أسامة مهدي: أبلغ العراق الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ان استمرار التوغل العسكري التركي في أراضية بات أمرًا لا يحتمل ودعاها الى دعم موقفه الداعي الى انهاء هذا التوغل.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده في بغداد اليوم وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري مع كل من السفير الأميركي ستيوارت جونز والسفير الفرنسيّ مارك بارتيني ونائبة السفير البريطانيّ بيليندا لويس تم خلاله
بحث العلاقات الثنائـيّة بين العراق وكلٍّ من البلدان الثلاثة وسُبُل الارتقاء بها إلى ما يُلبِّي طموح الشعب العراقيِّ والشعوب الصديقة له.

وابلغ الجعفري الدبلوماسيين الثلاثة "أنَّ وُجُود القوات التركـيّة على الأراض العراقـيّة انتهاك فاضح للسيادة وخرق لمبدأ حُسن الجوار"، داعياً إلى ضرورة أن تـُؤدِّي الدول الصديقة وفي مُقدّمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دوراً أكبر في دعم العراق لإنهاء التغلغل التركيِّ.

واضاف الجعفري أنَّ العراق سلك سُبُل الحوار والآلـيّات الدبلوماسيّة إلا أنَّ الجانب التركيَّ لم يُبدِ أيَّ استجابة حتى الآن، مشيراً الى أنَّ بقاء الأتراك على الأراضي العراقيّة انتقل من عدم الارتياح إلى عدم التحمُّل.

وعبَّر عن تطلـُّع العراق لقيام هذه الدول الثلاث بدور أكبر وأقوى في حث تركيا على الإسراع بالانسحاب من الأراضي العراقـيّة كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الاثنين اطلعت على نصه "إيلاف"، مُثمِّناً مواقف الدول كافة التي دعمت العراق في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة.

من جهتهم عبَّر الدبلوماسيون الثلاثة عن موقف بلدانهم الداعم للعراق والرافض للتدخل التركيّ في الأراضي العراقـيّة.

ودخلت قوة تركية إلى اطراف ناحيتي زيلكان وبعشيقة التابعتين لقضاء الموصل في الرابع من الشهر الماضي يبلغ عدد أفرادها بين 800 و900 عسكري لحماية 200 مدرب عسكري في مهمة لتدريب المتطوعين لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الذي احتلها في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 كما تقول تركيا لكن العراق يرفض هذه الذرائع.

وكان العراق شكا تركيا رسميا الى مجلس الامن في الحادي عشر من الشهر الماضي واعتبر تصرفه&انتهاكاً صارخاً لاحكام ومبادئ ميثاق الامم المتحدة وخرقاً لحرمة الاراضي العراقية وسيادة الدولة العراقية وان ذلك تم بدون علم السلطات العراقية وموافقتها.

وطلب العراق من مجلس الامن الدولي تحمل مسؤولياته وفقاً لاحكام ميثاق الامم المتحدة والعمل على حماية العراق وأمنه وسيادته وسلامة ووحدة أراضيه التي انتهكتها القوات التركية وان يأمر تركيا بسحب قواتها فوراً وان يضمن بجميع الوسائل المتاحة الانسحاب الفوري غير المشروط الى الحدود الدولية المعترف بها بين البلدين وعدم تكرار تلك التصرفات الاحادية التي تضر بالعلاقات الدولية والتي تعرض الامن الاقليمي الى مخاطر كبيرة.

ودعا العبادي الخارجية الى مطالبة مجلس الامن بمناقشة الموضوع في جلسة خاصة لمجلس الامن وتوزيع الشكوى كوثيقة رسمية.

وجاء تقديم العراق شكواه لمجلس الامن اثر تأكيد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن من غير الوارد سحب بلاده قواتها من العراق بعدما اتهمتها بغداد بنشر جنود دون موافقتها.

واشار إلى أن القوات التركية موجودة في العراق لتدريب مقاتلي البيشمركة الكردية وليس لأغراض قتالية.

وشدد على أن بلاده لا تنوي سحب قواتها التي تتمركز في العراق كجزء من مهمة تدريبية للمساعدة في محاربة تنظيم "داعش".

وقال إردوغان للصحافيين إن هذه القوات التركية التي تم نشرها في عام 2014 كانت استجابة لطلب من الحكومة العراقية وقتها مؤكدا أن تلك القوات غير قتالية. وشدد بالقول "ان الانسحاب غير وارد في الوقت الراهن".