بحث مبعوث الرئيس الأميركي أوباما مع العبادي احتياجات العراق التسليحية، والتي قدم له قائمة بها إثر اجتماعه مع لجنة التسليح العراقية، حيث الجهود تتصاعد لمعركة الموصل المنتظرة بالترافق مع إعلان أوباما استعداده لدراسة زيادة الدعم والإسناد العسكري بقوات كوماندوز إلى العراق وسوريا.

لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد مع بريت مكورك مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما العلاقات بين البلدين والحرب على تنظيم داعش والتقدم الذي تحققه القوات العراقية ضد التنظيم في مختلف قواطع العمليات العسكرية اضافة إلى تسليح وتدريب القوات العراقية.

واكد مكورك على دعم بلاده للعراق في حربه ضد الارهاب والتحديات التي يواجهها في مختلف المجالات، مشددًا على دعم سيادة العراق ووحدة اراضيه، كما نقل عنه عقب الاجتماع بيان صحافي للمكتب الاعلامي للعبادي الليلة الماضية، واطلعت على نصه "إيلاف".

وقالت مصادر امنية عراقية إن العبادي قدم لمبعوث أوباما عرضًا تفصيليًا عن احتياجات بلاده التسليحية كانت اتفقت على طبيعتها قبيل الاجتماع لجنة التسليح، التي ترأس اجتماعًا لها العبادي بحضور وزيري الدفاع والداخلية وقيادات مختصة في القوات الامنية العراقية.

وجرى خلال الاجتماع بحث تسليح وتجهيز مستلزمات القوات المسلحة في حربها ضد "الجماعات الارهابية" ومتابعة التوجيهات والتوصيات التي صدرت في الاجتماعات السابقة حول تسليح القوات العراقية.

وتأتي هذه الاجتماعات في وقت تصعد فيه الولايات المتحدة من جهودها لمواجهة تنظيم داعش والاعداد لتحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرته عليها في حزيران (يونيو) عام 2014.

أوباما يدرس إرسال قوات كوماندوز إلى العراق

وأمس، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاغون) توصلوا إلى استنتاج مفاده الحاجة لإرسال المئات من المدربين والمستشارين والقوات الخاصة (الكوماندوز) الأميركية إلى العراق وسوريا خلال الأشهر المقبلة مع تصاعد شدة الحملة العسكرية الرامية لهزيمة داعش.

وأبلغ مسؤولون في الإدارة الأميركية الصحيفة أن أولئك المسؤولين العسكريين أكدوا خلال اجتماع عقد مع مستشاري الأمن الوطني للرئيس الأميركي أن تقدماً كبيراً تحقق في الحرب ضد (داعش) في كل من العراق وسوريا.. معتبرين أن توجيه ضربة قاصمة ودائمة للتنظيم يتطلب إرسال قوات إضافية تعمل على الأرض مع نظيرتها العراقية والكردية في قوات البيشمركة، حيث اعرب أوباما عن استعداده لدراسة إمكانية زيادة الدعم والإسناد في كل من العراق وسوريا.

ولدى الولايات المتحدة ثلاثة آلاف و700 عسكري متواجد في العراق حالياً، وقد يزداد هذا العدد بمرور الزمن ليصل بحسب توقعات أحد المسؤولين لأكثر من أربعة آلاف و500 عسكري. وقال المساعد السابق لوزارة الدفاع الأميركية ديريك تشوليت إنه "كلما كانت طاقتك أكبر كلما تستطيع أن تقدم أكثر".. مضيفاً أن هذه النقطة الحيوية في منح القدرة وزيادتها هي ما سيركز عليه الرئيس أوباما في المواجهة ضد داعش.

وأكدت نيويورك تايمز أن الانتصارات التي أحرزتها القوات العراقية مؤخرًا قد جعلت مسؤولي البنتاغون وبضمنهم وزير الدفاع اشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد أكثر تفاؤلاً بمدى قدرة القوات العراقية وتأثيرها اذا ما تم تدريبها وتسليحها من قبل الأميركيين.

وقال مسؤولون عسكريون كبار بأن جهد الحرب يمكن تركيزه الآن على عزل تنظيم داعش ثم الأراضي المغتصبة في الموصل شمالي العراق.. وعزا المتحدث باسم قوات التحالف في العراق الكولونيل ستيف وارن سبب الحاجة إلى مدربين جدد إلى حاجة الخطوة التالية لمضاعفة قوة الزخم القتالي المطلوب لتحرير الموصل.. مشيرًا إلى الحاجة لتدريب ألوية عسكرية أخرى والمزيد من القوات المدربة على مختلف الصنوف والمهارات المضافة.

وشدد مسؤولون أميركيون مرات عدة على ضرورة زيادة عدد المدربين العسكريين الغربيين في العراق لتسريع تدريب القوات العراقية. ويتوقع أن تدرج هذه المسألة على جدول اعمال اجتماع لوزراء دفاع 26 دولة مشاركة في التحالف في 11 من الشهر الحالي في بروكسل بهدف توزيع الجهود العسكرية الاضافية في الاشهر المقبلة لمحاربة تنظيم داعش.

وأكد وارن أن التحالف ينوي في الوقت الحاضر اطلاق 10 ألوية في هجوم الموصل يضم كلاً منها ما بين 2000 إلى 3000 رجل، وهؤلاء الجنود يجب تدريبهم جميعهم قبل شن معركة الموصل.

وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز القدرات العسكرية للقوات العراقية للقضاء على تنظيم داعش من خلال تسريع صفقات السلاح الموقعة بين بغداد وواشنطن، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية مؤخرًا عن الموافقة على صفقة بيع العراق 16 ألف قنبلة ذكية موجهة بالليزر لطائرات F-16 بقيمة ملياري دولار.
&