اسطنبول: اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة اصراره على تجديد مساعيه لتحويل النظام البرلماني الى رئاسي في دستور جديد للبلاد، مع توجه تركيا نحو انتخابات مبكرة اثر فشل مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية.
وفي انتخابات السابع من حزيران/يونيو خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم الغالبية المطلقة في البرلمان، للمرة الاولى منذ العام 2002، ما اضطره الى البحث عن شريك في حكومة ائتلافية واطاح بطموحات اردوغان تعزيز صلاحياته وتحويل النظام الى رئاسي.
وكان اردوغان، رئيس الحكومة بين العامين 2003 و2014 قبل انتخابه رئيسا في آب/اغسطس الماضي، يطمح للحصول على موافقة الغالبية في البرلمان من اجل وضع دستور جديد بنظام رئاسي. وبعد اعلان رئيس الحكومة التركي احمد داود اوغلو فشل المشاورات الحكومية بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المعارض، اصبحت الانتخابات المبكرة "الخيار الوحيد" بحسب قوله.
وهذا يعني ان اردوغان سيحصل على فرصة ثانية من اجل تحقيق طموحاته، وهو سيناريو يقول محللون انه رغب به منذ البداية حتى في ظل المشاورات الحكومية. وفي خطاب امام مؤيديه في منطقة ريزة على البحر الاسود، قال اردوغان ان "نظام تركيا تغير، اقتنعتم او لم تقتنعوا"، في اشارة الى انه الرئيس الاول الذي يتم اختياره مباشرة من الشعب.
وتابع اردوغان "ما علينا فعله اليوم هو منح هذا الوضع القائم اطارا قانونيا عبر دستور جديد". ومنذ وصوله الى السلطة، لم يحافظ اردوغان على التقليد المعروف ببقاء الرئيس التركي حياديا، ما اثار غضب المعارضين الذين اتهموه بانتهاك الدستور.
اما اردوغان فاكد قائلا "لن اكون الرئيس الذي يريدونه"، مشددا على انه "يقف الى جانب الشعب". وتابع "يطلبون مني ان اكون حياديا، ولكني كنت واضحا باني لن اكون حياديا"، واصفا حزب العدالة والتنمية الاسلامي بانه "رمز الصدق".
ومن المرجح اجراء انتخابات مبكرة في تركيا بعد فشل مشاورات الحكومة الائتلافية، ويقول محللون انها قد تنظم في 22 تشرين الثاني/نوفمبر. وبرغم ذلك ليس مؤكدا ان يحصل حزب العدالة والتنمية على نتيجة افضل من المرة السابقة التي لم تتخط 41 في المئة. وتتحضر الاحزاب السياسية التركية لمعركة انتخابية صعبة.
اما حزب الشعوب الديموقراطي، الذي احرز نتائج غير متوقعة بحصوله على 13 في المئة من الاصوات، فاطلق حملة على موقع تويتر بعنوان "مرة اخرى لن نسمح لك بان تكون رئيسا".
&
التعليقات