لا تزال سوريا حجر عثرة تغلق طريق&التقارب الايراني – السعودي الخليجي الذي ما أن يتقدم خطوة حتى تعود به&طهران خطوات إلى الوراء نتيجة سياساتها التي ترى فيها السعودية ودول الخليج "تدخلا في شؤون الدول المجاورة". لكن رغم ذلك طالما دعت السعودية ايران الى القيام بخطوات تمهد تثبت حسن النوايا مع دول المنطقة.
الرياض: وفقا لصحيفة "الحياة" بطبعتها السعودية، أعلنت إيران أنها اقترحت إجراء محادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي في شأن جميع القضايا المطروحة، «لوضع أسس جديدة للعلاقات العربية - الإيرانية بما يضمن إعادة الأمن والهدوء إلى المنطقة. واقترحت رعاية دول مجموعة السبع لهذه المحادثات.
معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان أشاد بما وصفها العلاقات الأخوية والإسلامية التي تربط إيران بالسعودية وقال «إن الحوار الثنائي يُعتبر ضرورة من الضرورات». معرباً عن أمله باتخاذ السعودية «خطوات ديبلوماسية لاستغلال الأجواء المتوافرة من أجل خدمة مصالح البلين».
مقترح ايراني
وقال أمير عبداللهيان إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اقترح عقد اجتماع لمجموعة السبع في حضور الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلی إيران. مشيراً إلی أن سلطنة عُمان تبنت الاقتراح لكن الظروف لم تكن مواتية آنذاك. وتبنى أمير دولة قطر أخيراً الاقتراح ويعمل لتنفيذه.
وقال المسؤول الإيراني أن سلطنة عُمان وقطر تعملان علی عقد هذا الاجتماع قبل نهاية أيلول (سبتمبر) علی مستوی وزراء الخارجية في إحدی العواصم "لكن طهران تعطي الأولوية لعقده في إحدی دول المنطقة". لافتاً إلی أن مثل هذا الحوار بحد ذاته "سيوفر الأجواء لإزالة سوء التفاهم والوصول إلی فهم مشترك لجميع القضايا المطروحة إضافة إلی التعاون لحل الأزمات التي تعاني منها المنطقة والوصول الی الأمن والاستقرار المنشودين".
أفعال لا أقوال
في ما يخص الأزمة السورية، ذكر عبداللهيان أن اللقاء الذي جمع ظريف مع الرئيس بشار الأسد كان مهماً حيث تم التأكيد علی دعم طهران للشعب والحكومة السورية "وتقف الی جانب الشعب السوري في تقرير مصيره بالسبل الديموقراطية". مشيراً إلی أن المبادرة الإيرانية في شأن الأزمة السورية تعتمد علی المشاورات التي تجريها مع دول المنطقة إضافة الی الدول المعنية بهذه الأزمة مثل روسيا وتركيا.
وفي لقاء مع قناة "العالم" الإيرانية الناطقة بالعربية ، أكد مساعد الشؤون العربية والإفريقية في وزارة الخارجية الإيرانية "استعداد إيران للتعاون مع السعودية لحل أزمات المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا ولبنان وغيرها".
لكن، السعودية تطالب ايران بالانسحاب من سوريا ومعها حزب الله اللبناني وابقاء الحوار "سوريا – سوريا"، دون تدخل يذكر من أي جهة، وهذا ما يؤكده مراقبون يرون أن التصريحات الإيرانية التي صدرت مؤخرا والتي تطالب بتحسين العلاقات مع دول الجوار، "مستهلكة ومتكررة"، وأن دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تنتظر من إيران الأفعال لإثبات حسن النوايا، وليس تكرار الشعارات التي تتناقض مع ما تقوم به طهران على أرض الواقع والتي تزيد أزمات المنطقة تعقيدا.
وزير خارجية السعودية عادل الجبير قال في زيارته الاخيرة الى روسيا إن موقف الرياض ثابت في ما يخص الحل في سوريا لا سيما لجهة وجود سلطة انتقالية وحكومة مستقبلية لا مكان للأسد فيها. وتابع أن السعودية تعتبر بشار الأسد جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل، وتعتبر أنه تسبب بظهور "داعش" في سوريا عندما وجه الأسلحة ضد شعبه. وأكد وزير الخارجية السعودي في الختام: "نؤمن أن بشار الأسد انتهى ولا مكان له في مستقبل سوريا"، موضحا أنه إما سيرحل عبر عملية سياسية من أجل حقن دماء السوريين وإما في سياق العمليات العسكرية.
في ظل المبادرة الايرانية المعدلة حول سوريا، والحراك الدبلوماسي الذي تشهده موسكو تتسارع الأحداث بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع ايران المطالبة بإثبات حسن نواياها أمام المجتمع الدولي ودول المنطقة، فهل ستبدأ من سوريا؟.
التعليقات