قضى النائب العام المصري متأثرا بجروحه&جراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها، فيما تبنت الهجوم جماعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الشعبية بالجيزة".

&
القاهرة:&توفي النائب العام المصري هشام بركات الاثنين في المستشفى بعد ساعات من اصابته في تفجير استهدف موكبه في حي مصر الجديدة في القاهرة، بعدما دعا جهاديون الى تصعيد الهجمات ضد القضاء ردا على ملاحقة الاسلاميين.
&
وقال وزير العدل المصري احمد الزند لصحافي فرانس برس في المستشفى "لقد توفي"، واكد وزير الاستثمار اشرف سلمان وفاة هشام بركات.
&
وتوفي بركات جراء اصابته بفشل في الاعضاء بسبب اصابته البالغة كما شرح طبيب اشرف على حالته لفرانس برس.
&
وبركات هو اعلى مسؤول حكومي يقتل منذ بدء الهجمات التي تعلن منظمات اسلامية متطرفة عن تنفيذها ردا على الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013.
&
ويشكل اغتيال بركات ضربة للرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الاعلى السابق للجيش الذي اطاح بمرسي وفاز في الانتخابات التي وعد فيها بالتصدي للعنف الاسلامي.
&
واسفر الانفجار عن تدمير واحراق عدد من السيارات بينها خمس دمرت كليا فضلا عن سقوط واجهات المحلات التجارية في مصر الجديدة وانتشرت بقع الدم على الطريق.
&
وفي المستشفى، روى احد مرافقي النائب العام للمحققين ما حصل حين استهدف الانفجار موكب بركات وهو في طريقه الى مكتبه.
&
وقال بحضور صحافي من فرانس برس "فجأة حصل انفجار عنيف وبدأ الزجاج بالتطاير في كل مكان، وكأنه زلزال".
&
واوضح شهود في المكان ان احدى السيارات المحترقة تعود الى النائب العام. وقالت شيماء عبد الفتاح "سمعت انفجارا ضخما وهرعت الى مكان الحادث. سيارة بركات كانت مشتعلة".
&
من جهته، افاد رئيس فريق خبراء المتفجرات اللواء محمد جمال لفرانس برس ان الانفجار عبارة عن تفجير سيارة او قنبلة خبئت تحت السيارة.
&
ويأتي الانفجار بعدما دعا فرع تنظيم الدولة الاسلامية في مصر الى استهداف القضاء المصري اثر تنفيذ حكم الاعدام في ستة مقاتلين اسلاميين.
&
وفي ايار/مايو قتل قاضيان ونائب عام برصاص مسلحين في شمال سيناء، معقل الجهاديين.
&
واصدرت الجماعة الاحد شريط فيديو باسم "ولاية سيناء" حول اعتداء ايار/مايو على القضاة في مدينة العريش، اذ اقترب مسلحون بسيارتهم من الحافلة التي كانت تقل القضاة واطلقوا النار عليهم.
&
وقد احال بركات آلاف الاسلاميين على المحاكم منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي، وانتهت المحاكمات باصدار مئات احكام الاعدام.
&
واستهدف تفجير الاثنين اعلى مسؤول مصري منذ ان حاول جهاديون اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد ابراهيم في تفجير انتحاري اواخر العام 2013.
&
&
وفي وقت سابق، قال المستشار عبد المنعم السحيمي، رئيس نادي قضاة طنطا السابق، إن حالة المستشار هشام بركات النائب العام المصري "مطمئنة، ولا يعاني إصابات خطيرة".
&
وأضاف السيحمي وهو من المقربين من النائب العام، لـ "إيلاف" أنه اتصل بمساعد وزير العدل، للإطمئنان إلى صحة النائب العام، مشيراً إلى أن مساعد وزير العدل أخبره أن الوزير المستشار أحمد الزند زار النائب العام في المستشفى، وأن حالته مطمئنة.
&
وأوضح أن الإصابات التي تعرض لها المستشار هشام بركات سطحية وبسيطة، جراء تهشم زجاج سيارته، وتطاير بعضها باتجاهه، ما أدى إلى جروح بسيطة بالوجه والصدر الذراع.
&
رسالة
&
ولفت إلى أن ما حصل "رسالة من الجماعات الإرهابية للقضاة، تهدف إلى إثارة الخوف والرعب في قلوبهم، وإثنائهم عن أداء رسالتهم في مواجهة العنف والإرهاب".
&
وأضاف "أن الجماعات الإرهابية أرادت أن تحتفل بثورة 30 حزيران ( يونيو) على طريقتها باستخدام العنف وإراقة الدماء، وقال: "كانوا يريدون أن يصنعوا كارثة ويغرقوا البلاد في الدماء بمناسبة ثورة 30 يونيو، لكن الله ستر وسلم".
&
وانتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادث، للمعاينة واجراء التحقيقات اللازمة، لمعرفة الجناة، وأمرت النيابة العامة وزارة الداخلية بسرعة إجراء التحريات اللازمة، والقبض على الجناة، وتقديمهم للمحاكمة.
&
وفي وقت سابق، قال المستشار زكريا عبد العزيز عثمان، النائب العام المساعد، إن مكتب النائب العام بصدد إصدار بيان صحافي يوضح فيه الحالة الصحية للبركات، وتفاصيل عملية تفجير موكبه. وأضاف عثمان في تصريحات صحافية، أن بركات، يرقد حالياً في مستشفى النزهة الجديدة، مشيراً إلى أنه دخل إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية.
&
وتفقد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، موقع الحادث، وأمر بسرعة إلقاء القبض على الجناة، وتقديمهم للمحاكمة. فيما قطع رئيس الحكومة إبراهيم محلب زيارته إلى محافظة أسوان أقصى جنوب مصر، لمتابعة الحالة الصحية للنائب العام، ومتابعة عمليات التحقيق في الحادث.
&
وزار مستشار الرئيس لشؤون الأمن اللواء أحمد جمال الدين، النائب العام في المستشفى للإطمئنان إلى صحته، كما زاره وزير العدل السابق صابر محفوظ، الذي استقال الشهر الماضي، في أعقاب إطلاقه تصريحات مسيئة للطبقات الدنيا في مصر، وإعلانه رفضه إلتحاق أبناء عمال النظافة في القضاء.
&
وقال مصدر أمني لـ"إيلاف" إن قوات الأمن تحفظت على كاميرات المراقبة بالمحال التجارية والمؤسسات الكائنة في المنطقة التي وقع بها الإنفجار، لتفريغها والتوصل إلى كيفية إعداد عملية التفجير، التي استهدفت موكب النائب العام، والتوصل إلى أية أدلة تقود للقبض على الجناة.
&
وأضاف أن سبعة أشخاص على الأقل أصيبوا جراء الإنفجار خمسة من طاقم موكب النائب العام، وشخص سابع من المواطنين، ورجح أن تكون عملية التفجير تمت باستخدام سيارة مفخخة، أو من خلال قنبلة زرعت أسفل سيارة متوقفة على جانب الطريق، وفجرت عن بعد عن مرور موكب النائب العام بجوارها.
&

&
جماعة تتبنى
&
وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الشعبية بالجيزة" محاولة اغتيال النائب العام، وكتبت في صفحة لها في موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك": "المقاومة الشعبية تتبنى استهداف موكب النائب العام لنيابة الإنقلاب هشام بركات، أثناء تحركه من أمام منزله في مصر الجديدة".
&
وأضافت: "تم تفجير سيارته وسيارتين مرافقتين له"، مشيرة إلى أن بركات أصيب "بإصابات خطيرة، واستنفار أمني من داخلية الإنقلاب في محيط المنطقة".
&
وقال القيادي الناصري محمد عبد الغني، إن محاولة اغتيال النائب العام "جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة العمليات الإرهابية التي أصبحت شبه يومية".
&
&توفير الحماية&
&
وأضاف في تصريح ل"إيلاف" أن "محاولة اغتيال النائب العام تأتي متزامنة مع ذكرى 30 يونيو واسقاط حكم الإخوان في رسالة تهديد واضحة للمصريين بعد ازاحتهم حكم محمد مرسي وجماعته". وشدد على "أهمية توفير الحماية الأمنية اللازمة &للقضاة خاصة بعد استهداف واغتيال عدد من القضاة من قبل في العريش".
&
وبدوره، قال رئيس حزب المستقبل المهندس ياسر قورة،" إن العملية الإرهابية الآثمة التي استهدفت موكب النائب العام المستشار هشام بركات اليوم الاثنين، لا يمكن فصلها عن العمليات التي وقعت يوم الجمعة الماضي في 3 دول مختلفة، مشيراً إلى أن "الإرهاب واحد وهدفه متصل، إذ يحاول الإرهابيون تصدير صورة للعالم كله مفادها أنهم قادرون على الوصول إلى كل الدول والقيام بعمليات إرهابية".
&
وأضاف في تصريح أرسله لـ"إيلاف" أن جماعة الإخوان هي جناح الإرهاب الرئيس في مصر، وهي العقل المدبر لكل الجماعات والعناصر الإرهابية في القاهرة، وقد خرجت من عباءتها كل التنظيمات الإرهابية التي تهدد العالم.
واعتبر ان "عملية اليوم هي محاولة فاشلة من قبل الجماعات الإرهابية لإثبات تواجدهم على الأرض، وذلك قبل يوم واحد فقط من الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو المجيدة التي أطاحت بالإرهابيين عن حكم مصر".
&
وأوضح أنه "كلما خطت مصر خطوة للأمام&زادت تلك المحاولات الإرهابية التي تهدف لإعادة البلد للخلف، غير أنها محاولات لا تعدو سوى "حلاوة روح" بينما تلفظ تلك الجماعات أنفاسها الأخيرة بفضل ضربات الجيش القوية للبؤر الإرهابية في سيناء، وضربات رجال وزارة الداخلية وجهودها في دك البؤر الإرهابية في المحافظات".
&
ونوه قورة بأن تلك العمليات الإرهابية لن تفت عضد القضاء المصري، ولن تؤثر في عدالته مطلقا، موضحا أن استهداف القضاة هي استراتيجية قديمة تعتمد عليها الجماعة الإرهابية منذ تأسيسها، والتاريخ يشهد على ذلك.