إيلاف من القاهرة: توفيت الطفلة ماجي مؤمن، 10 سنوات، متأثرة باصابتها في حادث تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة الأسبوع الماضي، وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 27 شخصًا.
وأصيبت الطفلة ماجي التلميذة بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة كلية رمسيس للبنات بالقاهرة، بجراح بالغة الخطورة في الرأس والرئتين، وكانت ترقد في غيبوبة كاملة في مستشفى الجلاء العسكري، منذ يوم 11 ديسمبر الجاري، إلى أن لفظت صباح اليوم.
وكانت سيدة تدعى أوديت صالح ميخائيل، 70 عامًا، توفيت يوم الجمعة الماضي، متأثرة بإصابتها أيضًا، لاسيما أنها كانت تعاني من تهتك في الرئة والأمعاء.
وقالت وزارة الصحة إن إجمالي عدد المصابين المحتجزين بالمستشفيات في حادث الكنيسة البطرسية &23 مصابًا، 3 منهم حالتهم الصحية خطيرة والباقي حالتهم مستقرة.
وأوضحت أن هناك 11 مصابًا بمستشفى الجلاء العسكري، 2 منهم أطفال وحالتهم خطيرة، و8 بمستشفى الدمرداش، منهم حالة واحدة خطيرة، و3 حالات بمستشفى دار الشفا، وحالة واحدة بمستشفى المعادي العسكري.
وعلمت "إيلاف" أن وزارة الداخلية المصرية بدأت وضع مراجعة خططها بشأن تأمين الكنائس، وقال مصدر أمني، إن تفجير الكنيسة البطرسية يفرض على الجميع مراجعة الأداء خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية تراجع خططها باستمرار، ولاسيما في حالة وقوع أي حادث، حتى ولو بسيطاً.
وأوضح أن وزارة الداخلية المصرية وضعت خططًا جديدة لتأمين الكنائس بعد الحادث، وتزامنًا مع اقتراب أعياد الميلاد، منوهًا بأن عمليات تأمين الكنائس على مستوى الجمهورية كانت تجري حسب أهمية وموقع الكنيسة، أو تلقي القائمين عليها أية تهديدات.
ولفت إلى أن مقر الكاتدرائية في القاهرة هو الأعلى في درجات التأمين، بالإضافة إلى مقر الكاتدرائية المرقسية في الاسكندرية، مضيفًا أن الكنيسة المعلقة في مصر القديمة وكنيسة قصر الدوبارة وكنائس الصعيد ومقر الكنيسة في حلوان من أهم الكنائس التي تحظى بدرجات عالية من التأمين.&
ونبّه إلى أن باقي الكنائس تحظى بدرجات تأمين أقل، لكن خدمات التأمين عليها جميعًا على مدار 24 ساعة، وترفع درجة التأمين في حالات الطوارئ مثل الجنازات أو مراسم الزواج أو إقامة صلوات خاصة وفي أعياد الميلاد وسائر المناسبات المسيحية.
وكشف أن الخطة الجديدة تعتمد على ضرورة توفير أنظمة مراقبة وتأمين إلكترونية لكافة مداخل ومخارج الكنائس، بالإضافة إلى العنصر البشري.
وقال إن تفجير الكنيسة البطرسية لم يحدث نتيجة تقصير أمني، مشيرًا إلى أن عمليات تأمين كافة المنشآت بعناصر بشرية كثيرة أمر يفوق قدرة وزارة الداخلية، لذلك ستتم الاستعانة بأنظمة تأمين إلكترونية، كما أنه سيتم تقييم تجربة شركات التأمين الخاصة في العمل بالجامعات والمطارات، وبحث إمكانية الاستعانة بها في مجالات أخرى.
وفي السياق ذاته، قال محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية لمساعـدة الأحداث وحقوق الإنسان، إن كشف أجهزة الأمن غموض وملابسات حادث تفجير الكنيسة البطرسية في وقت قياسي، يؤكد على حرفية الأمن المصري في التعامل مع مثل تلك الجرائم ذات الخطورة العالية على مجتمعنا. وأضاف &في تصريح لـ"إيلاف" أن الإرهاب أصبح مدعـوماً معلوماتياً واستخباراتياً من دول بات عداؤها واضحًا للعيان لرغبتها في إعاقة مسيرة النهوض المصري.
وأشار إلى أن تلك الحادثة تمثل نقلة نوعية في حرب الإرهاب على مصر ومحاولة نقل العمليات الإرهابية إلى قلب العاصمة وتوسيع نطاق المستهدفين ليشمل الجيش والشرطة وكذا المصريين المسيحيين، وهو ما يعبر عن حالة الترصد بكل من وقف وساند ثورة 30 يونيو ودعم الإرادة الشعبية التي أزاحت فصيل الإخوان الإرهابي عن سدة الحكم، على حد قوله.
ولفت إلى أن مصر في تحدٍ كبير ليس فقط مع العداوات الخارجية الداعمة للمتطرفين من جهة &الداخل، ولكن مع عـدد من مروجي ومعتنقي الفكر المتطرف، ومشايخ الفتن الذين باتت فتاواهم غير المسؤولة محركاً قويًا للكراهية تجاه الدولة ومواطنيها لدى بعض الشباب من ضعاف النفوس، مما كان نتيجته أن يقدم شاب (22 عاماً) على ارتداء حزام ناسف ويفجر نفسه، معتقداً إن إزهاق أرواح الأبرياء الآمنين عمل يقرب إلى الله، وهو منهم ومن أفعالهم وأفكارهم براء.
وكان شاب يبلغ من العمر 22 عامًا، ويدعى محمود شفيق مصطفى، فجر نفسه في قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية يوم 11 ديسمبر الجاري، أثناء قداس الأحد، وأسفر الحادث عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 49 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، وارتفع الرقم إلى 27 قتيلاً، بعد وفاة سيدة وطفلة أخريين خلال هذا الأسبوع.
&
التعليقات