تؤكد رئيسة تحرير صحيفة «لوبوان» لـ"إيلاف أن قناة الجزيرة القطرية قررت تسريح جميع الموظفين التونسيين العاملين لديها، بينما ترفض نقابة الصحافيين التعليق على «خبر غير رسمي».
تونس: تؤكد رئيسة تحرير صحيفة «لوبوان» (lepoint) التونسية، سهير اللحياني، في تصريح لـ"إيلاف" صحة ما أثير في الإعلام التونسي عن تسريح قناة الجزيرة جميع التونسيين العاملين معها، وفي مختلف الاختصاصات. في المقابل، يرفض رئيس نقابة الصحافيين التونسيين ناجي البغوري، التعليق على الموضوع لافتًا لـ إيلاف إلى انّه «لا يمكن التعليق على خبر غير رسميّ».
ويثير الخبر الذي نشرته لوبوان جدلاً واسعًا، حيث يرجع البعض القرار الى اعتبارات سياسية، بينما يتحفظ آخرون مبدين استغرابهم ما إذا صح الخبر فعلا.
وتنسب الصحيفة التونسية إلى مصادرها «المطلعة» القول إن «إدارة قناة الجزيرة قررت عدم تجديد عقود جميع التونسيين العاملين معها في مختلف الاختصاصات.. وجاءت هذه الخطوة بطلب من أحد أمراء قطر المالكين للقناة.. ويبدو أنّ هذه الخطوة لا تتعلق بمسائل مادية بل على الأكثر سياسية».
نقابة التوسيين فضلت نفي صحة الخبر. ويبين البغوري لـ«إيلاف» ان القرار لم يصدر عن اي جهة رسمية لافتًا الى انه «غير صحيح». يضيف أنّ إدارة قناة الجزيرة «لم تصدر أيّ بيان»، مؤكداً أنه «بغضّ النظر إن كنّا مع الجزيرة أو ضدها، فنحن نساند بكل قوة زملاءنا الصحافيين التونسيين الذين يشهد لهم الجميع بالكفاءة، فبهم بدأت الجزيرة، وبهم اشتهرت في عالم الإعلام».
في المقابل، تؤكد اللحياني صحة الخبر، وتؤكد ملء الثقة بالمصادر التي نقلت اليها المعلومة، لافتة إلى ان لوبوان تثق بمصادرها، مؤكدة أن «الخبر صحيح، وستقفون على ذلك، قريباً». ومشددة على أنّ القرار «لا يتمثل في الاستغناء، بل في عدم تجديد أي عقد ينتهي لصحافي تونسي».
حقّ يراد به باطل
يشدّد رئيس تحرير في صحيفة "الصحافة" التونسية، زياد الهاني، على أنّه «كان من بين الذين توهّموا بأن تكون قناة الجزيرة شريكاً أساسياً في معركة التحرر في الوطن العربي، وكنت من الذين توهّموا أنها تخدم أجندة الحرية، واستقلالية القرار العربي، لكن تبيّن لي وبالدليل القاطع أنّ هذه القناة ليست أكثر من أداة تستخدمها الحكومة القطرية لخدمة أجندات دولية معادية لتحرر الوطن العربي».
يضيف الهاني في تصريح لـ«إيلاف» أنّ انتصار الجزيرة للحرية «هو قول حق يراد به باطل»، مؤكدًا أن القناة «تشكّل خطراً على أمننا القومي في تونس نظراً لطبيعة دورها وأهدافها، كما تشكل خطراً على الأمن الإقليمي وخاصة أمن الجزائر، المستهدف الرئيس في منطقتنا».&
يطالب الهاني بإغلاق «مكاتب هذه القناة في بلادي مع تفهّمي للدفاع المحموم عنها من قبل العاملين فيها».
صحة المصدر
ويقول رئيس تحرير النسخة العربية من «لوبوان»، إنه متأكد من صحة الخبر &«حيث أعلمتنا مصادرنا بأنّ هناك إجراءات سيتمّ اتخاذها قريباً، وتتمثل في عدم تجديد عقود الإعلاميين التونسيين العاملين في قناة الجزيرة».&
وعن الأسباب التي استدعت عدم تجديد عقود الصحافيين التونسيين، يقول المصدر ذاته الذي فضل عدم الافصاح عن اسمه «أولاً، الجزيرة لن تواصل عملها الإعلامي طويلاً، حيث ستتوجه إلى ميادين أخرى، غير الجانب الإخباري، الذي فقدته لصالح قنوات أخرى، وهو ما جعلها تقرّر التخفيض من عدد العاملين فيها، وستكون البداية بالتونسيين، الذين لهم مشاكل داخلية في القناة، في ما بينهم، ومشاكل خارجية كذلك».
وكانت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، نشرت في أواخر شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، تقريراً عن إنهاء شبكة قنوات الجزيرة تعاقدات مئات من العاملين فيها، بسبب تضخم إنفاق المؤسسة ورغبة الدوحة في خفض الإنفاق مع تراجع أسعار النفط والغاز.
وذكرت الصحيفة أن متحدثاً باسم الجزيرة رفض التعليق على الأخبار لكنه قال: «من المؤكد أن شيئاً ما سيحدث».
مهمّة معينة
يضيف رئيس تحرير صحيفة "لوبوان" بالعربية، أنّ قناة الجزيرة «جاءت لمهمّة معينة، حتى أنّ شعبيتها تقلصت كثيراً في الوطن العربي، وفي تونس»، مشيراً إلى أن أداءها ما قبل الثورة التونسية، أو حتى الثورات العربية، كان متميزاً، وكان التونسيون، مثلاً، بجميع أطيافهم، يتابعون الجزيرة، ولكن عندما تغير أداؤها، خلال تغطيتها الثورة التونسية، تقلّصت مصداقيتها، وبالتالي تقلّص عدد المتابعين لها في تونس، بل تمّ رفض تواجدها في تونس، وقد استعمل العنف ضدّ بعض صحافييها، في بعض التظاهرات والأنشطة التي تغطّيها».
ويشدّد على أنّ «جزءاً من الشعب التونسي بقي وفيّاً للجزيرة، ولكن جزءاً آخر خسرته هذه القناة عندما اكتشف هؤلاء أنّ دورها غير بريء».
ولم يستجب مدير مكتب الجزيرة في تونس، لطفي الحاجي، لمحاولات "إيلاف" المتكررة التحدث إليه.
مؤاخذات
وكان نشطاء وصحافيون تونسيون، طالبوا خلال أحداث العملية الأمنية في بنقردان، جنوب تونس، بضرورة إغلاق مكتب قناة الجزيرة في تونس العاصمة وذلك على خلفية تدوينتين لإعلاميتين من القناة، هاجمتا خلالها قوات الجيش الوطني التونسي، على خلفية صورة "سيلفي"، التي التقطها جنود تونسيون أمام جثث الإرهابيين في بنقردان، حيث اعتبرت الصحافية فاطمة التريكي، الصور "إهانة للذات البشرية"، وكتبت عبارة "ماذا يعلفونكم في هذه الجيوش العربية"، في إشارة إلى الجيش التونسي.، وأيدتها زميلتها خديجة بن قنة.
ورفض ذلك، مدير أخبار قناة الجزيرة، ياسر أبو هلالة، ودوّن في حسابه الشخصي على الفايسبوك، مؤكداً أنّ زميلته "جانبت الصواب، فتحول العتب إلى غضب، وهذا من حق المشاهد التونسي علينا"، لكنه أشار إلى أنّ "الأمر تحوّل إلى حملات منظمة ضد الجزيرة".
التعليقات