قال مراقبون ان المعلومات المتضاربة او المنقوصة التي تم تداولها اثر اعتداء متحف باردو بالعاصمة التونسية، عكست ارباكا في عملية الاتصال لدى السلطات التونسية، اثار الكثير من الاسئلة وترك المجال واسعا للتكهنات والاشاعات.


تونس: أقر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد بوجود "خلل" على المستوى الامني اثر اعتداء الاربعاء الذي استهدف اجانب للمرة الاولى منذ 2011 وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية واوقع 20 قتيلا بين الاجانب اضافة الى عنصر امن تونسي.

ومع الاشادة بالاقرار السريع بوقوع الهجوم الذي يدل على "صدق" في التعاطي، فان تصريحات لمسؤولين تونسيين كبار تركت انطباعا بوجود نقص في التنسيق بين مختلف اجهزة الدولة.

وقال المحامي غازي مرابط "برزت تناقضات كثيرة منذ الاعتداء. ومع انه من الطبيعي ان يحصل ارتباك في الساعات التي تلي الهجوم، فان الامر يصبح غير مقبول بعد اربعة ايام" من حدوثه.

فقد اعلن عن مقتل تونسيين اثنين، الشرطي وسائق حافلة، رسميا قبل ان يغيب السائق من الحصيلة. كما حدث التباس بشان عدد وجنسيات الضحايا الاجانب.

كما اعلن رئيس الحكومة ان المسلحين اللذين نفذا الاعتداء كانا يرتديان لباسا عسكريا.

لكن صور جثتيهما التي ظهرت في شريط فيديو لوزارة الداخلية تظهر انهما بلباس مدني.

وزاد هذا الفيديو الذي كان موضع تعليقات كثيرة من الاسئلة.

فهو يظهر المهاجمين المسلحين يعترضهما رجل لم يبد انهما فوجئا بوجوده، قبل ان يحدث تبادل مقتضب للحديث بينهم ثم يمضي الثالث في حال سبيله. ويتساءل العديد من التونسيين ما اذا كان الرجل الثالث متواطئا مع المهاجمين ام انه ناج محظوظ.

كما ان عدد المهاجمين لا يزال موضع جدل. فقد تحدث الرئيس التونسي الاحد عن منفذ ثالث للاعتداء دون تفاصيل. هل هو مسلح اطلق النار؟ ام منظم؟ ام متواطئ؟ .. الامر اشبه باللغز.

وفي هذا الاعلان الذي قد يكون الاهم منذ بدء التحقيق، اختار السبسي ان يخص وسائل اعلام فرنسية بالامر.

فلا وزارة الداخلية ولا النيابة ترغبان او تقدران على تقديم توضيحات. كما رفضتا تفسير دوافع القبض على عشرة اشخاص على الاقل في الايام الاخيرة.

ومن الاسئلة المعلقة ايضا، سبب غياب حراس امام البرلمان المحاذي للمتحف وهو امر اشار اليه نائب رئيس البرلمان.

كما ان احدا لم يفسر كيف تمكن سائحان اسبانيان وموظف في المتحف من تمضية الليل مختبئين في المتحف بعد الهجوم، في حين كان يفترض انه تم تمشيط المبنى من قبل الوحدات الخاصة.

ويرى مرابط ان هذه الاسئلة كلها تحتاج الى اجوبة من الحكومة.

لكن حاليا "هناك نقص في التنسيق ولا توجد عملية اتصال مركزية"، بحسب آمنة قلالي من منظمة هيومن رايتس ووتش التي اشارت الى ان المسؤولين "كل يصرح من جانبه".

وانتقدت قلالي بشدة التكتم عن الموقوفين في اطار التحقيق.

وقالت "هناك تكتم تام (..) بشان المعتقلين. افهم انهم لا يريدون التحدث عن تحقيق جار. لكن غير العادي هو ان يتم توقيف اشخاص دون ان يكون بامكان احد الاتصال بهم".

والنتيجة في الشارع كما على فيسبوك، ان تكاثرت التكهنات والفرضيات.

وقال مرابط انه دون المساس بسير التحقيق "نملك الحق في معرفة الحقيقة وستحظى وزارة الداخلية بالمزيد من المصداقية" لو كانت اكثر شفافية.

اضرار طفيفة في متحف باردو

صرح منصف بن موسى محافظ متحف باردو الشهير بالعاصمة التونسية الاحد لوكالة فرانس برس ان المتحف لم يصب الا باضرار طفيفة في اعتداء الاربعاء الدامي، مؤكدا انه سيعيد فتح ابوابه الثلاثاء.

وقال "بالنسبة للمتحف، ليس هناك اضرار حقيقية. هناك بعض الشظايا هنا وهناك، لكن لا شيء مهما.& اشياء بسيطة قابلة للاصلاح. ولم تتعرض القطع الاثرية لاضرار".

واكد اعادة فتح المتحف الثلاثاء مشيرا الى "رمزية" الامر.

وقال "انه تحد ولكنه ايضا رسالة (...) ان ما حدث اثر فينا جميعا لكننا نريد ان نقول انهم (منفذو الاعتداء) لم يحققوا هدفهم".

واشار من جهة اخرى الى ان العمل بدأ "لتعزيز الامن".

واوضح "هذا لا يعني ان اجراءات الامن كانت ناقصة، لكن ربما كان هناك خلل في مكان ما يتعين بالمناسبة تلافيه" في الوقت الذي اقر فيه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بوجود خلل.