في الذكرى الخامسة لثورة 2011، لا تزال مصر تواجه خطرًا جهاديًا متناميًا واقتصادًا متداعيًا. فيما تتباين آراء المصريين بين مؤيّد ومعارض لثورة جديدة.
القاهرة: بعد خمس سنوات من اندلاع الثورة التي اطاحت بحسني مبارك، لا تزال مصر تواجه خطرا جهاديا متناميا واقتصاديا متداعيا.وباستثناء جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر، لم تدع اي كيانات أخرى الى المشاركة في تجمعات الاثنين في الذكرى الخامسة لثورة 2011.
وشكلت عقود من انتهاكات الشرطة في عهد مبارك وقودا للثورة التي اندلعت في 2011 وأشعل خلالها المتظاهرون عشرات أقسام الشرطة. خلال الاشهر الفائتة.ومنذ اطاحة الجيش بمرسي في يوليو 2013، اصبح السيسي، القائد السابق للجيش، الرجل القوي في البلاد متمتعا بشعبية كبيرة.وقد حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية في مايو 2014.وحذر السيسي نهاية الشهر الماضي من التظاهرات في ذكرى الثورة، قائلا ان الدول التي "تدمر لا تعود".
وكان ملايين المصريين تظاهروا في ميدان التحرير الذي انطلقت منه الثورة على مبارك مطالبين بـ"العيش (الخبز)، حرية، عدالة اجتماعية".
وسقط مبارك في 11 فبراير، وهو محتجز حاليا في مستشفى عسكري في القاهرة ويحاكم بتهمة قتل متظاهرين.
في محيط ميدان التحرير، اغلقت السلطات خلال الاشهر الاخيرة منطقة مقاهي "البورصة"، وهي مركز رئيسي لتجمع الناشطين. كما اغلقت مركز "تاون هاوس" ومسرح "روابط"، وهو مركز ثقافي يوفر مساحة لفرق هواة لتقديم عروض مسرحية وموسيقية. وتعرضت دار "ميريت" للنشر في المنطقة لمداهمة قبل ساعات من تنظيمها حفل توقيع كتاب عن الفساد.وتواجه السلطات المصرية "حربا ضد الارهاب". ويقول مسؤول في وزارة الداخلية المصرية ان الاجراءات الامنية "لا تهدف للتضييق على الشباب ولا تعاديهم بقدر ما تهدف لمحاولة تفادي الفوضى وتسلل العناصر المخربة".
الاقتصاد مرهق
وبات الاقتصاد مرهقا نتيجة عزوف المستثمرين وانحسار عائدات السياحة، فيما يواجه البلد هجمات مسلحة مستمرة تتبناها مجموعات اسلامية متطرفة بينها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حازم حسني "المصريون في حالة غضب وعدم رضى اقتصاديا. ظروفهم المعيشية تسوء كل يوم عن اليوم الذي قبله".لكن شرائح واسعة من المصريين ارهقتهم ايضا سنوات الاضطرابات السياسية والامنية.
ويقول أحمد محمد الذي يعمل في المجال الاعلاني "كفاية ثورة. مرت خمس سنوات والثورة اثبتت انها عديمة النفع".
ويضيف محمد، وهو أب لطفلين، "خسرت خسائر فادحة في السنتين الاوليين ولا يمكنني تحمل المزيد".
في المقابل، يرى& مدير الشبكة العربية لحقوق الانسان جمال عيد ان "المقدمات والأسباب التي أدت لثورة يناير موجودة والخصومة الآن اكبر مع الدولة"، مشيرا الى ان "حالة حقوق الانسان الآن هي الاسوأ في تاريخ مصر، اسوأ من عهد الإخوان والمجلس العسكري ومبارك".
ويقول حازم حسني "ان استمرار سوء الاوضاع الاقتصادية وغياب أفق للمستقبل يمكن ان يجعل الأوضاع تنفجر في أي لحظة".
&
التعليقات