&
بيروت: جدد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الاربعاء ادانته استهداف المدنيين في سوريا من طرفي النظام والمعارضة بالقصف الذي اوقع خلال فترة زيارته الى دمشق عشرات القتلى.
وغادر دي ميستورا سوريا اليوم في ختام زيارة من ثلاثة ايام ركز خلالها على ضرورة تفعيل بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/يونيو 2012 والهادف الى ايجاد حل سلمي للنزاع المستمر منذ اكثر من اربع سنوات وقد تسبب بمقتل اكثر من 230 الف شخص.
وجاء في بيان صادر عن مكتب دي ميستورا ان هذا الاخير اكد خلال لقاءاته على "ضرورة حماية المدنيين".
واضاف ان "التفجيرات الثقيلة التي شهدتها دوما (شرق دمشق) الليلة الماضية ومصدرها القوات الحكومية (...) تستدعي إدانة قوية"، معتبرا "أن لا سياق يبرر الاستهداف العشوائي للمناطق المدنية أو استخدام العقاب الجماعي من الحكومة".
وتسبب القصف المدفعي والصاروخي من النظام الليلة الماضية على دوما بمقتل 24 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في المقابل، جدّد دي ميستورا "إدانته الشديدة للهجمات على المدنيين من قوات المعارضة المسلحة التي تزامنت مع وجوده في البلاد"، ذاكرا بالتحديد اعتداءات الاثنين على الاحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في مدينة حلب (شمال) والتي اوقعت 36 قتيلا واكثر من 190 جريحا، واعتداءات الثلاثاء على دمشق التي تسببت بمقتل تسعة مدنيين.
وبين القتلى في كل المناطق العديد من الاطفال.
من جهة اخرى، اوضح البيان ان الزيارة جاءت "في اطار مشاورات جنيف التي تهدف إلى تفعيل بيان جنيف".
واطلق دي ميستورا في الخامس من ايار/مايو محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الاطراف الاقليمية والمحلية المعنية بالنزاع السوري في محاولة لاستئناف المفاوضات السياسية حول إنهاء النزاع. وستستمر هذه المشاورات حتى تموز/يوليو المقبل.
وصدر بيان جنيف عن ممثلي الدول الخمس الكبرى الاعضاء في مجلس الامن والمانيا والامم المتحدة وجامعة الدول العربية، ودعا الى تشكيل حكومة من ممثلين عن الحكومة والمعارضة ب"صلاحيات كاملة" تتولى الاشراف على المرحلة الانتقالية.
وتقول المعارضة السورية ان "الصلاحيات الكاملة" تعني تجريد الرئيس السوري بشار الاسد من صلاحياته وازاحته من الحكم، بينما يقول النظام ان مصير الرئيس يقرره السوريون من خلال صناديق الاقتراع.
وعقدت في مطلع العام 2014 مفاوضات في جنيف على جولتين برعاية الامم المتحدة بين ممثلين عن المعارضة وعن الحكومة اصطدمت بالخلاف على هذا الموضوع ولم تؤد الى نتيجة.
والتقى دي مستورا خلال زيارته الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم وممثّلين عن أكثر من 30 حزبا سياسيا، وشخصيات دينية ومنظمات المجتمع المدني "للاستماع إلى وجهات نظرهم في سياق مشاورات جنيف".
وابدى، بحسب البيان، "قناعته العميقة بأن ما من حلّ للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسوية سياسية شاملة وبقيادة سورية".
واشار البيان الى ان موفد الامم المتحدة تطرق ايضا في محادثاته الى "الحالة الإنسانية المتردية في سوريا"، مشددا على "زيادة إمكانية وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة والمجتمعات المحلية المتضررة من الصراع لا سيما في ضوء شهر رمضان".
كما بحث مع المسؤولين، بحسب البيان، "في مسألة التهديد المتزايد من المنظمات الإرهابية في ظلّ تقدّمها الميداني".
وانسحبت قوات النظام خلال شهر ايار/مايو من مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا تحت وطأة المعارك مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي تمكن من التقدم في البادية وصولا الى الحدود العراقية.
&
&
التعليقات