يوصي تقرير حكومي فرنسي بضرورة إعادة دمج المورطين في اعتناق الفكر "الجهادي" في فرنسا في مجتمعهم، ويحض على الاستعانة بموجهين شخصيين بعد ارتفاع نسبة "الجهاديين" بشكل مفزع في هذا البلد.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشف تقرير حكومي فرنسي تم تمويله عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس عن تزايد عدد المواطنين الفرنسيين المتحولين "لجهاديين" بنسبة 227 %، وأوصى بالاستعانة بموجهين شخصيين للتخلص من تطرف الأشخاص الذين يتم تجنيدهم.
&
وطالب التقرير، الذي موله رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في الأيام التي تلت الهجمات المميتة التي وقعت في باريس، السلطات الفرنسية بإتباع النموذج الدنماركي المتعلق بتوفير موجهين شخصيين لهؤلاء الذين تحولوا لاعتناق الفكر "الجهادي".

ويتم توفير موجهين شخصيين في مدينتي كوبنهاغن وآرهوس الدنماركيتين لهؤلاء الأشخاص الذين يتم استقطابهم للفكر "الجهادي" لمساعدتهم على العودة لحياتهم الطبيعية مرة أخرى، بعد تعرضهم لعملية غسيل الدماغ الخاصة بالفكر "الجهادي".

وتحدث التقرير كذلك عن آخر عدد "للجهاديين" الفرنسيين الذين يتواجدون في منطقة الشرق الأوسط، حيث تبين أن فرنسا&لا تزال الدولة الأكثر تصديراً "للجهاديين" من أوروبا.

وحتى الـ 2 من تموز/ يوليو الجاري، اتضح وفق ما أظهره التقرير أن 1818 مقيماً أجنبياً أو فرنسي المولد بفرنسا يخوضون غمار القتال في العراق وسوريا. وهو ما يشكل زيادة نسبتها 42 % منذ بداية 2015 و227 % منذ بداية 2014.

وشدد التقرير في السياق عينه على أن فرنسا بحاجة إلى توفير "عناية فردية" للمئات ممن يحملون جنسيتها وتحولوا للفكر "الجهادي" المتطرف خلال الأشهر الأخيرة.

وأكد التقرير أن السجن هو الحل الوحيد لهؤلاء "الجهاديين" المتطرفين المحتمل أن يتورطوا في ارتكاب هجمات بفرنسا للانتقام من ذلك المجتمع الملحد، وفق وجهات نظرهم.

أما معد التقرير، سبستيان بيتراسانتا، فيرى أن السجن ليس الحل الأمثل بالنسبة لهؤلاء، وأنهم على العكس بحاجة لوضعهم في برنامج يخلصهم من تجربة غسيل الدماغ التي تعرضوا لها والعمل بصورة جادة على إعادة دمجهم في مجتمعاتهم من جديد.