نالت مارغريت ثاتشر لقب أسوأ رئيس وزراء حكم بريطانيا خلال المئة سنة الماضية، متقدمة على ديفيد كاميرون بفارق ضئيل، كما أظهر استفتاء أُجري في صفوف الكتاب التاريخيين. &
إيلاف من لندن: استفتت جمعية الكتاب التاريخيين البريطانية أعضاءها لإبداء رأيهم في رؤساء الوزراء التسعة عشر الذين قادوا بريطانيا منذ عام 1916 بمناسبة مهرجان "تاريخ هاروغيت" الذي سيُقام خلال الأيام القليلة المقبلة، وبمناسبة مرور 100 يوم على تولي تيريزا ماي رئاسة الحكومة التي ستحل في 22 أكتوبر. &
دمار مجتمعي
فكانت ثاتشر، التي توفيت عام 2013 أسوأهم، برأي 24 في المئة من الأعضاء، يليها كاميرون (22 في المئة)، ثم نيفل تشامبرلين (17 في المئة). &
ركز الكتّاب على موقف ثاتشر من المجتمع بوصفه المشكلة الرئيسة في عهدها. وقالت الكاتبة التاريخية إيما داروين إن ثاتشر "دمّرت الكثير من الأشياء الصالحة في المجتمع، وأوجدت الكثير من الأشياء الطالحة، ثم تركت فراغًا اجتماعيًا وأخلاقيًا، تمكن فيه الأثرياء بأنانية والمحظوطون بشكل يفوق الخيال من تدمير المزيد مما لا يحتاجونه بسهولة، ولا يستطيعون أن يروا أن آخرين يحتاجونه". &
ونقلت صحيفة الغارديان عن الروائية التاريخية كاثرين هوكين قولها: "إن ثاتشر لعنت فكرة المجتمع، بمعنى الجماعة التي تهتم بكل أفرادها، وتقبل بالافتراض القائل إن أشخاصًا يحتاجون الدعم، ويجب ألا يوصموا بسبب هذه الحاجة". أضافت "إن ثاتشر شجّعت على أسوأ التصرفات في كل نواحي المجتمع، وما زلنا نجني حصادها المسموم". &
هدم بنّاء
لكن بادي آشداون، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار السابق، اعترض على هذا الرأي، وقال "أنا اختلفتُ مع ثاتشر، وحاربتها بلا هوادة، ولكنني كنتُ أعتقد أنها هدّامة كبيرة وضرورية. لأن بعض الهياكل التي هدمتها كان يجب تهديمها، لكونها لم تكن بناءة".
وقالت الرئيسة السابقة لجمعية الكتاب التاريخيين أماندا سكوت إنها صوّتت بأن ثاتشر هي الأسوأ بسبب "الليبرالية الجديدة وتفكيك الصناعة البريطانية وإيديولوجيا السوق الحرة وضريبة الأفراد وبيع مساكن المجالس المحلية وعدم التحرك في المراحل الأولى لارتفاع حرارة الأرض".
ورأت الكاتبة المتخصصة في الجرائم التاريخية دي. إي. ميرديث إن ثاتشر "أوجدت عدم شفقة مروعًا في قلب السياسة البريطانية ما زلنا نعيش معه اليوم"، مشيرة إلى قول ثاتشر "ليس هناك شيء اسمه مجتمع". &
أما توني بلير فجاء في المركز الرابع بحصوله على 11 في المئة من أصوات الأعضاء في جمعية الكتاب التاريخيين، يليه غوردن براون، وإدوارد هيث، بنسبة 8 في المئة. وحصل أنتوني أيدن وهربرت هنري إسكويث وأندرو بونار لو جميعهم على 2 في المئة من الأصوات. &
كاميرون الأخطر
وبحسب آشداون، فإن كاميرون "كان من أخطر رؤساء الوزراء"، الذي عرفتهم بريطانيا، لأنه لم يفكر في تداعيات قراره بإجراء الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. &
اتفق معه الكاتب توم هاربر، رئيس برنامج مهرجان تاريخ هاروغيت، الذي يقام من 20 إلى 23 أكتوبر، قائلًا إن كاميرون "بمفرده أوقع بريطانيا في أكبر أزمة منذ 75 عامًا". أضاف "إن نيفل تشامبرلين كان عليه أن يواجه هتلر، وأيدن كان عليه أن ينازل عبد الناصر، ولكن كاميرون لم يتمكن حتى من هزم نايجل فاراج"، في إشارة إلى زعيم حزب الاستقلال البريطاني المعادي للاتحاد الأوروبي والهجرة.&
أضاف الروائي أنغوس دونالد إن كاميرون "قامر بازدهار البلد في المستقبل، وخسر، ثم هرب من ساحة المعركة، تاركًا لنا نحن البقية أن ندفع الثمن". &
أعدت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن صحيفة الغارديان&
تجدون المادة الأصلية على الرابط أدناه:
https://www.theguardian.com/books/2016/oct/18/margaret-thatcher-snatches-win-from-david-cameron-in-vote-on-centurys-worst-pm
&
التعليقات