حذّر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مما أسماه "الحرب الناعمة" وأساليب التغلغل من خلال المصالح الاقتصادية التي يشنها الغرب بهدف إضعاف المؤسسة الدينية في إيران.

إيلاف من لندن: في أول اجتماع له مع أعضاء مجلس خبراء القيادة، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن على مسؤولينا وجميع قطاعات المؤسسة توخي الحذر من الحرب الناعمة المستمرة التي يشنها الغرب على إيران، بهدف إضعاف النظام من الداخل.

وشدد المرشد الإيراني على&انه "سيكون من السهل الإضرار بالمؤسسة من الداخل من خلال إضعاف مراكز القوى في إيران".

وأكد خامنئي، حسبما نقلت عنه وسائل الإعلام الإيرانية ان ايران انتزعت مكاسب نووية من العدو بعد ان حققت الاقتدار في المجال النووي اي وصولها الى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة.

ظاهرة عظيمة

ووصف المرشد الإيراني، مجلس خبراء القيادة الذي من صلاحياته اختيار "خليفة" له، بانه ظاهرة عظيمة، مؤكدا اهمية المجلس ومسيرته الثورية وقال، ان الطريق الوحيد لديمومة وتقدم النظام وتحقيق اهداف الثورة هو "الاقتدار الحقيقي للبلاد" و"الجهاد الكبير" اي عدم التبعية للعدو.

واشار الى الانتخابات الجيدة لمجلس خبراء القيادة ومجلس الشورى الاسلامي ومشاركة الشعب الواسعة فيهما واضاف، ان مجلس خبراء القيادة "نعمة الهية"، وبغض النظر عن مسؤولياته الذاتية الواردة في الدستور فانه يعتبر ظاهرة عظيمة ومؤثرة.

واعتبر خامنئي ان تبلور مجموعة "منتخبة وموضع ثقة الشعب" من العلماء واصحاب الراي الديني والعلمي مسألة تحظى في ذاتها بأهمية فائقة واضاف، ان هذه المجموعة البارزة والرفيعة تحظى بطاقة هائلة لتبادل الرأي والتنسيق والنشاط المؤثر.

علاقات العلماء

واشار الى العلاقة بين العلماء والافاضل الاعضاء في مجلس خبراء القيادة مع مختلف شرائح الشعب في انحاء البلاد وتأثيرهم في الراي العام واعتبر "تبادل الرأي حول مختلف القضايا" و"التركيز على القضايا المطلوبة" و"الاعلان عن المواقف والمطالب" و"بلورة نوع من الحوار والمطالب العامة" من طاقات مجلس خبراء القيادة واضاف، انه في حال تحقيق هذا الهدف ستتحرك السلطات الثلاث والمسؤولون بصورة طبيعية لتوفير هذه المطالب.

واكد خامنئي &أن مسار واهداف مجلس خبراء القيادة يجب ن تكون ذات مسار وأهداف الثورة، معتبرا "سيادة الاسلام" و"الحرية" و"الاستقلال" و" العدالة الاجتماعية" و"الرخاء العام" و"اجتثاث جذور الفقر والجهل" و"المقاومة امام السيول الجارفة للفساد الاخلاقي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي الجاري في الغرب" و"الصمود امام هيمنة جبهة الاستكبار"، من أهم اهداف الثورة الاسلامية للشعب الايراني.

الهيمنة&

واعتبر المرشد الايراني ان الهيمنة موجودة في ذات وطبيعة الاستكبار، واضاف ان جبهة الاستكبار تسعى ذاتيا للهيمنة على الشعوب وان اي دولة وشعب لا يقاوم سيقع في افخاخهم.

واكد ان الاسلام هو المجتث لجذور الظلم والاستكبار، واضاف: بطبيعة الحال فان ذلك الاسلام الذي يتبلور في اطار نظام دولة ويمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية، هو الذي يكون قادرا على مقاومة قوى الغطرسة العالمية وتدمير سلطتها.

واعتبر خامنئي ان "صون الثورة" اصعب من اطلاقها وقال في شرحه لكيفية المواجهة الصحيحة لجبهة قوى الظلم العالمي، واضاف ان اعداء الشعب الايراني وضعوا في جدول اعمالهم مسألة الهجوم العنيف، ومن امثلته الحرب المفروضة على (ايران) على مدى 8 اعوام وأعمال التمرد التي وقعت بداية انتصار الثورة ودعم الجماعات الارهابية والهجوم على المنصات النفطية الايرانية واسقاط طائرة الركاب (الايرانية)، الا انه وفي ظل العناية الالهية وقيادة الامام الخميني وصبر ومقاومة الشعب فقد تم دحر الاعداء.

الهجوم الناعم

واعتبر المرشد الإيراني الأعلى أن "الهجوم الناعم" مرحلة اخرى من الهجمات المستمرة لقوى الغطرسة العالمية، واضاف ان الحظر الاقتصادي المستمر والهجمات السياسية المتواصلة والدعاية المناهضة وضرب مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية في الدول الاخرى، تعد من اساليب المرحلة الثانية لهجمات الاعداء الا انها لم تؤد الى النتائج التي كان يرجوها الاعداء وذلك بفضل الله تعالى وصمود الشعب والمسؤولين.

وفي الأخير، وصف خامنئي المرحلة الثالثة من هجوم الاعداء اي "التغلغل" بانه خطير للغاية واستمرار لذات الحرب الناعمة وأكد قائلا ان الاستكبار يتابع في استراتيجية التغلغل عدة اهداف اساسية وهي "التأثير في مراكز صنع واتخاذ القرار" و"تغيير معتقدات الشعب" و"تغيير محاسبات ومواقف المسؤولين".
&