تأسس تجمع سوري جديد تحت اسم "الجمعية الوطنية"، وأساسها مجموعة قرطبة المعارضة، التي أعلنت أنها تريد حلًا سياسيًا في سوريا، لقيام دولة تعددية يتساوى فيها الجميع.

بهية مارديني: أعلنت مجموعة قرطبة السورية المعارضة عن تأسيس الجمعية الوطنية، التي عرّفت نفسها في بيان، تلقت "ايلاف" نسخة منه، قالت فيه إنها كيان سياسي جامع للسوريين، ونواة لتحالف سياسي سـوري عام، وضعت ركيزته الأساسية مجموعة عمل قرطبة إستنادًا إلى إعلان قرطبة الصادر في 9 كانون الثاني (يناير) 2014، "والذين تعاهدوا على الدفاع عن ثورة الشعب من أجل الحرية والكرامة، والعمل على الوصول إلى الحل السياسي الذي ينطلق من مبادئ جنيف-1 لعام 2012، ويؤدي إلى إسقاط هذا النظام الإستبدادي، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية، في إطار ميثاق وطني، ودستور عصري حديث، يقر حقوق جميع مكونات الشعب السوري وفق المواثيق والأعراف الدولية ويحترم خصوصياتهم القومية والدينية، ويحقق تطلعات الشعب السوري في اختيار سلطاته التشريعيه والتنفيذية وسيادة القضاء واستقلاله".

لم تتأخر

ترأس المكتب السياسي للجمعية الوطنية محمد برمو، عضو مجلس الشعب السوري المنشق ورئيس مجموعة قرطبة، وتألف المكتب السياسي من الدكتور يحيى العريضي، واللواء المنشق محمد فارس، وسمير سطوف، ومحمود عادل بادنكجي، وعبد العزيز التمو، ومزكين يوسف، ورياض درار، وزاهر سعد الدين، وجمال قارصلي، وعمار نحاس، والدكتورة سميرة المبيض، وأمير زيدان، وبسام اسحاق، وكرم دولي.

وقال برمو لـ"إيلاف" إن الجمعية الوطنية لم تتأخر في الاعلان عن نفسها، "فهناك جهد وتحضير كبيرين استمرا ثلاث سنوات، عقد خلالها 14 مؤتمرا ولقاء تشاوريا وورشة عمل".

وأضاف برمو: "الجمعية هي نواة لتحالف سوري سياسي عام، وجمع كل هذه الأسماء في مشروع وطني حقيقي، سواء في المكتب السياسي أو في الأمانة العامة للجمعية الوطنية يستحق كل هذا الجهد الكبير"... مشددًا على أن الجمعية الوطنية هي ثمرة جهود المئات من السوريين الذين حضروا اجتماعات قرطبة وآمنوا بهذا المشروع الضخم، لتكون سوريا لكل السوريين .

نبذ العنف

وأعلنت الجمعية الوطنية أنها تؤمن بنبذ العنف ومحاربة الاٍرهاب والتطرف بكافة أشكاله الدينية والقومية والايدولوجية، وتعتمد نشر ثقافة التسامح والتصالح من خلال العمل على تطبيق العدالة الإنتقالية ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين.

كما أكدت أهمية الشباب ودورهم في بناء سوريا، ومشاركتهم في صنع القرار السياسي، وتحقيق المساواة والمشاركة الكاملة للمرأة في كافة النشاطات والمواقع الإدارية والسياسية. ودعت إلى عقد مؤتمر وطني عام للسوريين للخروج برؤية سياسية موحدة، وميثاق وطني جامع، وخارطة طريق للحل والخلاص.

وحول ثوابت ومحددات الجمعية الوطنية، أكد بيان الجمعية على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، واستقلالية القرار الوطني السوري، والسعي للحل السياسي كمطلب رئيس ولكنه ليس الوحيد، "فأي حل سياسي يجب أن يستند إلى مقررات إتفاق جنيف-1 والقرارات الدولية ذات الصلة، وبرعاية الأمم المتحدة وبضمانات دولية، مع تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة السلطات من دون أن يكون لبشار الأسد ورموزه دورٌ فيها، وأن تكون سوريا المستقبل دولة مدنية تعددية ديمقراطية، يضمن دستورها حقوق السوريين من دون تمييز، مع رفض التطرف والإرهاب والعمل على تحرير سوريا من جميع الميلشيات الطائفية والأجنبية، وإدانة جميع الجرائم المرتكبة بحق السوريين وتطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب وإعادة بناء الجيش والمؤسسة الأمنية على قواعد وأسس وطنية ومهنية والاعتماد على آليات السوق الاقتصادي الحر بضوابط الخدمات الاجتماعية والتنمية المستدامة ورفاهية المواطن."

مبادئ عامة

أما المبادئ العامة للجمعية الوطنية فهي المواطنة على أسس المساواة لجميع المواطنين في الحقوق والواجبات، من دون النظر إلى الجنس أو الدين أو العرق أو اللون أو الطبقة أو الثروة، والضمانة الدستورية لحرية التعبير والمعتقد والديمقراطية التي تعتمد المشاركة السياسية في دولة يسودها القانون، ومبادئ التداول السلمي للسلطة، والفصل بين السلطات، والحياد الايجابي للدولة تجاه جميع الأديان والإثنيات والطوائف، والحرص على التعددية، وضمان حق تشكيل الجمعيات والأحزاب السياسية بمجرد الإعلان، والإحتكام لصناديق الإقتراع ضمن نظام إنتخابي عادل ونزيه، ونبذ الإقصاء السياسي أو الإستئثار بالمنصب أو السلطة أو الدكتاتورية من أي فرد أو حزب أو جماعة أغلبية كانت أو أقلية.

وتحدث البيان عن العدالة الإجتماعية من خلال التوزيع العادل للثروة، وتحقيق الضمان الاجتماعي والضمان الصحي، والتعليم المجاني وحرية العمل والتنقل والتملك وحقوق الإنسان من خلال الاعتراف بميثاق الأمم المتحدة والإلتزام بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان والاتفاقيات الملزمة ذات الصلة التي تضمن للإنسان حريته الكاملة في المعتقد والتعبير والرأي وحقوقه الشخصية.

هذه أهدافها

أما أهداف الجمعية الوطنية فهي تحرير الوطن عبر إسقاط النظام الاستبدادي، والعمل على استعادة السيادة والقرار الوطني، والمساهمة في تحرير المواطنين وتنظيمهم وتطوير ثقافتهم الديمقراطية، من أجل مجتمع أفضل يقوم على أسس الحرية والعدالة وترسيخ مبادئ دولة القانون والمؤسسات والثوابت الديمقراطية، وتعزيز الوحدة الوطنية أرضًا وشعبًا، وضمان حق المواطنة المتساوية لجميع السوريين وتكريس احترام الأديان، وتعزيز التسامح والتواصل بين الأفراد والجماعات.

ولفت بيان الجمعية الوطنية إلى تحرير الإنسان من خلال العمل على الخروج من ثقافة الشمولية والتبعية والإستعباد والتأكيد على صون الكرامة الإنسانية، والاهتمام بقدرات الإنسان السوري الفكرية والبدنية، نحو المزيد من العطاء والإبداع، والسعي إلى بناء ودعم مؤسسات المجتمع المدني وتطوير أدائها وتأكيد حقوق الإنسان والمواطن في كل الاتفاقات والأعمال في الداخل والخارج.

كما أوضح ضرورة التواصل الحضاري بحيث تعمل الجمعية الوطنية على أن تكون سوريا عامل استقرار في المنطقة، بإقامة علاقات حسن جوار مع الدول الشقيقة والصديقة، وبما يحقق المصالح المشتركة والحفاظ على السلم والأمن في المنطقة والعالم.