تنوي الحكومة البريطانية إحداث تغييرات جذرية في بي بي سي، لكي تعيدها إلى جذورها خدمة عامة، وتبعدها عن خوض المنافسات مع وسائل الاعلام الأخرى.

إعداد عبد الاله مجيد: قررت الحكومة البريطانية أن توجه انذارًا نهائيًا إلى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) لتعود إلى أصولها خدمةً عامة، وتتخلى عن برامج تجارية مثل برنامج "أحلى صوت" ومسلسل "شيرلوك" في اطار أوسع عملية لإعادة هيكلة المؤسسة منذ جيل.

كما تعتزم حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إخطار مدراء بي بي سي بأن يهيئوا أنفسهم لتغييرات جذرية أخرى، منها إلغاء مجلس الأمناء وفرض قيود على موقع بي بي سي الالكتروني، وخصخصة بعض أنشطتها التجارية، وإلغاء رسم ترخيص البث التلفزيوني، والاستعاضة عنه بضريبة أخرى.

موقع إمبريالي

وكان وزير الخزانة جورج أوزبورن وصف موقع بي بي سي الالكتروني بأنه موقع "امبريالي". ويأتي تهديد الحكومة بفرض قيود على الموقع وسط مخاوف من أنه يدمر الصحف الورقية، المحلية والاقليمية. كما أمر اوزبورن بي بي سي بأن تتحمل تكاليف إعفاء كبار السن من رسم ترخيص البث التلفزيوني.

وكشفت صحيفة صندي تايمز أن الحكومة ستضع موضع تساؤل في ورقة خضراء، من المقرر أن تُنشر في 16 تموز (يوليو)، ما إذا كان الاعلان الذي يحدد رسالة بي بي سي الاعلامية صائبًا، وأن تكف عن مطاردة المشاهدين لاستدراجهم إلى مشاهدة برامجها، وتعود إلى تقديم برامج هدفها الخدمة العامة وليس التنافس مع القنوات الأخرى على كسب المشاهدين.

واضافت صحيفة صندي تايمز أن وزير الثقافة جون ويتنغدايل شكل لجنة من ثمانية مستشارين مهمتها اصلاح بي بي سي "من الجذور إلى الفروع"، في إطار عملية تجديد الميثاق الملكي الذي يحدد مبادئ عمل بي بي سي العام المقبل.

محاولة تقزيم

من جهة أخرى، اتهم مدير عام بي بي سي اللورد توني هول وزراء في حكومة كاميرون بمحاولة "تقزيم المؤسسة من أجل مصالحهم الضيقة"، متعهدًا مقاومة الاستقطاعات التي يجري التلويح بها.

وقال هول: "ما له أهمية قصوى هو أن يكون صوت الجمهور وصوت من يحرصون على بي بي سي مسموعًا في النقاش. فالجمهور هم اصحاب المصلحة في مؤسستنا ورأيهم سيكون دائمًا بالغ الأهمية".

واضاف هول أن بي بي سي تواجه فترة محفوفة بالأخطار، "فلا أحد يريد غلق بي بي سي لكن هناك البعض ممن يريدون تقزيمنا من أجل مصالحهم الضيقة، وعلينا تذكيرهم بأن الجمهور البريطاني لا يتفق مع آرائهم".

سمعة في مهب التدمير

ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مصدر في بي بي سي قوله: "الورقة الخضراء تهدد بتدمير سمعة بي بي سي العالمية في عقد من الزمن". وأضاف: "لنرى ما تقوله الورقة الخضراء، لكن بي بي سي لا تطارد المشاهدين بل نحن نسعى إلى جعل ما هو ذو نوعية جيدة شعبيًا، وما هو شعبي ذا نوعية جيدة".

وأكد المصدر أن الدراسات تبين أن شيئًا من المنافسة يرفع مستوى النوعية في عموم القطاع، "وفي عالم يتعولم البث فيه بصورة متزايدة، من المهم لبريطانيا أن يكون لدينا قطاع اعلامي خلاق قوي وحيوي وناجح، وبي بي سي كانت محركًا اساسيًا في تحقيق ذلك".

واعتبر أن احد الاختبارات الأساسية للورقة الخضراء هو ما إذا كانت ستعزز هذه المكانة أو تقلل منها.