وجّه معارضون سوريون رسالة مفتوحة إلى باراك أوباما يدعونه فيها إلى ربط المحادثات النووية مع إيران بوقف تدخل طهران ووكيلها حزب الله في الشأن السوري، من أجل دفعها إلى إحداث تغيير جوهري في سياستها الخارجية.

بيروت: وجهت حملة "نامه شام" رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، نشرتها صحيفة واشنطن بوست، تركز على علاقة عضوية بين برنامج إيران النووي العسكري وتدخل النظام الإيراني في سوريا ودول أخرى في المنطقة، وتسلط الضوء على أهمية حزب الله الاستراتيجية في مطامح إيران النووية.

صلة جوهرية

فتحت عنوان "خطط إيران النووية متصلة جوهريًا بسياسات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، تقول الرسالة: "إننا ندعم التحاور مع النظام الإيراني لإقناعه بالتخلي عن برنامجه النووي العسكري. ويجب منح الدبلوماسية أكبر فرصة ممكنة للحيلولة دون وقوع حرب كبرى في المنطقة، ويجب أن يكون استخدام القوة بالفعل الخيار اﻷخير، لكن في الوقت نفسه، لا تزال الإدارة الأميركية مصرّة على فصل قضية النووي عن سياسات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، رغم أن القضيتين في الواقع قضية واحدة لا تتجزأ".

تضيف الرسالة: "السبب الرئيس لإصرار النظام الإيراني على إنقاذ نظام بشار الأسد في سوريا بأي ثمن هو الحفاظ على إمكانية إرسال الأسلحة لحزب الله في لبنان عن طريق سوريا، من أجل إبقاء الحزب رادعًا ضد أي هجمات إسرائيلية أو غربية محتملة على منشآت إيران النووية العسكرية. وتشكل سوريا منذ العام 2006 حبل النجاة الوحيد لجيش إيران في لبنان، أي حزب الله، وعلّة وجود هذا الأخير هو تمكين النظام الإيراني من بناء القنبلة النووية".

ضوء أخضر!

وتتابع الرسالة: "إن الموافقة على رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل تنازلات محدودة من قبل النظام الإيراني بخصوص برنامجه النووي، ودون التزامات جدّية بإنهاء التدخل الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن، تعني عمليًا إعطاء إيران الضوء الأخضر والإمكانات المالية للاستمرار في سياساتها المزعزعة للاستقرار في هذه البلدان. والحصول على القنبلة النووية في نهاية المطاف".

وتدعو الرسالة أوباما إلى "الدفع باتجاه تغيير جوهري في سياسة إيران الخارجية، من دون المتاجرة بسوريا والعراق ولبنان واليمن مقابل القنبلة النووية الإيرانية، وربط المحادثات النووية الإيرانية والعقوبات على إيران بتدخل النظام الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وإفهام المفاوضين الإيرانيين أن العقوبات الاقتصادية على إيران لن تُرفع حتى يسحب النظام الإيراني قواته وميليشياته من سوريا، والتعامل مع الحرب في سوريا على أنها نزاع دولي مسلح، طرفاه الأساسيان احتلال أجنبي من قبل النظام الإيراني وميليشياته ونضال تحرري من قبل الشعب السوري ضد هذا الاحتلال الأجنبي، وإحالة الوضع في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي للتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب في سوريا، بما في ذلك دور إيران وحزب الله في هذه الجرائم".

المطلوب حظر جوي

وكذلك طالبت الرسالة أوباما بفرض مناطق حظر جوي لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، تماشيًا مع عُرف مسؤولية الحماية الدولية، والإيفاء بوعود تسليح وتدريب الثوار السوريين المعتدلين، ليس فقط لمحاربة داعش والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة، بل كذلك لمحاربة قوات وميليشيات النظامين السوري والإيراني".

وتختم الرسالة المفتوحة متوجهة إلى أوباما بهذه الكلمات: "سيادة الرئيس، وحدها الولايات المتحدة الأميركية من يستطيع إنقاذ سوريا من التفتت، وحدها الولايات المتحدة الأميركية من يستطيع ممارسة ضغط جدي على النظام الإيراني لإجباره على سحب حرسه الثوري وميليشياته الشيعية من سوريا ولبنان والعراق واليمن".