يبني تنظيم "داعش" "جيشًا من الفقراء" في ليبيا بتجنيد مقاتلين من البلدان الأفريقية الأشد فقرًا، كما افاد مسؤولون أمنيون ليبيون.

إعداد عبدالاله مجيد: يرفد فرع داعش في ليبيا صفوفه بالمقاتلين الأفارقة الذين يدفع لهم رواتب شهرية تصل إلى 1000 دولار في الشهر بعد تجنيدهم من بلدان مثل تشاد ومالي والسودان، كما أكد المسؤولون الأمنيون الليبيون. وفي بلدان كثير من مواطنيها لا يزيد دخلهم على دولار في اليوم، فإن بضع مئات من الدولارات تعادل دخل سنة كاملة.

وقال المسؤولون الليبيون إنهم يكادون ان يقفوا عاجزين عن وقف مد الوافدين الجدد الذين يصل كثير منهم إلى ليبيا باستخدام طرق التهريب التي يستخدمها المهاجرون الأفارقة المتوجهون إلى أوروبا.

استراتيجية القذافي&
&
وينسخ داعش استراتيجية دكتاتور ليبيا السابق معمر القذافي في تجنيد مرتزقة أفارقة عملوا في صفوف جيشه وشاركوا في محاولة قمع الانتفاضة التي اسقطت نظامه قبل خمس سنوات.

وأشار المسؤولون الليبيون إلى أنّ لدى داعش الآن في خلافته التي أعلنها في مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، عددًا متزايدًا من المقاتلين الأفارقة إلى جانب العراقيين والسوريين الذين يشكلون العمود الفقري لقيادة داعش في ليبيا.

وقال العقيد منصف الولدة منسق غرفة العمليات الأمنية في مصراتة لصحيفة الديلي تلغراف، "إن الهجرة غير الشرعية تشكل تهديدًا لأنها تجلب مقاتلين أجانب وتشجعهم على المجيء والقتال مع داعش".

موطئ قدم في سرت

وأضاف العقيد الولدة "ان غالبية المهاجرين يريدون التوجه إلى أوروبا ولكن بعضهم يريد الارتباط بداعش". ويُقدر أن داعش استطاع منذ إقامة موطئ قدم له في سرت أن يبني جيشًا قوامه ما بين 2000 و3000 مقاتل محولاً ميناء سرت إلى نسخة من معقله في مدينة الرقة السورية.

وقال رئيس الاستخبارات العسكرية في مصراته العقيد اسماعيل شكري لصحيفة الديلي تلغراف، إن غير الليبيين يشكلون نحو 70 في المئة من جيش داعش في سرت. وأضاف أن غالبيتهم تونسيون، والباقي من السودانيين والمصريين ثم من بلدان افريقية جنوب الصحراء الكبرى مثل تشاد ونيجيريا مع قلة من الجزائر والخليج.

ولفت العقيد شكري إلى أنّ في ليبيا حدودًا طويلة ومناطق شاسعة مفتوحة وطرقًا للهجرة غير القانونية، و"لهذه الأسباب جاء داعش إلى ليبيا".

وقال جمال زوبيا رئيس مديرية الاعلام الخارجي في المؤتمر الوطني العام، انه يتردد ان داعش يعرض 1000 دولار مقابل المجيء والقتال في ليبيا، واصفًا ذلك بأنه "كمية كبيرة من المال في مناطق عديدة من افريقيا".

وأكد ليبيون من سكان سرت أن مشهد الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء الكبرى بات مألوفًا بين مقاتلي داعش.

وطالب المسؤولون الليبيون الدول الغربية بتحرك أشد فاعلية لمكافحة مشكلة المهاجرين، التي يقولون إنها من صنع أوروبا نفسها. وحذروا من ان المسألة مسألة وقت فقط، قبل ان ينفذ فرع داعش في ليبيا تهديده بارسال مدسوسين بين المهاجرين عبر البحر المتوسط لارتكاب هجمات على غرار اعتداءات باريس.

وقال العقيدة الولدة انه "حين ينفذ مهاجر جاء عن طريق ليبيا هجومًا إرهابيًا في أوروبا حينذاك سينتبه العالم".