وصف تحالف القوى العراقية مبادرة العاهل السعودي الملك سلمان لمساعدة متضرري محافظة الأنبار العراقية جراء التدمير الذي شهدته خلال العمليات العسكرية لتحريرها من قبضة تنظيم داعش بأنه موقف قومي مسؤول داعيا الدول العربية إلى الاقتداء بموقف السعودية.. فيما اعتبر رئيس البرلمان المبادرة دعمًا ومساندة للعراق في الحرب التي يخوضها ضد الارهاب.
لندن: قال رئيس الكتلة النيابية للتحالف الذي يضم القوى العراقية السنية أحمد المساري الخميس أن "هذه المبادرة الكريمة تأتي تجسيدًا للمواقف القومية المسؤولة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تجاه أشقائها العرب ومن ضمنهم العراق وتجسيدا لحرصها الاخوي على عودة الامن والاستقرار إلى هذا البلد ودحر الاٍرهاب بكل اشكاله وألوانه".
ودعا التحالف في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الدول "الشقيقة والصديقة إلى الاقتداء بموقف المملكة العربية السعودية وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لإعمار ما دمّره الارهابيون والمجرمون وإعادة النازحين والمهجرين إلى ديارهم وتقديم الخدمات الاساسية لهم".
ورئيس البرلمان
من جهته ثمن رئيس مجلس النواب سليم&الجبوري&مبادرة الملك سلمان لدعم العراق ضد الارهاب& بتقديم مساعدات انسانية عاجلة للمتضررين في محافظة الأنبار.وقال في بيان صحافي ان "هذه المبادرة تأتي لتؤكد عمق العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين وتعزز& المسار الايجابي الذي شهدته بعد اعادة افتتاح سفارة المملكة في بغداد ".
وأضاف "نتمنى ان تكون توجيهات خادم الحرمين الشريفين بهذا الصدد فاتحة خير لمبادرات مماثلة من الدول الشقيقة والصديقة لتدعم وتساند العراق في ضوء التحديات الحالية والحرب التي يخوضها ضد الإرهاب".
وأعلن السفير السعودي في العراق ثامر السبهان امس عن صدور توجيهات من الملك سلمان بتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين في محافظة الأنبار الغربية مؤكدا أن "مملكة الخير لا تقدم الا الخير".
وأكد السبهان عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي أنه يتم التنسيق حاليا لإيصالها عن طريق مركز الملك سلمان.. وقال "إن مملكة الخير لا تقدم الا الخير وباذن الله سيشعرالإخوة العراقيون بذلك ومساعدتهم واجب علينا... هذه توجيهات سيدي الملك وبدأ العمل لتنفيذ أمره".
و"مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية" مختص بمساعدة المحتاج والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للسعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال.
وأضاف السبهان ان هذه رسالة محبة واكبار وتقدير للشعب العراقي العربي الكريم ولجميع مكوناته نعلم أهمية العراق وهو يستحق من الجميع التضحية ليعود في أفضل حالاته. وخاطب العراقيين قائلا "انتم منا ونحن منكم وما يجمعنا بكم الدم والجوار والتاريخ المشرف وقوتكم بوحدة صفكم وكلمتكم والعشائر جميعها لهم دور كبير والسياسيون ايضا".
نقل المساعدات بالتنسيق مع محافظ الأنبار
وأشار السفير السعودي في بغداد إلى أنّ نقل وإيصال المساعدات الإنسانية جرى بالتنسيق مع محافظ الأنبار صهيب الراوي وذلك بالتعاون مع إحدى الجمعيات الإنسانية العراقية بمحافظة الأنبار والتي ستعمل على مساعدة& مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية بإيصال المواد الإغاثية لمستحقيها في مناطق الأنبار.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية سيتم نقلها جواً إلى مطار بغداد استعداداً لنقلها إلى المناطق المحيطة بالأنبار.. منوها إلى أنّ "عددًا كبيرًا من المواطنين العراقيين باتوا لاجئين بين الأنبار وبغداد وسنبذل جهدنا في أن تصل المساعدات إلى مستحقيها وحتى أقرب النقاط إلى الأنبار مكان تمركز تنظيم داعش".
وأوضح السبهان أن الفريق الذي سيقوم على توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية سيكون من العراقيين.. مضيفاً انه "مهم لدينا طرد المنظمات الإرهابية من المناطق السكانية التي احتلوها في محافظة الأنبار وإعادة السكان إلى منازلهم".
وأكد السفير أن هذه المساعدات الإنسانية تأتي بداية لخطة شاملة ستشمل جميع الأراضي العراقية وبالتنسيق مع الحكومة العراقية والمنظمات والجمعيات الإنسانية.. مشددا على ان "هذه مكرمة من السعودية للشعب العراقي وذلك من واقع شعورها بالمسؤولية تجاه إغاثة شعوب عربية إسلامية وغير إسلامية تقع تحت وطأة الحروب والصراع المسلح".
ويقضي القرار السعودي الرسمي هذا بتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين في محافظة الأنبار والتنسيق لإيصالها عن طريق مركز الملك سلمان حيث بلغ حجمها 240 طنا من المواد الإغاثية والإنسانية الدوائية وإلايوائية والتي من المتوقع وصولها في غضون أيام قليلة.
وكان العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد قدم مساعدات للنازحين العراقيين عام 2014 بقيمة نصف مليار دولار بعد سقوط الموصل في حزيران (يونيو) من ذلك العام وعدد من المدن العراقية بيد داعش.
وفي العاشر من الشهر الحالي وصفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في العراق ليز جراند تكلفة اعادة اعمار مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بعد تحريرها من تنظيم داعش بالهائلة. وقالت "يجب إعادة بناء آلاف المنازل ويجب إعادة بناء آلاف المباني والكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار في الرمادي هائلة".
وأضافت إن جهود المنظمة الدولية لتحقيق الاستقرار في الرمادي استعدادا للعودة المتوقعة لمئات الآلاف من المدنيين النازحين يتوقع أن تتكلف 50 مليون دولار تقريبا.
والاثنين الماضي حذرت الامم المتحدة نصف مليون نازح من مدينة الرمادي العراقية من العودة اليها حاليا وقالت ان العبوات الناسفة والشراك الخادعة خطر يعيق هذه العودة مشددا على ان ازالة هذه العقبات عمل خطير ومعقد يتطلب أعلى مستويات التدريب المهني.
وأضاف البرنامج الاممي الذي يدير عمليات تمويل فوري لتحقيق الاستقرار في الرمادي والتابع للامم المتحدة انه يشعر بالقلق العميق إزاء سلامة الأسر النازحة التي تريد العودة إلى الرمادي.
التعليقات