أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المتحدث باسم مكتبه الإعلامي رافد جبوري، على خلفية أغنية كان أداها يمجد فيها صدام حسين، مشيرا إلى تعرضه للاستغفال، فيما وصف كاتب عراقي الكتابات عن الموضوع والتعليق عليها انها اصدق تعبير عن النفاق العراقي.

بغداد: أفاد مصدر شديد الصلة بالوفد الحكومي الذي يرأسه حيدر العبادي الموجود حاليا في الولايات المتحدة الاميركية، أن رئيس الوزراء اتخذ قرارًا باقالة المتحدث باسمه رافد جبّوري من منصبه، على خلفية انتشار فيديو، يظهر فيه الأخير ملحنا ومنشدا لأغنية تمجد رأس النظام السابق صدام حسين. فيما وصف الكاتب والشاعر ابراهيم البهرزي التعليقات عليها بأنها اصدق تعبير عن النفاق العراقي.

محرج وممعتض
وقال المصدر الجمعة إن العبادي اتخذ قراره بعد أن شاهد أغنيته التي تمجد صدام حسين، ويظهر فيها وهو يغني بكامل قيافته".& وأوضح في اتصال هاتفي من واشنطن مع صحيفة "العالم الجديد"، الالكترونية أن "العبادي بدا محرجا وممتعضا جدا من حالة الاستغفال التي وقع ضحيتها، بعد أن وافق على تعيين جبوري استنادًا إلى كفاءته ونزاهته كإعلامي مستقل، غير أن الواقع أثبت عكس ذلك".
&وقل المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن "العبادي سيوقع القرار فور عودته إلى بغداد، درءا لأي شبهة قد تطاله، وتقلل من شعبيته أمام جمهور الشعب العراقي".

جبوري يوضح ويعتذر
وكان رافد جبوري قد نشر على صفحته على (الفايسبوك) اعترافا واعتذارا ومن ثم تساؤلا عما اذا كان لدى الاخرين ملاحظات عليه.
وهذه الأنشودة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لحنها وأداها رافد فاضل (جبّوري)، وأخرجها نوفل عبد دهش، عام 2002 اي قبل سقوط النظام بعام واحد فقط:
وقال جبوري في تعليقه : انا رافد جبوري، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، الدكتور حيدر العبادي.. أقر بأنني وقبل اكثر من ١٥ عاما غنيت أغنية وطنية ورد فيها اسم صدام ، وكنت مضطرا لتلبية متطلبات العيش آنذاك، وهو أمر معروف لكل من عاش ظروف العراق قبل ٢٠٠٣.

واضاف: أقول لكل من يحاول الاستفادة من هذا الواقع الذي عاناه ملايين العراقيين، إن مثل هذه التجارب يجب أن توضع في إطارها، وألا تستخدم بطريقة بشعة، فمن من عراقيي الداخل استطاع أن يحمي نفسه بمعزل عن صدام وحزبه الدموي ونظامه الوحشي، واكد: كانت التجربة خطا أقر به واعتذر ان كان اساء لأحد.

وأوضح& كنت حينها صغير السن وأفتقر للحكمة، ولكنني حتى في ذلك الوقت لم أكن عضوا في حزب البعث ولست بعثيا الآن. واعترف : نعم، اعترف بأنني قدمت تلك الاغنية، ولكنني لم أتوقع أن لهذه القصة تفاعلات، فقد حدثت منذ وقت طويل جدا.
وتابع: اخترت العمل إلى جانب الدكتور العبادي، لانه يشبه أحلامي. ويشبه المستقبل الذي أفكر فيه وعلى هذا قررت أن أعمل بكل اخلاص له وللوطن. ولكنني أجد لزاما علي ان اعتذر له اليوم، لانه لم يكن يعلم ابدا بموضوع الاغنية او أي شي عنها حين اختارني لمهمة المتحدث باسم مكتبه الاعلامي.
من يعرفني يعرف سيرتي اذ انني وبرغم عسر الحال كافحت و تخرجت من ثانوية كلية بغداد المدرسة الاولى في العراق، ومن ثم حصلت على شهادة الهندسة من الجامعة التكنولوجية. وطوال حياتي لم أتسبب او أسعى لإلحاق الاذى بأحد.
وختم حديثه بالقول: بعدها عرفتموني صحفيا في وسيلة إعلام عالمية كبرى هي آلبي بي سي، ثم راقبتم ادائي في موقع المتحدث الرسمي، فهل لديكم من ملاحظات؟

ردود أفعال سلبية
يذكر أن شريط الفيديو الذي لا يعرف المصدر الذي قام بتسريبه ونشره على الاترنت، أثار ردود افعال متباينة، لكن أغلبها كانت سلبية تجاه جبوري على الرغم من اعترافه واعتذاره .

اصدق تعبير عن النفاق
إلى ذلك وصف الكاتب والشاعر ابراهيم البهرزي التعليقات على الموضوع بأنها اصدق تعبير عن النفاق العراقي في تعبيره عن مجمل الاحداث والظواهر، وقال: النفاق لايمكن ادراجه ضمن وجهات النظر والراي الحر، لانه يتحدث عن حالة واحدة بتوصيفين متناقضين .
واضاف: كم من كبار المسؤولين الاداريين المدنيين والعسكريين ومن المثقفين ادباء وفنانين وصحفين واعلاميين قام بما قام به السيد رافد جبوري (غنى اغنية ذلت مرة لصدام)، بل اكثر منه فعلا ولازال يكرم بالمناصب، والمواقع بماهي بمستوى وظيفة جبوري وربما اعلى؟
وأكد : وغناء اغنية اهون من كتابة تقرير قاتل اونص محرض على الكراهية.
وتابع : سيكون على السيد العبادي ان كان فعلا قد اقال جبوري من منصبه استنادا لذلك، ان يلزم كل المؤسسات المدنية والعسكرية، بمعاملة كوادرها العليا بالمثل، والا سيقع في اول مخالفة دستورية تتعلق بالمادة التي تنص على مساواة جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، اما ان يعامل الجميع كعراقيين سواسية في مثالبهم ومحاسنهم يثابوا ويعاقبوا عن ذلك بنفس الجزاء او ليعف عن الجميع. والا فكل حديث عن ذلك هو النفاق بعينه .
وختم حديثه بالقول: النفاق وازدواجية المعايير، ابتداء من اصغر الأمور حتى اكبرها، هو السبب الوحيد لكل خرابات العراق. الماضية واللاحقة المتلاحقة ،كفوا نفاقا ترحموا بلدكم والا فما من بلد متحضر وكريم لشعب منافق
وكان رئيس الوزراء العبادي قد أمر بتعيين رافد جبوري كمتحدث باسمه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بالاستناد إلى سيرته التي تظهر أنه عمل مراسلا باللغتين العربية والانكليزية لقناة (بي بي سي) في العراق وعدد من البلدان العربية.
&

&