بيروت: طردت قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية الثلاثاء داعش من مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، بعد ان دخلت هاتان القوتان في تحالف غير معلن فرضه العدو المشترك.

وخسر التنظيم خلال الاشهر الماضية لصالح الاكراد مناطق عديدة في شمال وشمال شرق البلاد، وفشل في التمدد الى اراض جديدة لضمها الى "الخلافة الاسلامية" التي اعلنها في حزيران/يونيو 2014. ولم يحقق الا نصرا وحيدا في مواجهة قوات النظام هو السيطرة على مدينة تدمر في محافظة حمص في سط البلاد في ايار/مايو.

وكان التنظيم نفذ هجوما على مواقع القوات النظامية في الحسكة في 25 حزيران/يونيو تمكن خلاله من السيطرة على بعض الاحياء الجنوبية للمدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الثلاثاء "تمكنت قوات النظام من طرد التنظيم من آخر موقع كان يسيطر عليه في حي الزهور في جنوب الحسكة".

واشار الى استمرار "الاشتباكات في الضواحي الجنوبية للمدينة مع عناصر من التنظيم محاصرين، فيما يتم تمشيط حي الزهور ومناطق اخرى بحثاً عن عناصر قد يكونون مختبئين".

وتتقاسم وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة مع قوات النظام. وبعد ايام من بدء الهجوم، انضم الاكراد الى المعركة وفتحوا جبهة اخرى في جنوب المدينة، وحققوا تقدما كبيرا بدعم من مقاتلين من عشائر عربية. وادى هذا التقدم خلال الايام الاخيرة الى محاصرة الجهاديين في اجزاء صغيرة في جنوب المدينة.

وقال عبد الرحمن ان المعركة تسببت بمقتل 120 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له وعشرات المقاتلين الاكراد.

كما قتل 287 عنصرا من تنظيم داعش بينهم 26 مقاتلا تحت سن الثامنة عشرة. وقضى هؤلاء في الاشتباكات وفي تفجيرات انتحارية وفي غارات نفذها الائتلاف الدولي بقيادة اميركية في محيط المدينة خلال فترة المعارك.

ونزح حوالى 120 الف مدني من الاحياء التي شهدت معارك، بحسب ارقام الامم المتحدة. وكان المرصد السوري لفت قبل ايام الى ان الاكراد تقدموا الى مناطق كانت خاضعة اصلا لقوات النظام قبل دخول تنظيم الدولة الاسلامية الى المدينة، ما يجعلهم يسيطرون على الجزء الاكبر من الحسكة المختلطة بين عرب واكراد.

وقال عبد الرحمن الثلاثاء "منذ تدمر، نفذ تنظيم الدولة الاسلامية عمليات عسكرية عديدة فشلت كلها. وقد مني في الحسكة بهزيمة كبيرة، كونه خسر العديد من قيادييه في المعركة، وبينهم +والي البركة+". ويطلق الجهاديون اسم "البركة" على الحسكة.

وساهم في الهزائم التي تعرض لها التنظيم الغارات المكثفة التي ينفذها الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة اميركية على مواقع المسلحين وآلياتهم وتجمعاتهم.

على جبهة اخرى، شن مقاتلون من فصائل عدة وجبهة النصرة الثلاثاء هجوما واسعا على منطقة ملاصقة لمحافظة اللاذقية، معقل الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب ما ذكر ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "بدأ مقاتلون من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل مقاتلة بينها حركة احرار الشام الاسلامية وجند الاقصى وفيلق الشام ولواء الحق هجوما واسعا الليلة الماضية على حواجز وتمركزات ومناطق تسيطر عليها قوات النظام في سهل الغاب وأطراف ريف إدلب المحاذية لمحافظة حماة (وسط)".

واشار الى تقدمهم بسرعة وسيطرتهم على مناطق ومواقع عدة في المنطقة.

وفي شريط فيديو تم بثه على موقع يوتيوب على الانترنت، تحدث قيادي في "جيش الفتح" الذي تنضوي تحته مجموعة الفصائل المقاتلة في المنطقة وجبهة النصرة، قدم نفسه باسم ابو همام، قائلا انه تم "تحرير اكثر من ثلاثين كيلومترا" في المنطقة، مشيرا الى "انسحاب جيش الاسد" الى القرى العلوية في محافظة اللاذقية.

وقال ناشطون على موقع "تويتر" ان "جيش الفتح" سيطر على اكثر من 15 تلة وعلى حواجز عسكرية.

واشار ناشط اعلامي في الفيديو الى ان "جيش الفتح" بات على "ابواب جبال العلويين" في محافظة اللاذقية.

واوضح عبد الرحمن انه "بعد هذا التقدم، لم يبق لقوات النظام في محافظة ادلب التي سيطر عليها معارضو النظام بشكل شبه كامل اعتبارا منذ مطلع حزيران/يونيو، الا مطار ابو الضهور العسكري وقريتا الفوعة وكفريا الشيعيتان".

واضاف "اما في محافظة حماة، فالمواقع التي سيطر عليها المقاتلون هي خطوط الدفاع الاولى عن القرى العلوية وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية". واشار الى استمرار المعارك العنيفة في المنطقة، والى مقتل 13 عنصرا من الفصائل وجبهة النصرة، فيما لم يرد احصاء عن خسائر قوات النظام.

وخلال الشهر الماضي، افاد المرصد وتقارير عن ارسال آلاف المقاتلين الايرانيين والافغان والعراقيين الى منطقة سهل الغاب التي باتت مهددة بعد خسارة النظام لمدينتي جسر الشغور واريحا وقواعد عسكرية مهمة في محافظة ادلب.
&

&