم مقطعًا مصورًا جديدًا للعمليات العسكرية الجارية في تكريت، مبينًا تفجير دبابات عراقية ومواقع تابعة للجيش والحشد الشعبي، الذي ظهر عناصره يبكون رفاقًا لهم جثثًا هامدة.

وقال مراقبون إن داعش رد في هذا الهجوم على تأكيد نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي أن تكريت ساقطة بيد القوات العراقية، وان اي كلام يخالف ذلك مهمته إرباك الساحة العراقية، وأن القائد العام للقوات المسلحة، ووزارة الدفاع هما من يحددان ساعة الصفر لاقتحام المدينة.

كلام غير دقيق

وفي تضارب آخر للمعلومات، وبعد تصريحات أدلى بها ضباط عراقيون عن طلبهم الدعم الجوي من طيران التحالف من دون أن يحصلوا عليه، قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن الحكومة العراقية لم تطلب من التحالف الدولي تنفيذ غارات جوية ضد داعش في تكريت. كما أكد الكولونيل ستيفن وارن، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إنه لا يعلم بأي طلب قدم عبر القنوات الرسمية للمشاركة في العمليات في محيط تكريت.

أضاف: "خطوط الجبهة في تكريت جامدة حاليًا، والقوات تطوق المدينة، لكنها لم تتقدم بالدرجة التي أشارت إليها التقارير الأولية من الميدان، والعراقيون قالوا إن معركة استعادة تكريت اكتملت تقريبا، ونرى أن هذا ليس دقيقًا، فحرب المدن صعبة وبطيئة، والمعركة لم تنته بعد".

دعم إيراني

وإن غاب الدعم الأميركي، التي لم تعلم وزارة الدفاع الأميركية بأن العراق طلبه، فقد حضر الدعم الإيراني، بحسب ما كشفته مصادر عراقية لصحيفة "العرب"، إذ أكدوا أن الجيش العراقي تلقى دعمًا إيرانيًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، مساهمة في بناء القوات التي ستقتحم تكريت.

ونقلت الصحيفة عن مصادر من "الحشد الشعبي" تقول إن دبابات "تي 60" الإيرانية تعبر منذ آب (أغسطس) الماضي مدينة خانقين الحدودية مع إيران إلى الأراضي العراقية، لتنضم إلى القوات العراقية التي تستعد لدحر داعش من الأراضي التي احتلتها في حزيران (يونيو) الماضي.

وفي لقاء جمع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أكد لافروف أن موسكو وبغداد متفقتان على أهمية إشراك إيران في كل الجهود المبذولة لحل قضايا المنطقة.

اجتماع دولي

في سياق متصل، على جبهة الجهود الدولية ضد داعش، قالت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة إن مسؤولين من الولايات المتحدة وإيطاليا والسعودية اجتمعوا في روما هذا الأسبوع، لتنسيق خطط محاربة الأنشطة المالية لمقاتلي داعش.

وعقد المسؤولون اجتماعًا افتتاحيًا الخميس والجمعة للمجموعة المالية لمواجهة داعش، التي ستعمل الدول الثلاث من خلالها على تبادل المعلومات، وتطوير الإجراءات المضادة.

وقالت الوزارة الأميركية في بيانها إنه من المقرر عقد الاجتماع المقبل للمجموعة في أيار (مايو) في السعودية.

وتضم المجموعة أستراليا والبحرين وبلغاريا وكندا والدنمارك وفرنسا وجورجيا وألمانيا والعراق واليابان والأردن والكويت ولاتفيا ولبنان وهولندا ونيوزيلندا وبنما وبولندا وقطر وإسبانيا وتركيا والإمارات وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

ذبح الأكراد

ونشر داعش شريطًا آخر يظهر ذبح ثلاثة من عناصر البيشمركة الكردية في شمال العراق، سبق أن ظهروا في شريط آخر نشر في شباط (فبراير) الماضي، ضمن 21 أسيرًا كرديًا مسجونين في أقفاص. وتوّعد التنظيم في الشريط بإعدام المزيد من الأسرى الأكراد إن واصلت البيشمركة قصف مناطق يسيطر عليها.

الشريط حمل توقيع "ولاية نينوى" التابعة للتنظيم، واظهر جرحى ينقلون إلى مستشفى، وصوت شخص غير ظاهر يقول "البيشمركة قاموا بإطلاق صواريخ على منازل الآمنين"، عارضًا منازل مدمرة، ثم الأسرى، كلًا على حدة، وهم يقتادون من قبل عناصر من التنظيم، في زي برتقالي اللون، وكانت&يدا كل منهم مقيدة خلف ظهره.
جثا الأسرى في ثلاثة أماكن مختلفة، تقع قرب منازل مدمرة.

وتحدث العناصر الثلاثة الذين كانوا يقتادون الأسرى باللغة الكردية، فتوجه أحدهم بالقول إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وقال: "ها أنتم ترتكبون& حماقاتكم نفسها من جديد، فتقصفون الآمنين وتقتلون النساء والأطفال وتخربون بيوت المسلمين وأسواقهم ، وفي كل صاروخ تطلقونه على المسلمين الآمنين، ستقتلون بأيديكم أحد أسراكم، ومصير هذا المرتد هو المصير نفسه الذي ينتظر عشرات الأسرى المأسورين لدى الدولة الإسلامية من جنودكم، في حال عدتم إلى غبائكم مجددًا".