فيينا: سعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء الى تبديد المخاوف في الولايات المتحدة حول التحقيق في نشاطات إيرانية نووية سابقة مفترضة بعد التوصل الى اتفاق تاريخي بين طهران والدول الكبرى في تموز/يوليو.
&
واكد رئيس الوكالة يوكيا امانو في اجتماع في فيينا ان "الترتيبات التي تم الاتفاق عليها مع إيران جيدة من الناحية التقنية وتتوافق مع ممارسات وضوابط السلامة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذه الترتيبات لا تنتهك معاييرنا باي شكل من الاشكال".
&
ويهدف الاتفاق الذي تم التوصل اليه في فيينا في 14 تموز/يوليو الى خفض النشاطات النووية الإيرانية والقضاء على قدرة طهران على محاولة امتلاك اسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
&
وتتولى الوكالة الدولية عملية التحقق من وفاء إيران بالتزاماتها وعدم استخدام المواد في اي محاولة سرية لامتلاك اسلحة نووية. وهناك نحو عشرة من مفتشي الوكالة في إيران حاليا. ويتطلب ذلك حصول الوكالة على المزيد من الموارد والموظفين. ودعا امانو الاثنين الدول الاعضاء في الوكالة الى منحها تمويل سنوي اضافي يبلغ 9,2 مليون يورو.
&
الا ان اتفاق تموز/يوليو لا يتعلق بنشاطات إيران النووية الحالية والمستقبلية فقط، بل كذلك بنشاطاتها السابقة. وتريد الوكالة كذلك التحقيق في مزاعم بان إيران وحتى العام 2003 على الاقل اجرت ابحاثا على تطوير اسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.
&
فيوم توقيع الاتفاق النووي، وقعت إيران كذلك "خارطة طريق" منفصلة للوكالة الدولية تهدف الى اغلاق ملف "الابعاد العسكرية المحتملة" بشكل نهائي بنهاية العام. وقدمت إيران للوكالة الدولية في 15 اب/اغسطس "تفسيرات كتابية ووثائق ذات علاقة" ستراجعها الوكالة بحلول 15 ايلول/سبتمبر. ويفترض ان تعقد لقاءات متابعة بحلول 15 تشرين الاول/اكتوبر، وسيصدر امانو تقريرا نهائيا بحلول 15 كانون الاول/ديسمبر.
&
الا ان تفاصيل كيفية اجراء التحقيق والتوصل الى اتفاق منفصل حول منشأة بارشين العسكرية التي قيل انه جرت فيها تجارب تفجير، ستبقى سرية. واثار ذلك مخاوف بين معارضي الاتفاق الرئيسي مع إيران الذي لا يزال ينتظر موافقة الكونغرس الاميركي من ان إيران ستخدع الوكالة الدولية.
&
ويخشى البعض ان لا تتمكن الوكالة الدولية من دخول مواقع مثل بارشين والاعتماد بدلا من ذلك على الإيرانيين لتوفير عينات من التربة وصور من الموقع. ووصف المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جيب بوش الاتفاق مع إيران بانه "مهزلة".وقال الاسبوع الماضي ان "عمليات التفتيش في دولة راعية للارهاب لا يمكن ان تعتمد على نظام الشرف" لديها.
&
ورفض سفير إيران الى الوكالة رضا نجفي الكشف عن مزيد من التفاصيل حول التحقيق. وقال "لدينا بعض الاجراءات وبعض الترتيبات مع الوكالة وهي سرية. لا استطيع ان اكشف عن هذه الترتيبات. هذا ليس التزاما إيرانيا فقط، بل هو التزام من جانب الوكالة الدولية. لا يمكننا ان نناقش تفاصيل اي ترتيب مهما كان".
&
واضاف في تصريحه للصحافيين "انا لست مسؤولا عما يحدث في واشنطن".

&