في استعراض للقوة، نافية أنه موجّه ضد أحد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وضع وحدات القوات الجوية والفضائية في حالة التأهب القصوى، وذلك في إطار اختبار مفاجئ لجهوزية قوات الدائرة العسكرية الوسطى.


نصر المجالي: أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته، الخميس، أنها وضعت 10 آلاف فرد من قوات الإنزال الجوي المتمركزة في ثلاث مقاطعات (إيفانوفو، أوليانوفسك، فولغوغراد) في الدائرة العسكرية الوسطى (شطر البلاد الأوروبي) في حالة التأهب القتالي الكاملة.

أضافت الوزارة أن مجموعة رجال المظلات هذه سيتم نقلها بوساطة طائرات (إيل 7) وإنزالها في ميادين تدريب عسكرية في مقاطعة أستراخان في جنوب البلاد، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يندرج في إطار عملية اختبار جاهزية القوات المسلحة المرابطة في الدائرة المذكورة.

وأوضحت الوزارة أن أطقم الطائرات والمروحيات تستعد لتنفيذ المهمات المطروحة في سياق التدريبات المفاجئة، فيما تم إرسال الفرق المتقدمة من وحدات المهندسين والخبراء الفنيين إلى مطارات معينة، بغية تجهيزها لاستقبال الطائرات.

أمر بوتين
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أمر يوم الاثنين الماضي بإجراء اختبار مفاجئ لجاهزية قوات المنطقة العسكرية الوسطى. وتشمل فعاليات الاختبار قرابة 95 ألف عسكري، إضافة إلى ما يربو على 7 آلاف قطعة سلاح وآلية قتالة ونحو 170 طائرة.

تجدر الإشارة إلى أن القوات الجوية والفضائية صنف جديد من القوات في الجيش الروسي تم تشكيله في آب (أغسطس) الماضي وفق مرسوم رئاسي. وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو آنذاك أن هذه الخطوة تعتبر خيارًا أمثل بالنسبة إلى عملية تطوير منظومة الدفاع الجوي والفضائي في روسيا، ويضم هذا الصنف الجديد من القوات سلاح الجو، وسلاح الدفاع الجوي والدرع الصاروخية، والسلاح الفضائي.

أسطول قزوين
في هذا السياق، شملت فعاليات الاختبار المفاجئ أيضًا قوات أسطول قزوين الروسي، إذ أبحرت السفن الحربية التابعة له في إطار مجموعات تكتيكية من الموانئ التي ترسو فيها في أستراخان ومحج قلعة، إلى المناطق المحددة لانتشارها في عرض البحر.

وتتعلق التدريبات التي تنخرط فيها السفن، بمهارات المناورة، وتنظيم الدفاع الجوي والمضاد للألغام، والمهارات الضرورية لتنفيذ عمليات الإنقاذ والتزويد المادي في مياه بحر قزوين. ويأتي الاختبار المفاجئ للجاهزية قبيل انطلاق التدريبات الاستراتيجية "الوسط-2015" التي تجري الجزء الأكبر من فعاليتها في أراضي المنطقة العسكرية الوسطى.

يشار إلى أن هذه التدريبات هي ثاني اختبار لجاهزية قوات المنطقة العسكرية الوسطى هذا العام، وكانت هذه القوات مشمولة بالاختبار المفاجئ لجاهزية الجيش الذي أمر به الرئيس في أيار (مايو) الماضي. لكن الاختبار الراهن، حسب المصادر الروسية، يعد أوسع نطاقًا بكثير، علمًا بأن التدريبات المكثفة في أيار (مايو) الماضي شملت 12 ألف جندي فقط، إضافة إلى قرابة 250 طائرة ومروحية، وكذلك نحو 700 وحدة من مختلف أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية.

كما جرى اختبار واسع النطاق للجاهزية القتالية للقوات الروسية بأوامر الرئيس بوتين في الفترة ما بين 16 – 21 آذار (مارس) الماضي، وشمل كلًا من الأسطول الشمالي الروسي وقوات الإنزال الجوي والطيران البعيد المدى، وطائرات النقل العسكري.

شارك في هذه التدريبات نحو 80 ألف جندي، إضافة إلى آلاف المعدات القتالية البرية، وعشرات من السفن العسكرية الطافية، والغواصات والطائرات والمروحيات.

لا تهديد لأحد
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية على لسان رئيس مديرية التعاون العسكري الدولي سيرغي كوشيليف، أن الاختبار المفاجئ الجديد لجاهزية القوات المرابطة في وسط روسيا، لا يهدد أية دولة من دول العالم.

وذكر المسؤول في تصريحات له الاثنين بأن مثل هذه الاختبارات جرت في السابق، وستجري في المستقبل أيضًا. بدوره، قال الفريق أول أندريه كارتوبولوف رئيس المديرية العملياتية العامة في هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الروسية إن التدريبات المكثفة للقوات المسلحة الروسية ليست مرتبطة على الإطلاق بالتطورات الأخيرة في الأوضاع العسكرية والسياسية في العالم ومنطقة آسيا الوسطى، بل تأتي في سياق الاستعدادات لتدريبات "الوسط-2015"، وهي من التدريبات السنوية الرئيسة للجيش الروسي.

&