غزة: عبّر صيادو السمك في قطاع غزة الاثنين عن خيبة املهم مع بدء سريان قرار توسيع المنطقة التي يسمح لهم بالصيد فيها، والذي اتخذته اسرائيل التي تفرض حصارا محكما على القطاع منذ 2006.

تفرض اسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، حصارا بريا وبحريا وجويا، وقد اعلنت الجمعة تخفيف الحصار البحري وتوسيع المنطقة التي تسمح لصيادي السمك الفلسطينيين بالعمل فيها، اعتبارا من الاحد من ستة اميال حاليا (11 كلم) الى تسعة اميال. 

لكن هذا القرار ينطبق على المنطقة الواقعة قبالة السواحل الجنوبية فقط اذ ستبقى المنطقة قبالة وادي غزة في وسط القطاع محصورة بستة اميال. مساء الاحد ابحر اكثر من ثلاثمائة مركب صيد من ميناء غزة عادوا صباح الاثنين.

وبعد ليلة شاقة، قال رائد ابو عودة (35 عاما) لمصور وكالة فرانس برس من على متن مركب الصيد "بعد 17 ساعة من العمل لم نجن ما كنا نتوقعه".
واضاف ان "الصيادين القوا الشباك خمس مرات وفي اماكن مختلفة ومسافات مختلفة من الشاطئ من غزة وحتى رفح جنوبا"، مشيرا الى ان "تكلفة دخول المركب للبحر من وقود وعمال تبلغ حوالى 1200 دولار في اليوم الواحد". ووضعت اسرائيل علامات مضاءة لتحديد المسافة للصيادين.

وقال رائد "وصلنا لتسعة اميال حقيقية". لكنه اشار الى "استمرار الدوريات البحرية الاسرائيلية لمنع الصيادين من تجاوز الحدود المسموحة. احيانا تتم المناداة بمكبرات الصوت او يجري اطلاق نار تحذيري لمنع الصيادين من تجاوز" العلامات.

من جهته، قال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش الاثنين ان "عدد الصيادين الذين دخلوا البحر اليوم لا يزيد على الف صياد في حوالى مئتين او 300 مركب ورجعوا بخفي حنين".

ورأى ان توسيع مساحة الصيد البحري "غير كاف ومخيّب للامال وضحك على الذقون"، مؤكدا ان "المساحة ضيقة، ولا تاتي بمردود جيد". واوضح "الدليل هو انه اليوم لم يكن هناك صيد (...) كان الصيد اسوأ مما كان في الاميال الستة". واشار الى "مضايقات وضخ مياه واطلاق نار واكتظاظ بالمراكب الموجودة من القطاع في المنطقة (...) من واد غزة الى رفح التي سمحت بها اسرائيل بالصيد".

البحر لنا
مع ذلك، قال ابو عودة انه يأمل "بصيد وفير مع هذه المساحة الجديدة، خاصة انه من سنوات لم تسمح اسرائيل بالدخول الى هذه المسافة (...) ونأمل ان تستمر اسرائيل بالسماح لمثل هذه المسافة لكي نعاود الكرة مرارا، ونستطيع صيد كميات جيدة في الايام القادمة".

واضاف ان صيادين "دخلوا مسافات مشابهة استطاعوا صيد انواع متعددة من السمك، تعود عليهم بمرابح جيدة، وتضمن عيشا كريما لهم ولعائلاتهم وللصيادين العاملين على المركب، حيث ان عمل مركب واحد يضمن اعالة خمس عشرة اسرة". وذكر ان هذه المسافة "تمكن الصيادين من صيد انواع مختلفة من السمك منها اللقز والجمبري، وهي من اهم انواع السمك واغلاها".

تحاصر اسرائيل قطاع غزة من الشمال والشرق والغرب، في حين تغلق مصر معبر رفح المنفذ الوحيد على الخارج الذي لا يمر عبر اسرائيل. وتطلق اسرائيل باستمرار النار على مراكب صيادي غزة على حدود منطقة الصيد، مما يسبب سقوط قتلى وجرحى بشكل متكرر.

ويقول الفلسطينيون انهم يستهدفون حتى عندما لا يعبرون الخط المحدد على بعد ستة اميال وان هذه المسافة غير كافية لممارسة مهنتهم. وهم يتعرضون لاطلاق نار او لاعتراض مراكبهم من قبل مصر في الجنوب. وتعتاش حوالى اربعة آلاف عائلة من صيد السمك في القطاع المحاصر اقتصاديا والمدمر بعد ثلاث حروب بين 2008 و2014.

وتحدد اتفاقات اوسلو للسلام التي وقعت في 1993 منطقة الصيد بعشرين ميلا بحريا. لكن هذه المنطقة تفاوتت خلال الوقت وحتى قلصت الى ثلاثة اميال ثم اصبحت ستة اميال بعد حرب تموز/يوليو-آب/اغسطس 2014. لكن نقيب الصيادين شدد على "الحاجة الى المناطق الصخرية الى ما بعد 12 إلى عشرين ميلا بحريا حتى يستطيع الصيادون التحرك في هذه المساحة الضيقة وتوفير لقمة العيش لاسرهم ومجتمعهم". 

وطالب بان "يكون البحر كله لنا بدون سيطرة الاحتلال عليه اقله 20 ميلا بحريا حسب اتفاقية اوسلو. من حقنا ان يكون بحرنا لنا كباقي شعوب ودول العالم".