عرضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل صفقة على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، تقترح فيها تخليه عن معارضة مشروعها تشكيل جيش أوروبي موحد مقابل دعمها له خلال إعادة التفاوض بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، كما كشف مصدر ألماني مطلع.

عبدالاله مجيد: طلبت ميركل في مقترحها، بحسب المصدر، من بريطانيا ألا تتدخل عندما تطرح مشروعها الطموح لدمج القوات المسلحة الأوروبية في جيش موحد.
ويأتي المقترح في وقت أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن بريطانيا ستحصل على اتفاق يرضيها إذا أعطت الضوء الأخضر لاستحداث طائفة من المؤسسات ذات السلطات الواسعة في الاتحاد الأوروبي.&

معادلة صعبة
وقال المصدر في برلين إن موافقة بريطانيا على ألا تعرقل مشاريع ميركل الدفاعية "خدمة" ستطلبها ميركل من كاميرون حين يبدأ بحشد التأييد لإعادة التفاوض حول شروط بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المصدر "أن من يريد خدمة عليه أن يقدم خدمة في المقابل". أضاف المصدر إنه "إذا كان كاميرون يريد أوروبا مرنة، فعليه أن يترك الدول الأعضاء الأخرى تواصل اندماجها".

ويحذر خبراء من أن بريطانيا ليست ملزَمة بالمشاركة في تعميق الاندماج بين دول الاتحاد الأوروبي، ولكن تشكيل جيش أوروبي موحد يمكن أن يهمّش بريطانيا في حلف الأطلسي، ويدفع الولايات المتحدة إلى وضع علاقتها الخاصة مع بريطانيا في مرتبة أدنى من علاقاتها مع باريس وبرلين. وعلى كاميرون أن يقرر ما إذا كان تراجع أهمية بريطانيا الاستراتيجية ثمنًا يستحق دفعه مقابل إعادة التفاوض بشأن العضوية في الاتحاد الأوروبي.

وقالت صحيفة الديلي تلغراف إنها إطلعت على وثيقة أعدّها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل، تتضمن خطة ذات عشر نقاط، للتعاون العسكري في أوروبا. وتعكس الخطة تفكير المستشارة الألمانية، بما في ذلك تشكيل قيادة عسكرية دائمة لقوات الاتحاد الأوروبي، وسياسة تسليح موحدة واعتماد عقيدة عسكرية مشتركة.&

ردعي وتقشفي
جاء في الوثيقة إنه من "الملحّ" دمج القوات المسلحة الأوروبية "في مواجهة أزمات متعددة الأوجه". وتدعو الخطة إلى زيادة التعاون والتنسيق بين الجيوش الوطنية لدول الاتحاد الأوروبي وصولًا إلى "جيش أوروبي يخضع للرقابة البرلمانية".&

وقالت نائبة رئيس المجلس الأطلنطي للأبحاث فرانسيس بارويل إن الولايات المتحدة ترحّب بالاندماج للحدّ من الهدر في الإنفاق الأوروبي على الدفاع. وأشارت إلى أن العلاقة الخاصة التي تربط الولايات المتحدة ببريطانيا يمكن أن تتراجع لمصلحة التعاون مع الجيش الفرنسي "النشيط جدًا" إذا رفضت لندن المساهمة في المشروع. وأضافت بارويل "أن القيادات الطبيعية ستكون فرنسا وألمانيا، وسيتعيّن علينا أن نمضي الكثير من الوقت معهما" في هذه الحالة.

وتدعم ميركل تحرك رئيس المفوضية الأوروبية لتشكيل جيش أوروبي موحد. وكان مثل هذا الجيش هدف دعاة الوحدة الأوروبية منذ ستين عامًا، ولكن بريطانيا وقفت عقبة في طريق المشروع. وتعهد كاميرون في البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين هذا العام بمعارضة أي "أفكار مثل تشكيل جيش أوروبي"، وانتقد المشروع مرات عديدة خلال توليه رئاسة الحكومة.
&