باريس: في سنتها الرابعة والعشرين، تتجه طائرة حديثة الى نهاية عملها لكنها لا تتسم بالخطورة اذ ان مفتاح السلامة يكمن في احترام عمليات الصيانة الدقيقة جدا التي تفرضها قوانين السلامة.
وقال المسؤول في شركة جيرمان وينغز توماس وينكلمان ان طائرة الايرباص ايه320 التي تحطمت الثلاثاء وقتل 150 شخصا كانوا على متنها، سلمت في 1991 مما يجعلها واحدة من اقدم الطائرات من هذا النوع في الخدمة. وكان تسليم هذه الطائرت (ايه320) بدأ في 1988.
وتستخدم بعض شركات الطيران خارج الاتحاد الاوروبي طائرات يقترب عمرها من اربعين عاما، مثل شركة الطيران الايرانية (ايران اير) التي يضم اسطولها حتى اليوم طائرات بوينغ 747-200 تم شراؤها في عهد الشاه، اي قبل الثورة في 1979، وذلك على الرغم من الحظر الاميركي على معدات التقنية العالية.
وما زالت طائرات لوكهيد ترايستار التي سلمت آخر نماذج منها في 1984 تستخدم من قبل شركات الطيران التي تنظم رحلات تشارتر في آسيا بينما يتم تشغيل طائرات دوغلاس من انتاج ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي على الخطوط النظامية في منطقة الشمال الكبير في كندا.
وحتى الطائرتان المهمتان اللتان تستخدمان للرئاسة الاميركية (اير فورس وان) عمرهما ربع قرن الآن. ويبلغ معدل عمر طائرات شركة الطيران الاميركية دلتا 16,6 سنة، كما ورد على موقعها الالكتروني.
وقال جان بول ترودك المدير السابق لمكتب التحقيقات والتحليلات لسلامة الطيران المدني "ليس هناك تقادم تقني للطائرات فعليا بل تقادم اقتصادي". واضاف "اذا اعتبرت طائرة قديمة جدا ولا يمكن استثمارها فلأنها ستستهلك كمية اكبر من الوقود وستحتاج الى نفقات صيانة اكبر من تلك التي تحتاج اليها الطائرات الاحدث".
والشركات التي تدير اساطيل من عشرات ان لم يكن مئات الطائرات، يمكن لمعادلة نفقات الاستثمار وسعر الوحدة للطائرات ان تدفعها الى جيل اقل حاجة الى الكيروسين وخصوصا الوصول المقبل للنماذج المحدثة مثل ايرباص ايه320 نيو او بوينغ 737 ماكس.
وسواء كانت قديمة او حديثة، فان كل الطائرات ملزمة بالخضوع لعمليات صيانة صارمة، على حد قول كزافييه تيتلمان خبير السلامة الجوية، كل خمس سنوات لزيارات تمثل "اربعين ساعة عمل".
واكد برتران مولي ايغرو الذي يعمل في مجموعة "آرتشيري ستراتيجي كونسالتينغ" وخبير النقل الجوي "انها عمليات صيانة صارمة جدا ومفصلة" يمكن للطائرة بعدها ان تستانف "فترة طويلة في الخدمة".
وينبغي ان تصادق سلطات الطيران المدني على صيانة الطائرة. وقال وينكلمان من شركة جيرمان وينغز ان الطائرة خضعت لمراجعة كبيرة "صيف 2013"، وفقا لتعليمات كتيبات ايرباص.
&
التعليقات