يرى المراقبون أن خطاب السياسيين عبر مواقع التواصل الإجتماعي يبقى أكثر حدة، ومتفلتًا من الضوابط، على خلفية التغريدات الأخيرة بين وزير العدل اللبناني المستقيل أشرف ريفي ورئيس حزب التوحيد العربي وزير البيئة اللبناني السابق وئام وهّاب.

بيروت: أشار وزير العدل اللبناني أشرف ريفي لدى استقالته عبر تويتر "أن حزب الله يحاول تحقيق دويلة إيرانية في لبنان ويجب أن نقلب الطاولة بوجه حزب الله ولن نكون شهود زور، وأكد ريفي أن "ما حصل في الجامعة العربية هو خروج للبنان عن الإجماع العربي ولن نسمح بذلك. ونحن جزء من العالم العربي ولن نسمح لحزب الله بالتحكم في الدولة اللبنانية، ولا نستطيع النأي بأنفسنا عن الإجماع العربي، وشدّد ريفي أن استقالتي هي صرخة عالية ومتقدمة على الصرخات العادية لأقول "طفح الكيل".

وأضاف: "أي حكومة بجانب حزب الله كليًا ستصل إلى الحائط المسدود، وملف سماحة طُرح ولم يناقش في الحكومة ولن نكون شهود زور على هذا الوضع، ولفت ان "لا خلاف مع الحريري نهائيًا".

فما كان من رئيس حزب التوحيد العربي وزير البيئة اللبناني السابق وئام وهاب الا أن غردّ على تصريح اللواء أشرف ريفي، عبر صفحته الرسمية على تويتر وقال: "اذا كان أحدًا يعتقد انه قادر على قلب الطاولة يجب أن يعلم بأننا سنقلب الدنيا عليه وعلى من يقف وراءه.

وأضاف وهاب :" الحكومة الحالية لم تعد حاجة لنستمر بها وأدعو وزراء ٨ آذار لرمي استقالاتهم ولنذهب باتجاه مؤتمر تأسيسي". ولفت إلى أن "الحريري التقى محمد بن سلمان في أوروبا قبل مجيئه واتفقا على خطة انقلابية يمهد لها بوقف المساعدات ونحن ننصحه بعدم اللعب بنار الفتنة".

فعاد وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي ورد "اذا فيك ما تقصر".

وإذا كانت هذه التغريدات بين ريفي ووهاب تدل على شيء فعلى مدى انقسام الرأي العام اللبناني أزاء تأزم العلاقة مع السعودية، وكذلك تدل على مستوى تفلت الخطاب السياسي حتى عبر تويتر حيث من المعروف أن الخطابات عبر تويتر ومواقع التواصل الإجتماعي تكون بعيدة عن أي ضوابط.

خطابات تويتر

يقول الإعلامي أنطوان خوري لـ "إيلاف" إن خطاب السياسيين عبر توتير أكثر حدة، ويعتبر أن تويتر وسيلة جديدة للتواصل السياسي، ويستطيع السياسيون الشعور بالراحة أكثر مع اعتمادهم تلك الوسيلة للتعبير عن آرائهم السياسية، بدل التحضير للخطاب السياسي التقليدي.

ويؤكد خوري بأن رئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط هو الأشهر و"الأهضم" عبر تويتر، وخصوصًا انه إلى حد ما متفرغ وتصل تغريداته إلى أكبر عدد من الناس.

ولدى سؤاله هل مواقع التواصل الإجتماعي أي تويتر وغيرها لديها حرية أكبر للتفلت في المواقف السياسية؟ يجيب خوري أن الأمر صحيح، لأن الطريقة سريعة ومن خلال 140 كلمة يضطر السياسي أن يعبّر عن رأيه بصراحة وباقتضاب، بعكس التحضير لمقابلة تلفزيونية أو خطاب أو مؤتمر.

بينما عبر تويتر يحصر ما يريد قوله، ويعطي زبدة أفكاره، ويعرف بالتالي بأن لا كلام سيحذف من خطابه.

كيف يمكن ضبط الأمور عبر مواقع التواصل الإجتماعي؟ يؤكد خوري أن الأمور صعبة ومعقدة وحتى الدول الخارجية تعاني منها، وباستثناء الشتم والكلام النابي، تبقى وسائل التواصل الإجتماعي مضبوطة من قبل أخلاقيات المتحدث او المغرد إذا صح التعبير، وضوابطها أخلاقية بالدرجة الأولى.

أما هل أخذت مواقع التواصل الإجتماعي دور الإعلام التقليدي في نشر الأخبار والمواقف السياسيّة؟ يجيب خوري أنها لا تأخذ دوره لكنها تتقدم عليه في هذا المجال، ويفترض خوري انه بعد فترة عشر سنوات سيكون دور الصحافة المكتوبة قد انقرض وانتهى.
&