فيما شهدت مدينة أربيل العراقية مباحثات عراقية اميركية كردية حول متطلبات التعاون والتنسيق لتحرير مدينة الموصل من قبضة داعش، كشفت مفوضية اللاجئين عن وجود آلاف الاشخاص لا يزالون في مدينة الفلوجة.

إيلاف من بغداد: تناولت المباحثات العراقية الاميركية الكردية، التي شارك فيها وفد عراقي برئاسة مستشار الامن الوطني فالح الفياض، وآخر اميركي برئاسة موفد الرئيس اوباما في التحالف ضد تنظيم داعش بريت مكغورك، والسفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز، والقنصل الأميركي في أربيل ميتيوس ميتمان، وثالث كردي برئاسة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، المشاكل القائمة بين بغداد وأربيل، خاصة المتعلقة بالنفط والاقتصاد وسبل حلها وخطة تحرير مدينة الموصل من تنظيم &داعش الذي يحتلها منذ يونيو عام 2014، اضافة الى عدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين العراقيين والأميركيين.

وتحدث في الاجتماع فالح الفياض داعيًا بارزاني الى تعميق الثقة والتنسيق والعمل المشترك بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية. واكد ان "إقليم كردستان وقوات البيشمركة شركاء حقيقيون للعراق وهما متحالفان في تحرير الموصل".. مشددًا على "التزام الحكومة العراقية الأمنية والعسكرية بين الجانبين في حرب تحرير الموصل".

ومن جانبه، اشار مكغورك الى "أهمية التنسيق والتعاون بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان وإزالة العقبات وسوء التفاهم بينهما".. مؤكدًا "استمرار دعم الولايات المتحدة الأميركية لقوات البيشمركة والقوات العراقية في الحرب ضد إرهابيي داعش"، كما قال بيان صحافي لرئاسة الاقليم الليلة الماضية، واطلعت على نصه "إيلاف".

اما بارزاني فقد اكد أن "داعش عدو لجميع الأطراف".. مهنئًا القوات العراقية بالانتصارات التي حققتها في الفلوجة .. مضيفًا أن "أولوية الإقليم هي الحرب ضد داعش". مشددًا على "ضرورة التنسيق بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة بهدف معالجة المشاكل ودحر الإرهابيين". واكد أن العمل المشترك يتطلب فهم الاطراف لموارد القلق التي يشعر بها كل طرف، وان سلوك النهج الخاطئ في التعامل مع الاحداث يتسبب بتعميق المشكلات.

وشهد الاجتماع التأكيد على ضرورة وجود خطة مشتركة سياسية وامنية وعسكرية لتحرير الموصل ومرحلة ما بعد تحريرها، كما تناول مناقشة المشكلات بين اربيل وبغداد بشأن النفط والاقتصاد.

يذكر أن بغداد وأربيل منشغلتان في خلاف عميق هذه الأيام حول مرحلة ما بعد تحرير نينوى وعاصمتها الموصل الحدودية دولياً مع تركيا وسوريا ومحلياً مع اقليم كردستان العراق ومحافظات كركوك وصلاح الدين والأنبار. &

ويطرح الأكراد شروطاً في مقابل مشاركتهم في عملية تحرير الموصل وبقية مدن محافظة نينوى مثل القيارة والبعاج والجزيرة وأجزاء من ربيعة، فضلاً عن بلدات محاور كوير ومخمور وسهل نينوى. وتقضي هذه الشروط تقسيم محافظة نينوى الحالية إلى 3 محافظات منفصلة مقابل مشاركة الاكراد في عملية تحرير نينوى من&&خلال تحويل قضاء سنجار إلى محافظة تابعة لإقليم كردستان وتحويل المناطق المسيحية والتركمانية في سهل نينوى لمحافظة، ويترك للسكان في هذه المحافظة تحديد مصيرها سواء بالانضمام إلى إقليم كردستان أو البقاء مع الحكومة الاتحادية.

ويأتي الاجتماع العراقي الاميركي الكردي هذا، في وقت اعلن سعد الحديثي المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس أن طلائع القوات العراقية بدأت بالتقدم في جنوب الموصل إيذانًا ببدء المعركة الكبرى لاستعادة المدينة الواقعة شمال البلاد من قبضة تنظيم داعش. & &&

وفور إعلان استعادة الفلوجة، فتحت القوات العراقية جبهة ثانية جنوب الموصل في إطار الاستعدادات الجارية لش هجوم كبير لاستعادتها الموصل، حيث بدأت عملية محور شمال محافظة صلاح الدين &العسكرية والتي تهدف إلى استعادة مناطق شمال المحافظة وجنوب محافظة نينوى من قبضة التنظيم،&بمشاركة الحشد العشائري السني وجهاز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الدفاع وقيادة عمليات صلاح الدين ونينوى التابعة للجيش العراقي.

وضمن هذه العملية بدأت القوات العراقية بالزحف نحو مناطق محيطة ببلدة بيجي في شمال محافظة صلاح الدين التي تشكل الحدود الجنوبية لمحافظة نينوى، وكانت هذه القوات قد استعادت هذه البلدة التي تضم أكبر مصافي تكرير النفط في العراق في أكتوبر الماضي، لكنّ مسلحي داعش مازالوا ينشطون في المناطق المحيطة بالبلدة.

وستمهد استعادة تلك المناطق إلى فتح جبهة مع داعش إلى الجنوب والجنوب الغربي من مدينة الموصل &إلى جانب الجبهة التي فتحتها القوات العراقية منذ أسابيع في قضاء مخمور جنوب شرق الموصل، في حين ينتشر مقاتلو قوات البيشمركة الكردية في الشمال والشمال الشرقي من الموصل.
&
آلاف المدنيين في الفلوجة &

كشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن وجود آلاف الاشخاص مازالوا في مدينة الفلوجة مؤكدة انها وشركاءها مستمرون بمضاعفة جهود الاستجابة الطارئة لمواجهة احتياجات الآلاف من العائلات الفارّة من المدينة، والتي كانت تحت سيطرة متطرفي تنظيم داعش على مدى السنتين ونصف السنة الماضية.

واضافت المفوضية انها قامت وشركاؤها بتوفير الخيم وأماكن الإيواء ومواد الإغاثة الطارئة للأسر في عامرية الفلوجة والخالدية والمدينة السياحية في الحبانية، فيما تم خلال الأيام القليلة الماضية نصب مئات أخرى من الخيم في مخيمات أُنشِئَت حديثًا من أجل المساعدة في التخفيف من الاكتظاظ الذي تواجهه الأسر، كما قالت في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم.

وقدرت المفوضية ما يقارب 14 ألف أسرة (نحو 84 ألف شخص) قد تكون غادرت الفلوجة والمناطق المحيطة بها منذ بدء الهجوم العسكري للقوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المدينة في 23 من الشهر الماضي، فيما قدرت فرار عشرة آلاف عائلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية .

وعلى الصعيد نفسه، اكد ممثل المفوضية في العراق برونو جيدو أن المفوضية وشركاءها يعملون على مدار الساعة لتقديم المساعدة للأسر التي تمكنت من الهروب من الفلوجة بالملابس التي ترتديها فقط.&

واوضح انه في حالات كثيرة تعين على أُسرتين أو ثلاث أُسر مشاركة الخيمة إذ ليس هناك مكان كافٍ للسكن حيث يضطر العديد من الوافدين الجدد إلى النوم في العراء دون توفر المرافق الصحية.&

وقال إن وكالات الأمم المتحدة "تسعى جاهدةً للاستجابة لهذا الوضع الذي يتطور بسرعة - ونحن نستعد لموجة نزوح كبيرة أخرى في الأيام القليلة المقبلة إذ تشير تقديراتنا إلى أن آلاف الأشخاص الآخرين لايزالون عالقين في الفلوجة". واشار الى قيام المفوضية وشركائها ببناء ثلاثة مخيمات جديدة في الخالدية والمدينة السياحية في الحبانية وتوسعتين جديدتين للمخيمات في المدينة السياحية في الحبانية خلال الأيام القليلة المقبلة لتوفير المأوى للأسر النازحة ومعالجة الاكتظاظ الشديد وهذه المرافق هي بالإضافة إلى ستة مخيمات جديدة تم الانتهاء من إنشائها في عامرية الفلوجة منذ بداية الأزمة، وهي تتسع لـ 1380 وحدة مأوى أُسَرية.

وتواجه مخيمات تديرها الحكومة العراقية صعوبات بالغة في إيواء الفارين من الفلوجة، بينما يخوض الجيش معارك ضد تنظيم داعش حاليًا في الضواحي الشمالية من المدينة. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي النصر على التنظيم الجمعة الماضي، لكن إطلاق النار والتفجيرات الانتحارية وهجمات المورتر لم تتوقف.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 82 ألف شخص نزحوا من الفلوجة التي تقع على مسافة ساعة بالسيارة من غرب بغداد ورجحت أن 25 ألفًا آخرين في طريقهم للخروج. غير أن المخيمات اكتظت بالفارين الذين قطعوا عدة كيلومترات واجهوا فيها قناصة داعش وحقول ألغامها في درجات حرارة مرتفعة لكنهم لم يعثروا حتى على مساحة من الظل. وقالت ليز جراندي منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق "ركض الناس وساروا لأيام. غادروا الفلوجة ولم يكن معهم شيء... لا شيء لديهم ويحتاجون كل شيء."

وفاجأ النزوح الحكومة والمنظمات الإنسانية ويرجح أن يتضاعف عدد النازحين عدة مرات، إذا انتقل هجوم القوات العراقية إلى الموصل معقل داعش في شمال العراق . وأمر العبادي امس باتخاذ تدابير لمساعدة الفارين وستقام قريبًا عشرة مخيمات جديدة لكن الحكومة لا تعرف حتى عدد النازحين، وأكثرهم يعيشون في العراء أو محشورون في خيمة تكتظ بعدد من العائلات.

وتجد الحكومة العراقية التي تعاني مشاكل في السيولة صعوبة في توفير الاحتياجات الأساسية لأكثر من 3.6 ملايين شخص شردهم القتال في عموم البلاد وناشدت السلطات المجتمع الدولي بتوفير تمويل وتعتمد على شبكات دينية محلية للحصول على الدعم.
&

&
&