بدأ وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر اليوم زيارة رسمية الى العراق حيث سيكون موضوع تحرير الموصل ومناقشة احتياجات العراق العسكرية في الحرب ضد تنظيم داعش، ومن بينها ارسال مزيد من القوات الاميركية الى العراق، على رأس مباحثاته مع قادة البلاد.

وابلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان كارتر سيبحث في وقت لاحق اليوم مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الحكومة حيدر العبادي اضافة الى وزير الدفاع خالد العبيدي تطورات الحرب التي يخوضها العراق ضد تنظيم داعش والتقدم الذي حققته قواته مؤخرًا في طرد التنظيم من مناطق مهمة في غرب العراق، وخاصة الرمادي عاصمة محافظة الانبار ومدينة هيت، احدى اكبر مدن المحافظة الخميس الماضي. 

كما ستتناول مباحثات كارتر دعم التحالف الدولي للعراق في مواجهة الارهاب والعقبات التي تواجهها القوات العراقية في تحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية التي يحتلها تنظيم داعش منذ حزيران (يونيو) عام 2014، والتي بدأت الصفحة الاولى لتحريرها اواخر الشهر الماضي، لكنها توقفت بعد ايام من بدئها إثر تعثر القوات في مهمتها نتيجة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم بالآلاف في طريق تقدمها، حيث يعتبر التنظيم الموصل عاصمته للدولة الاسلامية ويستقتل في الدفاع عنها لما تشكله له من رمزية ايضًا.

وتأتي زيارة كارتر الى العراق ضمن جولة خليجية، في وقت تتكثف الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش، حيث يسعى المسؤولون الاميركيون للحصول خصوصًا على مساهمة اكبر من قادة الخليج لدعم العراق واعادة اعمار مدنه التي هدمتها الحرب ضد داعش.

وكان كارتر اعلن هذا الاسبوع خلال زيارة للهند والفيليبين أن "نجاح الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية يتوقف ايضًا على التقدم الاقتصادي والسياسي في العراق". وشدد على وجوب "الاستمرار في دعم" رئيس الوزراء حيدر العبادي في الجهود التي يبذلها لبناء عراق "لامركزي" و"متعدد الطوائف"، مضيفاً "هذا هو التحدي في العراق".

كما سيجري كارتر مباحثات مع المستشارين العسكريين الاميركيين في العراق لمناقشة الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، حيث باشرت الادارة الاميركية منذ الخريف "تسريع" الجهود العسكرية ضد التنظيم الارهابي داعية حلفاءها الى زيادة مساهمتهم في الحملة.

مباحثات كارتر في بغداد مع استعداد الولايات المتحدة لاعلان زيادة جديدة في قواتها في العراق، بعد أن نشرت في هذا البلد مطلع العام وحدة من القوات الخاصة لتنفيذ عمليات برية تهدف الى اعتقال قادة في تنظيم الدولة الاسلامية أو تصفيتهم.

وتنشر الولايات المتحدة رسميًا حوالي 3900 عسكري في العراق يقوم معظمهم بتدريب ودعم القوات العراقية.

واشار كارتر، خلال مؤتمر صحافي في قاعدة الظفرة في ابو ظبي امس، الى أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز القدرات العسكرية لدول الخليج، وانها مستعدة للمساعدة في مجال الدفاع الالكتروني والصاروخي أو العمليات الخاصة. 

وكان آشتون كارتر زار أمس الأحد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحث تسريع الحملة ضد تنظيم داعش مع الشركاء الإقليميين والحلفاء الآخرين، وذلك تمهيدًا لقمة الرئيس الأميركي باراك أوباما المرتقبة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلاً من المملكة العربية السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان وقطر.