هل ستكون الدوحة مقرًا لحل عقدة بشار الاسد بين روسيا والسعودية برعاية أميركية؟، ينتظر الكثير من السوريين الاجابة على هذا السؤال في انتظار ما سيتمخض عن اجتماع كيري - لافروف – الجبير الذي سيعقد اليوم الاحد وغدًا الاثنين.
الرياض: يرى الكثير من الخبراء والمحللين بالشأن السوري أن محادثات كيري - لافروف – الجبير التي ستعقد اليوم الاحد وغدًا الاثنين ستكون "مفصلية" في حياة السوريين الذين ينتظرون الخروج بصيغة تضمن مرحلة انتقالية تنهي أكثر من اربع سنوات من الحرب التي دمرت البنية التحتية وشردت ما لا يقل عن 10 ملايين سوري في الداخل والخارج.
لكن هل ستوافق السعودية على بقاء بشار الأسد لقيادة ما قالت روسيا إنها "حرب على داعش" في المنطقة؟.
لطالما أثارت تصريحات المسؤولين الروسيين الكثير من التساؤلات حول أمن الخليج وضرورة التوقف عن المطالبة برأس الاسد انهاء لدعم ما قالت إنها جماعات مسلحة "ارهابية"&ضد قواته في سوريا حتى انها ذهبت بعيدًا بإطلاق بعض المسؤولين الروس تصريحات مثيرة بأن على الخليجيين "الصلاة" لبقاء بشار الاسد في السلطة؟.
قبول جزئي!
في نظرة سريعة لزوايا المواقف السعودية حول النظام السوري خلال عام 2015، لم تتغيّر لهجة المسؤولين السعوديين في ما يتعلق بالمطالبة بمرحلة انتقالية تضمن خروج بشار الاسد من السلطة نهائياً، وهذا ما عملت عليه في زيارات دبلوماسية كان أهمها زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو حيث مفتاح الحل للأزمة السورية هناك، إلا أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آنذاك حول تجديد دعمه للأسد تركت خيوط اللعبة معقدة في سوريا إلى حين.
لكن وفقًا لتقارير اعلامية نقلتها صحيفة الاخبار اللبنانية، يبدو أن هناك تفاهمًا بين الرياض والقاهرة لإنجاز حل سياسي في سوريا، يتضمن بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه لـ "مدة قصيرة"، ضمن مرحلة انتقالية تضمن انتقالا سلميا للسلطة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة يُستبعد الأسد منها.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصدر دبلوماسي مصري قوله إن زيارة ولي ولي العهد، ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان للقاهرة، شملت مناقشة ملف الأزمة السورية، حيث اقترحت القاهرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ستتوسط من أجلها القاهرة قريبًا بين أطراف المعارضة ودمشق". وأشارت الصحيفة نقلا عن نفس المصدر الى أن هذه هي المرة الاولى التي تبدي فيها الرياض قبولاً ببقاء الأسد في السلطة عبر حل سياسي لا يشمل رحيله.&&
في المقابل، يرى محللون أن السعودية قد تكون التقطت رغبة الروس في التوجه الى حل وسط ينهي الازمة السورية، وقد بدا ذلك واضحًا من خلال زيارة وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الأخيرة الى موسكو، وما سمعه من القيادة الروسية من ضرورة تشكيل حلف عربي – دولي لمحاربة داعش في سوريا والمنطقة العربية، هنا أخذ هذا الدور يتحول، وإن ببطء، في الأشهر الأخيرة، بفعل عوامل عدة: أولها، اتضاح عجز النظام، على الرغم من كل الدعم الخارجي الذي تلقاه، في حسم المعركة لصالحه عسكرياً، ما حدا روسيا إلى إعادة تموضع تدريجي، ينقلها من خانة الخصم إلى خانة الوسيط في الأزمة، تحسباً لأي تطورات غير متوقعة من جهة، وتعبيراً عن حالة إحباط من عدم تجاوب النظام مع مساعيها إلى بناء حد أدنى من التوافق نحو الحل، مع أقرب أطراف المعارضة السورية إليها، من جهة أخرى. وهذا ما يفسر دعوة وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، نظيره «المعلم» إلى عدم التهرب من استئناف العملية السياسية لمواجهة ما سماه «إطباق الإرهاب» على منطقة الشرق الأوسط، وكذلك تصريحات بوتين بأن بلاده «مستعدة للعمل مع الأسد لتنفيذ عملية إعادة تشكيل النظام السياسي في سوريا، إنما من دون تدخل خارجي».
روسيا والسعودية تتشاركان أيضاً عداءهما الشديد لتنظيم الدولة، وتسعيان، بالدرجة نفسها، إلى القضاء عليه، ما يشكل نقطة التقاء مصالح أخرى. يبقى أن يتفق الطرفان على حل عقدة بشار الأسد، حتى ينفتح المجال بينهما واسعاً باتجاه بناء شراكةٍ، يمكن وصفها بالاستراتيجية، فهل سيخرج الدخان الأبيض من "قطر" ايذانًا بحل ينهي معاناة السوريين؟.
التعليقات