نصر المجالي: تعيد العملية السرية التي نفذتها إسرائيل بنقل 19 يهودياً من اليمن إلى إسرائيل إلى الذاكرة عمليات إجلاء سرية سابقة، نقل خلالها الآلاف من اليهود اليمنيين إلى إسرائيل بعد أشهر من قيامها العام 1948.&
وقالت الوكالة اليهودية، وهي أكبر وكالة غير حكومية في العالم لربط يهود العالم بتراثهم الثقافي ولإعادة توطين اليهود في إسرائيل، إنها نفذت عملية سرية معقدة لإعادة 19 يهوديا يمنيا إلى إسرائيل.
ويُعتقد أن يهود اليمن من أقدم التجمعات اليهودية في العالم.
وقالت الوكالة في بيان "وصل 19 شخصا إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، 14 منهم من ريدة (بمحافظة عمران) وأسرة من خمسة أشخاص من صنعاء".
واضاف بيان الوكالة "كان من بين مجموعة ريدة حاخام البلدة، الذي جلب معه مخطوطة توراتية يرجع عمرها إلى ما بين 500 و600 عام".
الحوثيون
ويشار إلى أن الحوثيين على كل من العاصمة صنعاء وريدة. والشعار الذي ترفعه الحركة الحوثية هو "الله اكبر. الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل. اللعنة على اليهود .النصر للإسلام".
وقال ناتان شارانكسي المدير التنفيذي للوكالة اليهودية إن وصول المهاجرين اليهود من اليمن "لحظة هامة للغاية في تاريخ اسرائيل".
وأضاف "منذ عملية البساط السحري عام 1949 وحتى اليوم ساعدت الوكالة اليهودية في توطين يهود اليمن في إسرائيل. اليوم نختتم هذه المهمة التاريخية".
وقال "هذا الفصل في تاريخ واحد من أقدم المجتمعات اليهودية في العالم بلغ نهايته، ولكن المساهمة الفريدة ليهود اليوم التي يرجع تاريخها لألفي عام ستستمر في إسرائيل".
اجلاء اغسطس 2013
ولعل أحدث عملية إجلاء تمت في 15 آب (أغسطس) العام 2013 حين تم تهجير 20 يهوديا من اليمن بطريقة سرية إلى إسرائيل وترفض المنظمة اليهودية العالمية الإفصاح عن طرقهم "السرية" لتهجيرهم ولكنها كشفت أن تردي الوضع الأمني باليمن دفع بخمسين يهودياً على الأقل إلى الهجرة في ذلك العام.
يذكر أن أغلب اليهود اليمنيين متواجدين في الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتواجد اليهود في اليمن في محافظات صعدة وعمران ويوجد لديهم كنيس ويشيفا في عمران.
وكان مقتل موسى (ماشا) بن يعيش النهاري، شقيق حاخام الطائفة اليهودية في اليمن يحيى بن يعيش، العام 2008 جدلا في الأوساط الدولية وقلقا على سلامة اليهود في اليمن، كما كانت الحادثة سببا رئيسا لهجرة 20 يهودي إلى إسرائيل.
عملية بساط الريح
لكن عملية (بساط الريح) أو كما يطلق عليها الغرب (عملية على جناح النسر) كانت الأكبر والأولى من نوعها حين نفذت الوكالة اليهودية عملية &تهجير سري نفذتها لترحيل نحو 49 ألف يهودي ويقال (53 ألفا) من يهود اليمن إلى إسرائيل في الفترة من حزيران (يونيو) 1949 إلى أيلول (سبتمبر) 1950 على متن طائرات أميركية وبريطانية عبر عدن.&
وبلغت تكاليف هذه العملية حوالي 425 مليون دولار. وتقول المصادر إن اسم عملية (بساط الريح) أتى من فقرتين من العهد القديم وهي: "أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين. وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إلي" (سفر الخروج: الإصحاح 19 الفقرة 4).
أما الثانية فهي الفقرة 31 من (سفر إشعياء النبي: الإصحاح 40): "وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ".
وفي العملية نفذت طائرات النقل الأميركية والبريطانية ما يقارب 380 رحلة سريه من اليمن إلى إسرائيل ولم يتم الاعلان عنها الا بعد عدة أشهر من انتهائها.
وكانت تقارير سرّبت أن للإمام أحمد حميد الدين إمام اليمن الراحل في ذلك الوقت دور لوجيستي في العملية عندما قدم العون للتاجر أحمد القريطي المكلف من قبل الوكالة اليهودية لتجميع يهود اليمن و تسوية بيع ممتلكاتهم.
منذ 1881
وتقول الوثائق إن هجرات اليهود اليمنيين بدأت منذ العام 1881، إلا أنها كانت أعدادا قليلة وبدأت تزيد بعد الجهود التي بذلتها المنظمة الصهيونية العالمية إقناع اليهود في اليمن بالرحيل مستغلين الأوضاع السيئة التي كانوا يعيشونها، وكانوا يقولون لليهود أن جدران أورشليم (القدس) تقطر عسلا.&
وحسب بعض المصادر هاجر ما يقارب الألف اليهودي في الفترة 1881 – 1914، بينما غادرت الغالبية في 1949 - 1950.
وتذكر الوثائق أن اليهود في اليمن تعرضوا لعدة انتهاكات عقب إعلان قيام دولة إسرائيل، قُتل 82 يهودي وأحرق 106 متجر يهودي من أصل 170 خلال مذبحة عدن 1947 وتسلل غالب اليهود إلى عدن ومنها إلى إسرائيل.
&
التعليقات