أعلن زعيم التّيّار الصّدريّ في العراق مقتدى الصدر، دعمه للتّشكيلة الوزاريّة الّتي قدّمها العبادي إلى البرلمان اليوم، داعيًا النواب إلى التصويت عليها، وفي حال العكس فقد&هدّد بسحب&الثقة منه،&وقرّر إنهاء الاعتصامات عند بوّابات المنطقة الخضراء، داعيًا إلى استمرار تظاهرات الاحتجاج السّلميّة أيّام الجمعة في بغداد وبقيّة المحافظات، حتّى التّصديق على قائمة الوزراء الجدد.
لندن: من داخل خيمة اعتصامه في المنطقة الخضراء، والّذي بدأه الأحد الماضي، قال&زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصّدر في كلمة إلى انصاره وإلى العراقيين عمومًا،&إنّ "الاعتدال الفكري الّذي ظل ملتزمًا به استطاع أن يهزم الفساد، وكذلك الفكر الداعشي يدًا بيد مع القوات المسلحة في سوح الجهاد.. واشار إلى ان من ثمار هذا المشروع الاصلاحي أن أنعم الله على العراق بأشخاص عاشقين للبلد وترابه، ولم يقصّروا في مواجهة الوحش الكاسر وهو الفساد والمفسدين".
انفراج في محاربة الفاسدين
وأشاد بالمتظاهرين والمعتصمين وجميع المنادين بالإصلاح من ابناء الشعب العراقي، وكلّ&من تعاطفوا مع مشروعه الإصلاحي الذي بدأ يشهد بوادر انفراج،&محذّرًا من أنّ هذا لا يعني عدم تعرّض العراق في الأيّام المقبلة لأزمات أُخرى أمنيّة واقتصاديّة من قبل من قال إنهم بعض من القابعين في المنطقة الحمراء (المنطقة الخضراء) ممن تربعوا على عروشهم.&إذ ليس لهم همّ سوى جمع الأموال والحفاظ على كراسيهم من السّياسيين والحكوميين الذين يقبعون في المنطقة الخضراء، ولا يعلمون بمعاناة الشعب خارجها، قابعين وراء الجدران، وظانين أنّ الشّعب&يعيش في بحبوبة النعم، متناسين انه يقبع في الفقر والعوز.
وأكد أنّ الشعب صار عالمًا بكل من لعب بمقدراته وسرق أمواله التي حوّلوها إلى جيوبهم وبطونهم وعوائلهم واحزابهم ولكن لن يضيع حق وراءه مطالب. وشدّد على أنّه سيتم تقديم كلّ فاسد وسارق إلى المحاكم العادلة لينالوا جزاءهم العادل.&
مسؤولون هدّدوا الصدر
وكشف الصدر أن مسؤولين خلف جدران المنطقة الخضراء لم يذكر اسماءهم قد خيروه بين أن يسكت عن ظلمهم وفسادهم أو أن تُراق دماؤه وأنصاره.. لكنه أكد بالقول إنه هيهات منه السكوت على الظلم والتخلي عن حب الفقراء والمظلومين وحب الجهاد وقول الحق. وخاطب المعتصمين بالقول "على الرغم من أنّكم كنتم جميعًا على استعداد للتّضحية كما حاربتهم المحتل والدواعش الارهابيين، لكنّي لم اقبل أن أضحّي بقطرة دم واحدة لأيّ منكم".
وأضاف أنّه دخل إلى حصون المسؤولين في المنطقة الخضراء واطلع على وضعها حيث وجد انها ذات معالم دنيوية عالية المستوى وكأنها ليست من ارض العراق مستدركا بالقول لكنها خالية من حب الوطن لأنّ&اغلب من يقطنها قد نُزعت من قلوبهم كل معاني الوطنية. واشار إلى ان التظاهرات قد أكدت للعالم ان الشعب يريد الاصلاح وانه يستحق التغيير.. وقال "لقد اتممت مشروعي الاصلاحي بنصب خيمتي في هذه المنطقة المحصنة والجود بالنفس اقصى غاياتي".
الاستمرار بالتظاهرات وانهاء الاعتصامات
وأضاف الصّدر الذي كان أنصاره قد بدأوا اعتصامهم عند بوّابات المنطقة الخضراء منذ 18 من الشهر الحالي قائلاً "إننا نقطف الآن ثمار ما قمنا به حيث أقدم الاخ العبادي على خطوة شجاعة، وأعلن تشكيلة حكوميّة كاملة وشاملة"، داعيًا البرلمان إلى التّصويت لصالحها بعد التّأكّد من نزاهة المرشحين".
وقال إنه بعد إعلان تشكيلة التكنوقراط هذه، فإنّه سيتم الاستمرار في تظاهرات ايام الجمعة الحاشدة والسلمية في بغداد وبقية المحافظات للضغط على البرلمانيين للتصويت على هذه التشكيلة خلال فترة العشرة أيام المحددة.
وقد أعلن الصدر انهاء الاعتصامات حول المنطقة الخضراء وعند بوّاباتها، داعيًا انصاره إلى الانسحاب سلميًّا وهدوءًا بعد توديع القوات الأمنيّة المكلّفة بحمايتها، مؤكّدًا انه لن ينسى في حياته ما قام به المعتصمون، وداعيًا الكتل السياسية إلى الابتعاد عن الاهداف الحزبية الضيقة من اجل اكمال مشروع الاصلاح.
لكن الصدر هدّد في حال عدم التصويت على التّشكيلة الوزارية بتجميد نشاط كتلة التيار الصدري في البرلمان وسحب وزرائها من الحكومة والعمل على سحب الثّقة&عن رئيس الوزراء حيدر العبادي والتحول من "ألشلع" إلى "القلع" بالتعاون مع بقية الكتل الرافضة للفساد وتسعى للصالح العام.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد دعا الثلاثاء مجلس النواب والكتل السياسية إلى تحديد موقفهم بشكل واضح من مسألة الإصلاحات، موضّحًا أنّ كتلاً سياسيّة أصرّت على أن يتم ترشيح الوزراء من قبلها مع مطالب أخرى شعبية باختيار الوزراء خارج المحاصصة. وأشار إلى أنّه ليس من الحكمة تقديم تشكيلة وزارية تواجه بالرفض من مجلس النواب.
وعلى الفور رفضت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري المشاركة في االتشكيلة الحكومية الجديدة، في حين صوت مجلس النواب العراقي الاثنين الماضي على إمهال العبادي حتى غد الخميس لتقديم تشكيلته الوزارية الجديدة، مُهدّدًا&باستجوابه في حال عدم تقديم التشكيلة الحكومية خلال تلك المدة.
يذكر أن العراق شهد توتّرًا في الأوضاع السياسية منذ الاعتصامات التي بدأها انصار التيار الصدري أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد يوم&الجمعة الماضي، للمطالبة بالإصلاحات. فيما تصاعدت تلك التّوتّرات بعد دخول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى المنطقة الخضراء الأحد الماضي والاعتصام بداخلها.&
التعليقات