إيلاف من القاهرة: أصيب المصريون بصدمة شديدة بعد تعرض سيدة مسنة للتعرية والسحل في شوارع قرية الكرم بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، عقابًا لها على إقامة ابنها علاقة عاطفية مع امرأة مسلمة. كما أحرقت أسرة المرأة أيضًا سبعة منازل تملكها أسرة الرجل القبطي.
كما ولدتني أمي !
قالت سعاد ثابت (70 عامًا)، المرأة التي تعرضت للتعرية من ملابسها، إن عشرات هاجموها في منزلها، فأحرقوه ونزعوا عنها ملابسها تمامًا، "كما ولدتني أمي"، على حد قولها.
وأضافت لـ"إيلاف" أن المهاجمين خرجوا بها إلى الشارع عارية وهزئوا بها بينما دافع عنها مسلمون من جيرانها وخلصوها من أيدي المعتدين قبل أن يقتلوها. زأدخلها جيرانها منزلهم، وستروها بملابس من ملابسهم، كما تصدوا للمهاجمين الذين حاولوا اخراجها من منزلهم أكثر من مرة.
وأوضحت ثابت أن لا علاقة عاطفية بين ابنها والمرأة المسلمة، مشيرة إلى أنها تعاني مشكلات زوجية، ومتهمةً زوج المرأة المسلمة بمحاولة التشهير بها من أجل تطليقها والإفلات من حقوقها بعد الطلاق. ولفتت إلى أن ابنها هرب من القرية لأنه مهدد بالقتل.
محاسبة
تحدث الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا وأبو قرقاص، عن الحادث، قال: "بدأت الحوادث المؤسفة في قرية الكرم التي تبعد أربعة كيلومترات عن مدينة الفكرية، مركز أبوقرقاص، بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وتعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية للتهديد ما دفعه إلى ترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس 19 مايو بتحرير محضر بمركز شرطة أبو قرقاص يبلغان فيه بتلقيهما التهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي".
أضاف في بيان له: "وبالفعل، فإن مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي الجمعة ٢٠ مايو، يحملون أسلحة متنوعة وتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها، حيث تقدر الخسائر مبدئيًا بنحو ثلاثمائة وخمسين ألف جنيه".
وتابع: "كما قام المتعدون بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقد وصلت قوات الأمن إلى هناك في العاشرة من مساء نفس اليوم، وقامت بالقبض على ستة أشخاص حيث تباشر الآن التحقيق معهم".
وطالب الأنبا مكاريوس بمحاسبة الجناة، وقال: "نثق بأن مثل هذه السلوكيات لا يقبلها أي شخص شريف، كما نثق بأن أجهزة الدولة لن تقف منها موقف المتفرج، ونحن إذ نشكر مقدمًا أجهزة الأمن، نثق بأنها لن تألو جهدًا في القبض على جميع المتورطين ومحاسبتهم".
شائعة سخيفة
قال النائب جون طلعت، عضو مجلس النواب، إنه سيتقدم ببيان عاجل ضد وزير الداخلية لمساءلته عن واقعة سحل وتعرية سيدة مسنة بقرية الكرم بمركز أبو قرقاص بالمنيا.
أضاف طلعت في تصريح: "كنت أتمنى نفي الواقعة لأن عقلي رفض تصديقها، لكني سأمارس دوري التشريعي بعد بيان الأنبا مكاريوس أسقف الأبرشية الذي أكد حدوثها".
في المقابل، نفى العميد عبد الفتاح الشحات، رئيس مباحث مديرية الأمن بالمنيا، "ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بزعم قيام مجموعة من مسلمي قرية الكرم بتجريد قبطية من ملابسها والاعتداء عليها في الشارع، وتجدد أعمال الشغب".
وقال في تصريح له: "هذا الأمر غير صحيح بالمرة، ولا يعدو كونه شائعة سخيفة"، وأضاف أن "قرية الكرم شهدت قيام عائلة مسلمة منذ عدة أيام بالاعتداء على عائلة أخرى قبطية بسبب مشاكل الجيرة وسريان شائعة بالقرية تتعلق بالعِرض قاموا خلالها بالاعتداء على عدد من منازل الطرف الثاني، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية وسيطرت على الحوادث وتم ضبط 13 شخصًا من الطرفين، تمت إحالة 5 منهم للنيابة، وجارٍ ملاحقة الباقين، وما جرى من حوادث هي جنائية في المقام الأول وليست طائفية".
وأشار إلى أن هناك خدمة أمنية متمركزة بالقرية على أعلى مستوى أمني والحياة تسير بشكل طبيعي، وأن المشكلة التي نشبت بالقرية هي خاصة بعائلتين فقط ولا علاقة لباقي عائلات القرية بها.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هشتاغ #مصر_اتعرت، وطالب النشطاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالإعتذار من السيدة ثابت.
التعليقات