تأتي بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2016"، التي انطلقت فعالياتها الليلة بفرنسا، في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة للسلطات هناك، لأنها ستُشَكِّل اختباراً لقدرة البلاد على تأمين نفسها في مواجهة المزيد من الهجمات الإرهابية المحتملة.
باريس: بينما كان يُفتَرَض أن تشهد فرنسا حالة من الإثارة والاستمتاع بالتزامن مع استضافة بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2016"، الحدث الذي لا يتكرر إلا كل 4 أعوام، بمشاركة الملايين من المشجعين الذين قَدِمُوا لمؤازرة بلدانهم، فإن البلاد تستقبل البطولة وهي في حالة من الإنهاك نتيجة لما تشهده من تظاهرات ضد إصلاحات قانون العمل وكذلك في الوقت الذي تحاول أن تتصدي فيه لتبعات الفيضانات التي غمرت ضفاف نهر السين فضلاً عن المواجهة الشرسة التي تخوضها السلطات هناك ضد الجماعات المتطرفة.
ونقلت في هذا السياق مجلة التايم الأميركية عن جان تشارلز بريسارد، رئيس مركز تحليل الإرهاب في باريس، قوله: "لم يسبق مطلقاً لمستوى التهديدات أن كان مرتفعاً كما هو حاصل اليوم فيما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية وغيره من التنظيمات الجهادية. وهو ما يعني أن التوقيت يشكل تحدياً حقيقياً بالنسبة للجميع".
طي الصفحة
وربما لم يكن بوسع أحد أن يتوقع ذلك التحدي عندما تم اختيار فرنسا لتنظيم البطولة في العام 2010. وبدأ يتركز الحديث في التلفزيون الفرنسي خلال الأسابيع الأخيرة على احتمالات وقوع هجمات إرهابية أثناء البطولة بصورة تفوق الحديث عن تحليل المباريات والنقاشات التي عادة ما تسبق المباريات بخصوص حظوظ المنتخبات.
ورأت التايم أنه في حال انتهاء البطولة كما هو مقرر لها في الـ 10 من شهر يوليو المقبل دون وقوع أي حوادث أو هجمات إرهابية، فربما سيتمكن المسؤولون الفرنسيون أخيراً من طي صفحة الأحداث المؤلمة التي وقعت خلال عام 2015، متمثلة في هجمات باريس التي وقعت في الـ 13 من شهر نوفمبر، وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً، وهجمات تشارلي ايبدو التي وقعت في يناير من العام نفسه، وأسفرت في الأخير عن مقتل 17 شخصاً.&
تدابير استثنائية
كما لفتت المجلة لحجم التعزيزات والتدابير الأمنية التي تقوم السلطات الفرنسية باتخاذها في سبيل الوصول بالبطولة لبر الأمان، حيث ينتظر أن يتمركز حوالي 90 ألف فرد شرطة وجيش حول الاستادات العشرة التي ستستضيف البطولة وفي المناطق الخاصة بتجمع الجماهير بكافة أنحاء البلاد بالتزامن مع وصول 7 مليون مشجع إلى البلاد من أجل مشاهدة مباريات البطولة المقدر عددها الإجمالي بـ 51 مباراة.&
كما أن الشرطة الفرنسية تجري منذ أسابيع تدريبات وهمية في كافة أرجاء البلاد بغرض الوقوف على مدى جاهزية القوات وقدرتها على التعامل مع قد يحدث من عمليات.
وفي مقابلة أجراها مع مجلة التايم الشهر الماضي، قال روب وينرايت، رئيس وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، إنه لا يخفى على أحد أن البطولة من الأهداف المحتملة، وأنهم قد وضعوا خطة أمنية محكمة بهدف التصدي لأي محاولة تهدف إلى خرق القانون، خاصة من جانب تنظيم داعش الذي سيُفاجَأ بصعوبة الأوضاع.
أعدت إيلاف المادة عن صحيفة التايم عبر هذا الرابط:
http://time.com/4361317/euro-2016-france-terror-threat/?xid
التعليقات