قال علماء إن الصراصير بقدراتها وسماتها المميزة يمكن ان تشكّل مصدر إلهام لتصميم جيل جديد من الروبوتات التي تستطيع ان تزحف بين الأنقاض وتدخل الشقوق للبحث عن ناجين أو جمع معلومات بعد الكوارث.&


عبدالإله مجيد من لندن: اشار باحثون في جامعة باركلي في ولاية كاليفورنيا الى ان لدى الصراصير قدرتين تشتهر بهما وتثير اهتمام العلماء هما سرعة الحركة والدخول عبر شقوق ضيقة للغاية. &

ونظم العلماء ما يمكن تسميته اولمبياد صراصير بإطلاقها عبر شقوق وفي فضاءات ضيقة جدا ثم قاموا بتضييقها أكثر فأكثر. وسلطوا عليها ضغطا يزيد 900 مرة على وزن جسمها.&

وتمكنت الصراصير من المرور عبر كل الشقوق في أقل من ثانية وبقيت حية رغم الضغوط الساحقة عليها.

وحتى عندما ضُغطت اجسامها بحيث اصبحت منبسطة وسيقانها متمددة تمكنت من ان تقطع مسافة تزيد نحو 20 مرة على طول جسمها في الثانية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الباحث روبرت فول المختص بدراسة التكنولوجيا التي تستوحي البيولوجيا ان الصراصير لا تتمكن من دخول الجدران والسقوف فحسب بل تركض بسرعة كبيرة حين تدخلها.

وأوضح الدكتور فول ان قيمة هذه الابحاث تتمثل في ان هيكل الصرصار وحركته يعملان أفضل من التصاميم الدودية الأخرى للروبوتات في استكشاف المواقع التي توجد فيها ابنية منهارة بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية.

وأضاف ان سمات الصراصير "نموذج لتصميم روبوتات ناعمة". &

وللتدليل على ما يقوله الدكتور فول، صمم مع زميله الدكتور كوشيك جايرام روبوتاً بحجم راحة اليد له صفائح صلبة ترتبط بسيقان مرنة يمكن ان تعمل بحركة الركض المتعارف عليها والتمدد كما تفعل الصراصير بحيث تكون منبسطة تستطيع الدخول في الشقوق الضيقة.&

واكد الدكتور فول ان أذى لم يلحق بالصراصير خلال اجراء التجارب عليها وكانت تُطلق قبل أخذ القياسات عليها وبعدها دون ان يظهر أي اختلاف في أدائها. &فالصراصير يمكن ان تصبح مصدر إلهام لتصميم آلات تنقذ ارواحًا بشرية وحقها على العلماء ان تُعامل معاملة طيبة.