من المتوقع أن تكون معركة تحرير مدينة الموصل من براثن "داعش"، ذات تداعيات سياسية واستراتيجية هامة، ليس لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورجالاته فحسب، بل وللرئيس اوباما وادارته أيضا، وهو الذي يريد ان يقدم نصراً عسكرياً للاميركيين في الأيام الأخيرة من رئاسته.


لندن: عندما تبدأ معركة الموصل خلال الأيام القليلة المقبلة ستتاح للعراقيين فرصة غلق فصل مأساوي بدأ قبل أكثر من عامين حين أدى ضعف حكامهم وعدم كفاءتهم الى سقوط ثاني اكبر مدن العراق بيد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

ولكن معركة الموصل ستكون اختباراً لاستراتيجية الرئيس الاميركي باراك اوباما وادارته ضد داعش ايضاً. &

ومن المتوقع ان تكون معركة الموصل التي ما زال فيها مليون شخص على الأقل معركة معقدة بسبب الدفاعات القوية التي بناها داعش.

وقالت الباحثة في معهد دراسة السلام جيسيكا لويس مافايت ان داعش سيقاتل في الموصل بضراوة اشد من أي مكان آخر "لأنها جوهرة في تاج" خلافته.

وستكون معركة الموصل ذات تداعيات سياسية واستراتيجية ليس لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يبحث عن مكسب يعزز موقعه فحسب بل وللرئيس اوباما الذي يريد ان يقدم نصراً عسكرياً للاميركيين في الأيام الأخيرة من رئاسته. &

وتراهن ادارة اوباما على ان الانتصار في معركة الموصل سيبين صواب قرارها ترك المدينة تحت سيطرة داعش بدلا من التحرك في وقت مبكر لضربه أو قيام الجيش الاميركي بدور قتالي فيما يكثف المستشارون العسكريون الأجانب جهودهم لتدريب القوات العراقية.

واتخذت القوات العراقية وقوات التحالف مواقعها في نقاط انطلاق حول الموصل بينها مخمور جنوب شرق المدينة والقيارة، بوجود مستشارين اميركيين وآخرين من دول التحالف سيرافقون هذه القوات حين تتقدم نحو خطوط داعش.&

ولتكوين فكرة عن حجم الدور الاميركي الذي يراهن اوباما عليه لتأكيد صواب سياسته قبل ان يغادر البيت الأبيض فان وزارة الدفاع زادت عدد القوات الاميركية في العراق الى أكثر من 5000 جندي.

ومن المهمات الأساسية مساعدة العراقيين في تنسيق حركة قوة عسكرية كبيرة ومتعددة الولاءات بينها نحو 12 لواء من الجيش العراقي ومقاتلون من ابناء العشائر السنية المحلية ووحدات من قوات البشمركة الكردية وميليشيات شيعية مدعومة من ايران.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في البنتاغون طلب عدم كشف اسمه "ان الاستراتيجية الاميركية في الاعتماد على القوات المحلية والعمل معها والتحرك من خلالها ستتكلل في الموصل ، والمؤمل في الرقة بعد فترة ليست طويلة".&

وسيعمل عسكريون اميركيون آخرون مستشارين في وحدات عراقية ميدانية.

ويستطيع المستشارون الاميركيون ان يرافقو القوات العراقية على مستوى الكتيبة الأمر الذي يجعلهم قريبين من المشاركة الفعلية في القتال. &

وقال مسؤول في الادارة "ان عمل المستشارين على هذا المستوى محفوف بالمخاطر ولكنه قرار نعتقد ان من شأنه ان يوفر تنسيقاً أشد فاعلية".

كما سيرافق المستشارون الاميركيون جهاز مكافحة الارهاب العراقي الذي من المتوقع ان يكون رأس الحربة في معركة الموصل. &

واشار مسؤولون اميركيون وعراقيون الى ان الميليشيات الشيعية ستبقى خارج المدينة. &

وقال الزميل في المجلس الأطلنطي الباحث رمزي مارديني ان الجيش العراقي سيعتمد بصورة متزايدة على الغطاء الجوي لطائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة كما حدث في معركة استعادة مدينة الرمادي. واضاف "ان النتيجة كانت تدمير المدينة". &&

ولعل الاختبار الأكبر لاستراتيجة اوباما سيأتي بعد المعركة.

يقول مسؤولون اميركيون ان قوة تعدادها 45 الف شرطي من ابناء المنطقة والعشائر المحلية ستؤمن المدينة ولكن خططاً واضحة لادارة المدينة متعددة الأديان والاثنيات تاريخياً لم تظهر حتى الآن.

يضاف الى ذلك ان قادة الموصل الجدد سيتعين عليهم ان يواجهوا احتمال هجمات تنفذها فلول داعش وتجدد النزاعات المحلية. &

وحذرت الباحثة في معهد دراسة السلام جيسيكا مافايت من ان استعادة الموصل ستكون انتصاراً مهماً لكنه جزئي ضد داعش الذي قد يحاول الانكفاء الى مناطق اخرى من محافظة نينوى أو عبر الحدود الى سوريا. &

ويتحسب المسؤولون العسكريون لمحاولة مقاتلي داعش المنسحبين ان يفروا غرباً باتجاه الرقة ربما باستخدام المدنيين دروعاً بشرية قبل خوض المعركة الأخيرة داخل الأراضي السورية.

اعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة واشنطن بوست على الرابط التالي.